لن أتوقف عن البحث والسعي وراء الأغنيات الجيدة

مادلين مطر: أتروى كثيراً قبل طرح أي عمل جديد في هذه المرحلة

مادلين مطر: أتروى كثيراً قبل طرح أي عمل جديد في هذه المرحلة

تخطط الفنانة مادلين مطر لاعتماد استراتيجية جديدة في أعمالها المقبلة تركز على الإنتاج المتواضع الذي اعتمدته في أغنيتها الأخيرة (فرح العيد).
مطر المتشائمة من التراجع الذي وصل إليه الفن في المجالين التمثيلي والغنائي تحدثت عن جديدها وهواجسها:

• ما أسباب الغياب والعودة بعد فترة غياب طويلة؟
- الظروف الفنية تفرض نفسها على الفنان ولم يعد بالإمكان العثور على أغنية جميلة في المرحلة الأخيرة. الناس يميلون إلى سماع الردّيات والأغنيات الخاصة بـ (النايت كلوب)، وهذا النوع لا يناسبني على الإطلاق، ولا إمكان لاختيار ما يتماشى مع أسلوبي الغنائي.

• تقصدين أنه لا توجد أغنيات جيدة؟
- ربما هي موجودة ولا يمكن أن أنكر ذلك، ولكنني أخاف من عدم تقبل الناس لها، خصوصاً أن هذه السنة تميزت باختلاف كبير وشاسع في الأذواق.

• لكن الفن مبني على المجازفة وكل الفنانين يؤكدون أنه لا يمكن ضمان نجاح أي أغنية بشكل مسبق؟
- هذا صحيح. وللأمانة أنا بحاجة لأن أتروى كثيراً قبل طرح أي عمل جديد في هذه المرحلة.

• يبدو أنك متشائمة بسبب التراجع الذي تشهده الساحة على مستوى الغناء؟
- هذا صحيح. يجب أن نعرف أولاً ماذا يريد الناس، ولطالما اعتمدتُ هذا المبدأ خلال مسيرتي الغنائية، والمشكلة أنني لا أحب نوع الأغنيات التي يُقْبِلون عليها في هذه المرحلة.

• وفي حال استمرت الموجة الغنائية السائدة حالياً لفترة طويلة؟
- مصيبة.

• ولكن بعض الفنانين يطرحون أغنيات جديدة كل ستة أشهر وربما يجب أن تتعاملي مع نفس الشعراء والملحنين الذين يتعاملون معهم؟
- لنكن واقعيين. صحيح أن كل النجوم طرحوا أغنيات جديدة خلال الفترة الماضية، ولكن هل ضربت أغنية واحدة من بينها؟ وهل الشطارة تكون بطرح الأغنيات لمجرد طرحها! وأنا أيضاً طرحتُ أغنيات جديدة ولكنها لم تحقق ما كان مرجواً منها، مع أنها كانت جميلة وبمستوى جيد.
أتعب كثيراً عند اختيار أغنياتي، لأن ذوقي الفني نظيف وأحرص على أن أَجْمع فيها بين الشعبي والجميل والكلمة الظريفة، وعندما أطرح الأغنية لا يشعر أحد بذلك. أعاني من هذا الوضع منذ فترة غير قصيرة إلى أن اكتشفتُ أن أذواق بعض الناس تغيّرتْ، وأنهم لا يُقْبِلون إلا على سماع وترديد الأغنيات التي تتضمن كلمات ركيكة، أما كبار النجوم فلم تنجح لهم أي أغنية، وهم قاموا بدعمها وبمجرد أن انتهى هذا الدعم انتهتْ الأغنية وقبعت في الأدراج. هذه هي الحقيقة والفنان الوحيد الذي كسرت أعماله كل الدنيا هو أحمد سعد، وهو الوحيد الذي طرح أغنيات حلوة وجيدة وفيها (إيفّيهات)، وهذا هو المطلوب.

• وهو كان نجم سنة 2023؟
- طبعاً. فهو يجمع بين الصوت والقدرات وخفة الدم والاختيارات الجيدة ولا يمكن إلا أن نرفع القبعة له.

• وهل حاولت التعاون مع الملحنين والشعراء والموزعين الذين يتعامل معهم؟
- هم لن يعطوني نفس الأغنيات التي يعطونها لأحمد سعد، لأنه قادر على إيصالها أكثر مني بعدما أصبح نجماً، بل يمكن أن يعطوني أغنيات تشبه ما يقدّمه، ولكن التشابه ليس المطلوب بالضرورة لتحقيق النجاح بل يمكن تقديم أعمال مختلفة.

• هل تشعرين بأنك محاصَرة، خصوصاً ان الفنان هو تواجد واستمرارية؟
- لن أتوقف عن البحث والسعي وراء الأغنيات الجيدة، ومَن لا يفعل ذلك لا يكون فناناً حقيقياً. وبالنسبة إليّ، فبعدما وجدتُ أن الموجة تتجه إلى مكان لا يشبهني، لم أترك الفن بل طرحتُ أغنية ميلادية تتناسب مع أجواء هذا العيد، وهي كانت بمثابة اختبار اتجهتُ من خلاله أولاً نحو الأطفال وهم ملوك الأعياد دائماً، وثانياً أوصلت رسالة دينية معينة تخصني. وثالثاً بالنسبة إلى الإمكانات المادية، فلم أدفع فلساً واحداً لأن الأغنية هي لشابٍ يشارك في الريسيتال الميلادي السنوي وهو قدّم لي الأغنية وطلب مني أن أغنيها في ريسيتال الميلاد العام الماضي، ولأن الناس أَحبوها وتفاعلوا معها وعدتُه بأن أدخل الاستديو هذه السنة وأن أقوم بتسجيلها، وهو قام بتوزيعها مجاناً، ثم قمت بتسجيلها في استديو صديقي مارك عبد النور الذي قدّم لي الاستديو الخاص به. وعندما انتقلنا إلى مرحلة التصوير اقترح عليّ إيلي أبو أنطون الذي أتعامل معه في (السوشيال ميديا) أن يقوم بتصويرها بهاتفه المحمول من خلال برنامج خاص. وعندما استغربت كلامه، قال لي (لتكن مجرد تجربة وفي حال أحببتِها يمكن أن نطرحها وإذا لم تعجبك فلن نطرحها) وهذا ما حصل. وهذا العمل جعلنا نتأكد أن بإمكاننا أن ننتج من دون أن ندفع الكثير من الأموال وأن نكون في نفس الوقت محترفين في عملنا وأن نختار أغنيات تعجبنا وأن نقوم بتصويرها بنفس الطريقة. وبما أننا نجحنا في هذه الخطوة فسنكررها في الأعمال التي سنطرحها خلال السنة الحالية.

• أي أن المغامرة لم تعد مكلفة؟
- طبعاً. أي أن الخسارة لا تعود كبيرة حتى لو لم ينجح العمل، وهذا ما فعلناه من خلال أغنية (فرح العيد).

• وهل أنت أول فنانة تعتمد هذه الطريقة؟
- لا أعتقد أن بإمكان أي فنان أن يعتمد على صفر إمكانات وأن يفعل ما فعلناه. وأنا لا أخجل من التحدث بهذه الطريقة، بل أعتبر أنني حققتُ إنجازاً. صحيح أن إيلي قام بكل النواحي التي لها علاقة بالتصوير والمونتاج، ولكن كل شيء تمّ تحت إشرافي المباشر لأنني اكتسبتُ الخبرة من خلال تواجدي في المجال طوال الأعوام الماضية. ومن خلال تجربته في (السوشيال ميديا) استطعنا أن نقدم عملاً بهذا المستوى الجيد، وقد اتفقنا على أنه لا يوجد مكان للكسل من الآن فصاعداً بما أننا نجحنا في مسعانا وهذا ما أعِد به الناس.

• كلامك يؤكد أن الفنان لم يعد بحاجة إلى شركة إنتاج؟
- في الأساس لا أتعامل مع شركات الإنتاج. في السابق كنت أجني المال من خلال عملي، ولكن العمل تراجع وصار من نصيب أشخاص يغنون الرديات والأغنيات التي تتضمن كلاماً ركيكاً أو حتى بذيئاً، حتى انه تُدفع لهم مبالغ خرافية، وأنا لا يمكنني أن أكون مثلهم ولا أن أتراجع إلى هذا المستوى، وأتمنى أن يوفقنا الله وأن تعود الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً.

• ألم تحاولي أن تدخلي مجال الدراما خلال الفترة الماضية، خصوصاً أن هناك إقبالاً كبيراً على المجال؟
- بلى، وكان هناك الكثير من الكلام حول مشاريع تمثيلية ولكن لم يُنفذ أي منها. بعض الجهات سعت للاتصال بي وتحدثت إليّ من أجل التعامل معي للتواجد في أعمالها، ولكن توجد محسوبيات في هذا المجال إلى حد أن اللقمة تصل إلى الفم، ولكنها لا تلبث أن تذهب إلى شخص آخَر، وهذا الأمر يفاجئني كثيراً إلا أنني لا أريد أن أتحدث في التفاصيل، ولكن لا بد من أن أفعل ذلك في الوقت المناسب.

• وهل كانت الاتصالات من أصحاب شركات الإنتاج مباشرة؟
- طبعاً، ولكن هناك تفاصيل لا أحب أن أتكلم عنها علناً. دائماً هناك مَن يدخل على الخط وبعض النساء يتدخلن من أجل التخريب، وأنا أتعامل مع الموضوع بشكل طبيعي وأقول لو أنه كان يصبّ في مصلحتي لكانت استمرّت الأمور بشكل عادي. أنا إنسانة مؤمنة جداً وأقول بيني وبين نفسي أن كل ما هو جميل وجيد سيصل إليّ في يوم من الأيام.

• يبدو أنك ترغبين في تكرار التمثيل؟
- نعم، وأنا كنتُ بدأته في مصر وحققتُ النجاح وأتمنى لو تتكرر التجربة في لبنان وألا تقتصر على مصر فقط.

• وهل تفضّلين المشاركة في مسلسل مشترك؟
- ليس مهماً نوع المسلسل سواء كان مشترَكاً أو غير مشترك، بل كنت وما أزال أتمنى التواجد في عمل تمثيلي، ولا بد أن يأتي هذا اليوم.

• ولكن الدراما المحلية ليست على ما يرام؟
- حتى الدراما تمرّ بمخاض.

• لكن هناك الكثير من الأعمال التي تُنتج سنوياً؟
- هذا صحيح، ولكن يجب ألا ننخدع بهذا الأمر، وهذه السنة كل شيء سيتراجع.

• هل هذا يعني أن كل مجالات الفن ستكون عرضة للتراجع؟
- هذا ما أشعر به شخصياً.

• وهل يمكن أن تتخلي عن الفن؟
- منذ أن دخلتُ المجال وحتى اليوم أقول إنني هاوية فن. صحيح أنني أعيش من ورائه، ولكنني هاوية ولا يمكن لأي إنسان أن يتخلى عن هواياته.

• وهل يوجد لديك مورد رزق آخر تعيشين من ورائه؟
- لم تصل الأمور إلى حدّ عدم القيام ببعض النشاطات الفنية سنوياً.

• هل توافقين على أن الساحتين التمثيلية والغنائية أصبحتا محصورتين بوجوه معينة؟
- طبعاً، وهذا أمر محسوم ولا يحتاج إلى نقاش. ولكن بالرغم من المحاولات الحثيثة لتغييب بعض الفنانين، إلا أنهم لا يزالون موجودين.

• هل تشعرين بأنك محارَبة فنياً؟
- لا أعرف. ولكنني موجودة وأغنياتي موجودة وبينها (بحبك وداري) و(بتلوّن ليه عليا) وهذا يعني أنه ليس بإمكان أحد أن يغيّب الآخرين، وأنا مستمرة بالإنتاج البسيط الذي اعتمدتُه في أغنية (فرح العيد).

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot