هاجمتُ الرجل بحب وليس بعنف

مادلين مطر: الفنان لا يمكنه أن يعيش من دون عمل

مادلين مطر: الفنان لا يمكنه أن يعيش من دون عمل

طرحتْ الفنانة اللبنانية مادلين مطر أغنية جديدة بعنوان (خط أحمر)، حاولتْ من خلالها أن (تعلّم) الرجل كيف يحب المرأة ويتعامل معها.
الأغنية من كلمات وألحان فارس إسكندر وتوزيع عمر صباغ، وتتميز بلونها الشعبي اللبناني الذي غنّته مطر برومانسية عالية، كما أوضحت في هذا الحوار الذي تناول جديدها ومواضيع أخرى.


• ما تفاصيل وأصداء أغنيتك الجديدة (خط أحمر) التي أصدرْتِها بعد مرور نحو عامين على طرح أولى أعمالك الوطنية (آه منك يا بلد) التي غنيتِها بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020؟
- أغنية (آه منك يا بلد) كانت تخص شعب بلدي وليس حكامه، ولكن (خط أحمر) عمل فني بامتياز.
هي أغنية شعبية فيها الكثير من الفرح، لأنني أريد أن يفرح الناس.
كلنا كنا ننتظر أن تتحسن الأوضاع في لبنان كي نعود إلى مزاولة عملنا، ولكن يبدو أن الأزمة ستطول ونحن فنانون في النتيجة ونعتاش من وراء حفلاتنا.

• وكيف مرّ العامان الماضيان عليك؟
- انتشار فيروس كورونا تَسَبَّبَ بأزمة كبيرة، والفنان لا يمكنه أن يعيش من دون عمل، عدا عن أن المصارف سرقت أموالنا.
لكن المشكلة لا تتوقف عند المال وحسب، بل هم سرقوا أيضاً سنوات من عمرنا، حتى إنهم خطفوا الأمل منا.
الزمرة التي تحكم لبنان أجبرتْنا على ترْك البلد وصرنا نشعر بأن كل ما يحوط بنا لا يشبه لبنان.
لا ماء ولا كهرباء ولا طبابة ولا دواء، حتى أصبحتُ أشعر بأن لبنان ليس موجوداً على الخريطة.
وقبل عامين، رغم الأزمة، لم يكن هناك تردٍّ في الأوضاع كما نحن عليه اليوم، وعلى المستويات كافة.
صحيح أننا كنا نعاني قبل عامين، لكننا نحارب ونعطي من قلبنا وكان لدينا أمل، إلا أن الأزمة اشتدّت والأوضاع صارت أكثر صعوبة اليوم، لأن الحكام في لبنان قضوا على كل شيء، بل حتى انهم قضوا على كل أحلامنا وآمالنا.

• يبدو أنك استسلمتِ؟
- لو أنني استسلمتُ لما كنتُ طرحتُ أغنية باللهجة اللبنانية.
كفنانة، لا أدعم السياسيين بل أدعم الفن، ولأنني فنانة، فإنني أحظى بالتكريم في دولة الإمارات، وهي منحتْني الإقامة الذهبية كما أنني أحظى بالدعم والتشجيع كي أقدّم الفن وأعاود مزاولة نشاطي.
الفنان أهمّ من السياسي، وهو مصدر للسلام والحب والفرح دائماً، بينما السياسي لا يأتي منه إلا الهمّ والنكد.

• وهل هناك جهة معيّنة تقوم بإنتاج أعمالك؟
- بل أنتجتُ الأغنية على حسابي الخاص، وتولّت (شركة عطوي) متابعة الخطوات اللاحقة، وهي شركة إنتاج لبنانية - إماراتية. الشركة قامت بطرح الأغنية ودعمها في محاولة منها لدعم الفن اللبناني من داخل دولة الإمارات.

• اللافت في أغنية (خط أحمر) أنك تقدمين الاعتذار للرجل بسبب هجومك عليه؟
- هذا كان الانطباع الأول.

• لماذا تعتذرين من الرجل بما أنك تهاجمينه؟
- هاجمتُ الرجل بحب وليس بعنف، وقلت له إذا كنت تريد أن تحب المرأة فيجب أن تعرف كيف تحبها.
طلبتُ من الرجل أن يحبني ويحترمني، ولم أهاجمه بطريقة شرسة أو عدوانية.

• ألا ترين أن الاعتذار لا داعي له؟
- لأنني هاجمتُ بحبٍّ فيجب أن أعتذر بحبّ أيضاً.
عندما قصدتُ الشاعر والملحن فارس اسكندر من أجل التعاون في العمل الجديد، فعلتُ ذلك لأنني كنت أرغب في غناء اللون الشعبي.
وعندما أَسْمَعَني أول أغنية وجدتُ أنها مُسالِمة جداً، وعندها قلتُ له: قَصَدْتُكَ لأنك تكتب كلام قوياً، فقال لي (لكنك امرأة) وهذا الكلام يمكن أن أقدمه للرجل وليس للمرأة، فأجبتُه: نحن في القرن الحادي والعشرين ولا يوجد فارق بين الشاب والفتاة، بل إن الفتاة في هذه الأيام هي أجدع من أجدع شاب.
فرد عليّ (طلبك عندي ولكن هل أنت على قدر هذا الموضوع؟)، فقلت له (على قدره بل حتى أكثر).

وعندما أسمعني أغنية (خط أحمر) كان جوابي (هذا ما أريده).
وفي الأغنية أطلب من الرجل ألا ينظر إلى المرأة (بعين صغيرة) وعلّمتُه كيف يحب، ولكنني علّمتُه بحب.
صحيح أنني اخترتُ أغنية باللون الشعبي، ولكنني أديت هذا اللون بحنان مع أن طابع صوتي معروف وهو يميل إلى غناء اللونين الطربي والرومانسي.
وفي (خط أحمر)، غنّيتُ اللون الشعبي برومانسيتي. وخلال وجودنا في الاستديو، كان فارس إسكندر سعيداً جداً وقال لي (أنت صنعت كاراكتير للأغنية الشعبية بصوتك).