رئيس الدولة والرئيس المصري يبحثان العلاقات الأخوية والتطورات الإقليمية
ماذا سيحلّ بفاغنر بعد أوكرانيا؟
تتعرض مجموعة فاغنر لنزيف في المقاتلين في أوكرانيا فيما يواصل زعيمها يفغيني بريغوجين الانخراط في مشاجرات علنية مع القيادة العسكرية الروسية.
لاحتواء انتشار فاغنر في أفريقيا، تعقد الولايات المتحدة وبعض حلفائها الأوروبيين لقاءات مع دبلوماسيين من بانغي إلى كيغالي.
وبعيداً عن شعوره بالإحباط من المفرمة التي تتبعها موسكو في التعامل مع الحرب، التي أودت بحياة 30 ألفاً من فاغنر، ربما يحاول بريغوجين الآن إجبار الكرملين على إعادة نشر قواته في إفريقيا، وفق كولين كلارك، الزميل الأول غير المقيم في برنامج الأمن القومي بمعهد أبحاث السياسة الخارجية.
وفي بلدان مثل مالي، وبوركينا فاسو، وإفريقيا الوسطى، يمكن أن تستفيد فاغنر من ميزتها النسبية في شن الحملات العسكرية مقابل عقود التعدين والموارد الثمينة.
وفي مقطع فيديو نشره أخيراً ظهر يفغيني بريغوجين يحدق في الكاميرا ويوبخ العديد من كبار القادة العسكريين الروس، ومن ضمنهم قائد الجيش الروسي، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف، ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. كما أنه على ما يبدو ألمح إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقوله “الجد”، فيما هدد بسحب قواته من أوكرانيا.
وفي هذا الإطار، قال كلارك، وهو مدير السياسات والبحوث في مجموعة صوفان والباحث الأول في مركز صوفان، في تحليل بموقع معهد أبحاث السياسة الخارجية الأمريكي: “إذا واصل بريغوجين سلوكه الخاطئ، فمن شبه المؤكد أنه سيجد نفسه في مواجهة بوتين».
بريغوجين: ثعلب أحمق.. لكن ربما يكون مجرد ثعلب يتحامق؟ يتساءل الباحث، مضيفاً أن ميزة فاغنر النسبية لا تكمن في القتال بتشكيلات تقليدية ضد الأوكرانيين المجهزين جيداً الذين اشتد عودهم في ساحة القتال. إذ على العكس من ذلك، فإن فاغنر مصممة لشن الحملات العسكرية في الخارج، حيث يمكن لقواتها تنفيذ تكتيكات الأرض المحروقة لمكافحة تمرد إرهابيين، وغيرهم من الأطراف الفاعلة غير الحكومية، وذلك بهدف نهائي هو تأمين عقود لاستخراج الموارد الطبيعية.
وجاءت هذه التصريحات الغاضبة الأخيرة في أعقاب اتهام بريغوجين للجيش الروسي بحبس الذخيرة عن مقاتليه في باخموت، ما دفع رجل الشيشان القوي رمضان قديروف إلى تقديم مقاتلين شيشانيين بدل مرتزقة فاغنر.
تسريبات الخلاف..
علاوة على ذلك، وفي إطار المعلومات الاستخباراتية التي نشرت في جزء مما يسمى “تسريبات الخلاف”، يبدو أن بريغوجين عرض تزويد الاستخبارات الأوكرانية بمعلومات عن مواقف وأماكن القوات العسكرية الروسية في أوكرانيا. وبث بريغوجين العديد من مقاطع الفيديو على الإنترنت، وأبدى فيها إحباطاً متزايداً من حرمان رجاله من الأسلحة اللازمة لتحقيق النصر، ومن الرعاية الطبية الكافية في ساحة المعركة. وقُتل ما يصل إلى 30 ألفاً منفاغنر على مدار 15 شهراً من القتال.
وجندت قوات بريغوجين من السجون والمعتقلات في روسيا، ويعامَلون مثل ذخيرة مَدافع، بينما تُبقي روسيا الكثير من قواتها الأرقى بعيداً عن خطر الخطوط الأمامية.
بتركيزه كثيراً من الاهتمام على نفسه وتشويه سمعة المجهود الحربي الروسي، ربما يحاول بريغوجين، وفق التحليل، ليّ يد الكرملين لإعادة نشر قواته فاغنر في الخارج.
وظهرت فاغنر في 2015، وعملت في عموم إفريقيا، حيث نشرت قواتها في أكثر من 12 بلداً.
وأثار الصراع في السودان مخاوف من فاغنر، حيث ترتبط المجموعة بعلاقة راسخة مع أمراء الحرب في ذلك البلد.