اكتسح الرئيس الديمقراطي جو بايدن والرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، الانتخابات التمهيدية في الثلاثاء الكبير، ليفوزا بسهولة من ماين إلى كاليفورنيا، مما يشير إلى مواجهة جديدة بينهما في انتخابات نوفمبر -تشرين الثاني. ومع ذلك، رأت مراسلة صحيفة «غارديان» البريطانية في واشنطن لورين غامبينو، أن الليلة الانتخابية الأكبر، سلطت الضوء على نقاط ضعف لدى بايدن وترامب في صفوف ناخبيهما.

حرب غزة
وصوت عشرات الآلاف من الديمقراطيين الغاضبين من دعم بايدن المطلق لحرب إسرائيل في غزة في خانة «غير الملتزمين» في مينيسوتا وماساتشوستس وأماكن أخرى، في علامة أخرى على انهيار التحالفات بين الرئيس ودوائر انتخابية أساسية ساعدته على الوصول إلى البيت الأبيض عام 2020.
وكانت الحملة التي تم تنظيمها على عجل في مينيسوتا في طريقها لتحقيق أداء جيد أو حتى أفضل مما فعلت في ميشيغان الأسبوع الماضي.
ومع فرز ثلاثة أرباع الأصوات، يكون المنظمون قد تجاوزوا بكثير هدفهم المتمثل في الحصول على 5000 صوت، أي ما يقارب 20% من الأصوات.
وفي الوقت نفسه، حقق ترامب الفوز في 14 من أصل 15 ولاية، أدلى فيها الجمهوريون بأصواتهم الثلاثاء.
لكن منافسته نيكي هايلي واصلت حصد الدعم من ناخبين سيلعبون دوراً حاسماً في الانتخابات العامة في نوفمبر. 
وعلى رغم أن هايلي قررت الأربعاء، بعد خسارتها معظم الانتخابات التمهيدية، الانسحاب من السباق، إلا أنها حققت أداءً جيداً عموماً في الضواحي والمدن الجامعية، ويقول الكثير من ناخبيها إنه من غير المرجح أن يدعموا ترامب في نوفمبر-تشرين الثاني.
وحذرت هايلي، خلال حملتها الانتخابية في أنحاء البلاد، الجمهوريين من أن ترامب هو حامل لواء محفوف بالمخاطر وسيكلف الحزب خسارة البيت الأبيض، ومجلس النواب وربما حتى مجلس الشيوخ. وقد وجدت الرسالة صدى لدى شريحة صغيرة ولكن مهمة من الحزب الذي يريد طي صفحة ترامب.
وقد جمعت 12 مليون دولار في شباط -فبراير، وحصلت على تأييد اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين المعتدلين، سوزان كولينز من ولاية ماين وليزا موركوفسكي من ألاسكا.

فيرمونت
والثلاثاء، تفوقت هايلي على ترامب في ولاية فيرمونت، وهي ولاية ديمقراطية انتخبت حاكماً جمهورياً معتدلاً عام 2016، بينما حصلت على عدد قليل من المندوبين في فرجينيا، حيث تنافست بقوة مرة أخرى في مقاطعات الضواحي مع حصص كبيرة من خريجي الجامعات والشباب.
ولقد كانت الخيار الأفضل للناخبين المستقلين وخريجي الجامعات في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في الولاية هناك، وفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجرتها شبكة سي إن إن. وقال 26%  فقط من الناخبين الجمهوريين الأساسيين الذين أدلوا بأصواتهم لمصلحة هايلي، إنهم سيدعمون مرشح الحزب بصرف النظر عمن سيفوز.  وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت مع الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع، أن 40%  من الجمهوريين الذين شاركوا في الانتخابات التمهيدية في فرجينيا ونحو ثلث الناخبين الجمهوريين في كارولاينا الشمالية، قالوا أن ترامب لن يكون مناسباً للرئاسة في حال إدانته في أي تهمة من الاتهامات التي يخضع للمحاكمة فيها.
وقال جون شوستر الديمقراطي الذي اقترع لهايلي في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في فرجينيا: «لا يوجد التزام في العالم أكبر من وقف دونالد ترامب، ستكون نهاية الديمقراطية والنظام العالمي في حال صار رئيساً».
وأظهر الثلاثاء الكبير، أن غالبية من الأمريكيين غير راضين إلى حد كبير حيال خياراتهم: بايدن في الـ81 وترامب في الـ77 وهو رئيس سابق يواجه 91 تهمة جنائية ويفترض كثيرون أنه سيتصرف كديكتاتور لو فاز».

استطلاعات
وتظهر استطلاعات الرأي باستمرار عدم القبول بكل من بايدن وترامب.
وبيّن مسح أجرته وكالة أسوشيتدبرس ومركز نورك لأبحاث الشؤون العامة، أن غالبية من الأمريكيين تعتقد أن أياً من المرشحين غير مؤهل من الناحية الذهنية ليقوم بمهام الرئيس لأربعة أعوام مقبلة.
وبدأ الناشطون الغاضبون من تعامل بايدن مع حرب غزة تنظيم أنفسهم في ولاية ميشيغان، حيث تتواجد جالية عربية أمريكية كبيرة ساعدت الرئيس على الفوز في 2020.
والأسبوع الماضي صوت 100 ألف ديمقراطي في خانة «غير الملتزمين»، في عرض قوة كان كافياً لإيصال مندوبين إلى المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي.
وبعد تصويت ميشيغان، بدأت الولايات المتحدة في انزال مساعدات إنسانية من الجو في غزة، بينما أعلنت نائبة الرئيس كامالا هاريس دعمها لوقف نار مؤقت من 6 أسابيع، وهما خطوتان رأى فيهما منظمو حملة «غير الملتزمين» أنهما رد على أدائهم القوي في الاقتراع الاحتجاجي.
ولم تعترف حملة بايدن أول الأمر بالتصويت الاحتجاجي في ميشيغان، لكن الناطقة باسم الحملة لورين هيت قالت إن «الرئيس يعتقد أن اسماع صوتكم ومشاركتكم في ديمقراطيتنا هما أمران مهمان لنا كأمريكيين. إنه يتشارك معكم في هدف إنهاء العنف وإقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط. إنه يعمل بلا كلل لتحقيق هذا الهدف».