ما تخطط لفعله بأسلحتها الجديدة سيتم كشفه عاجلاً أم آجلاً

ماذا وراء استراتيجية الدبابات في أوكرانيا؟

ماذا وراء استراتيجية الدبابات في أوكرانيا؟

في الأسابيع الأخيرة، توالى وصول الدبابات من دول غربية إلى أوكرانيا، ومنها تشالنجر البريطانية وليوبارد 2 الألمانية وعربات ماردر القتالية للمشاة ومدرعات سترايكر وكوجار الأمريكية التي جرى شحنها بالعشرات، على أن يتبعها المزيد. ويأتي التدفق المفاجئ للمدرعات الجديدة، وكذلك تسريع تدريب الأطقم الأوكرانية على كيفية تشغيلها في المملكة المتحدة وبلدان أخرى، وسط توقعات أثارها مسؤولون أوكرانيون حول نيتهم شن هجوم الربيع المنتظر، في وقت قريب.
وبينما كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يضغط في الشتاء، من أجل الحصول على 300 دبابة إضافة إلى عربات أخرى ومقاتلات، فإن العدد الأكثر تواضعاً الذي وصل منها حتى الآن، يثير جدلاً حول كيفية استخدامها في الأسابيع والأشهر المقبلة.
 
التوقعات ضئيلة
وبعدما بدا أن الهجوم الروسي في منطقة دونباس بالشرق الأوكراني، يواجه طريقاً مسدوداً من دون تحقيق مكاسب كبيرة على رغم الخسائر الفادحة، خصوصاً حول مدينة باخموت الرئيسية، كتب بيتر بيمونت في صحيفة “غارديان” البريطانية إن ثمة توقعات ضئيلة بأن أوكرانيا لديها الإمكانات، من أجل تحقيق إختراق على نطاق واسع بواسطة المدرعات، وهو الأمر الذي كانت روسيا أخفقت في تحقيقه في بداية غزوها لأوكرانيا.
وعوض ذلك، يتوقع محللون وبينهم قادة دبابات بريطانيون، حصول هجوم معاكس أو هجمات معاكسة، مشابهة لتلك التي أدت إلى استعادة أجزاء واسعة من الأراضي من روسيا في آواخر الصيف والخريف، حول خاركيف وفي جنوب البلاد، مع استعادة خيرسون.
ومن بين هؤلاء الذين يتحدثون عما يمكن للمدرعات الجديدة أن تحققه في أوكرانيا، هو هاميش دي بريتون-غوردون الذي كان قائداً لكتيبة دبابات في حرب الخليج الأولى قبل أن يتولى مسؤولية الفوج الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي المشترك في المملكة المتحدة.
 
الاثر النفسي
وبالنسبة لدي بريتون-غوردون، فإن الأثر الأكثر أهمية لوصول المدرعات الغربية إلى أوكرانيا، هو الأثر النفسي. وقال: “من الناحية النفسية هي خطوة إيجابية للغاية بالنسبة للأوكرانيين وسلبية جداً للروس. وإذا ما كنا نتحدث فقط عن الأعداد، فإنه ليس بالضرورة أن تشكل 50 أو 60 دبابة غربية تغييراً في قواعد اللعبة...لقد قلت في الماضي أن ثمة حاجة على الأقل إلى 100 دبابة من أجل تسديد لكمة قوية، بينما تتحدث أوكرانيا عن حاجتها إلى 300». وعلى رغم ذلك، يعتقد دي-بريتون غوردون، أن القدرات المتفوقة التي توفرها الدبابات الغربية مقارنة مع معظم الدبابات الروسية المنتشرة في الميدان الأوكراني، ومع التكتيكات الأوكرانية الأكثر فاعلية، فإنه يمكن إحداث فارق.
 
قدرات دبابات ليوبارد
وعلى وجه التحديد، يقول دي-بريتون غوردون إن قدرات دبابات ليوبارد على التصويب من مسافات بعيدة، أكبر مقارنة مع الكثير من الدبابات التي تنشرها موسكو، فإن ذلك يعطي الأوكرانيين أفضلية. كما أن ليوبارد لديها إمكانية أفضل للعمل مقارنة بالدبابات الروسية التي لديها فاعلية قتالية أدنى في الليل.
 
كذلك، يعتقد ستيوارت كرافورد الذي كان ضابطاً في فوج الدبابات الملكي الرابع، أنه بوجود عدد غير كافٍ من الدبابات والعربات القتالية الغربية الأخرى لإحداث تغيير دراماتيكي، فإنها قد تكون ذات فائدة في مزيد من الهجمات المعاكسة المحدودة، مشيراً إلى الجبهة الجنوبية، وتحديداً من زابوريجيا في اتجاه ميلتوبول.
ويضيف أن “الدبابات التي تصل الآن تملك تفوقاً على معظم الدبابات الروسية والدبابات ذات الأصل السوفياتي وما بعد السوفياتي، التي يستخدمها الجانبان».
 
وعلى غرار الدبابات، يرى كرافورد أن وصول العربات المدرعة الأمريكية من طراز سترايكرز سيكون ذا فائدة كبيرة في “أرض معركة تهيمن عليها المدفعية».
وما يبدو واضحاً من التصريحات الأوكرانية، ومن الاستعدادات الدفاعية الروسية، هو أن ما تخطط أوكرانيا لفعله بأسلحتها الجديدة، سيتم كشفه عاجلاً أم آجلاً.