«إمستيل» تزود «متحف زايد الوطني» بـ 24 ألف طن من حديد التسليح خلال مرحلة البناء
ماكرون يختتم زيارته الصين ببرنامج بعيد من السياسة
اختتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الجمعة زيارته للصين بأجواء بعيدة من السياسة، بما في ذلك زيارة معلم أثري مع نظيره الصيني شي جينبينغ، وكذلك دببة الباندا وكرة الطاولة، غداة محادثات شاقة في شأن أوكرانيا والتجارة.
فبعيدا من قصر الشعب في بكين، حيث التقى الرئيسان أمس الأول الخميس، رافق شي جينبينغ وعقيلته بينغ ليوان ماكرون وزوجته بريجيت في زيارة لسد دوجيانغيان الأثري الواقع جنوب غرب الصين، والمدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
واستمع ماكرون إلى شرح عن نظام ابتُكر في القرن الثالث قبل الميلاد لريّ سهل حوض سيتشوان، ولا يزال مستخدما إلى اليوم.
وأشاد ماكرون الذي صُوِّر صباحا وهو يمارس رياضة الهرولة في مدينة تشنغدو القريبة، بـ»حكمة» القدماء. وقال «إنه نظام هندسة بيئية يُجسّد الانسجام بين الإنسان والطبيعة، وتتجلى روح الهندسة هذه في مختلف المجالات، سواء ما يتعلق بإدارة المياه أو بحوكمة الدولة، ويمكننا إلى اليوم أن نستلهم منها».
وأضاف الرئيس الفرنسي «من المذهل كيف روّض الإنسان الطبيعة على هذا النحو».
وأعرب ماكرون عن سروره بهذه المحطة البعيدة من البروتوكول الرسمي، علما أنه اصطحب جينبينغ في أيار-مايو 2024 في زيارة لجبال البيرينيه.
ولاحظ ماكرون الخميس أنها علامات على «الثقة» المتبادلة وعلى الاستعداد «للعمل المشترك» في وقت تتزايد التوترات الدولية وتتسع الاختلالات التجارية لصالح الصين. وأتبعَ الرئيسان وزوجتاهما الزيارة بغداء، قبل أن يواصل إيمانويل وبريجيت ماكرون جدول أعمالهما الذي اتسم بطابع شخصي.
شغف الباندا
وفي البرنامج، لقاء لماكرون مع الطلاب، إذ تُعَدّ تشنغدو، وهي رابع أكبر مدينة في الصين ويبلغ عدد سكانها 21 مليونا، من أكثر المدن انفتاحا على الصعيدين الثقافي والاجتماعي.
أما بريجيت ماكرون، فتزور مركزا لحفظ دببة الباندا العملاقة في تشنغدو، أعيد إليه أخيرا اثنان من هذه الحيوانات أعارتهما الصين لفرنسا عام 2012.
ويضم المركز أول حيوان باندا عملاق ولد في فرنسا عام 2017، وأعيد إلى الصين عام 2023.
واستخدمت الصين «دبلوماسية الباندا» في علاقاتها مع عدد من الدول، من خلال إعارتها لحدائق حيوان في مختلف أنحاء العالم.
وتُرسل الجراء التي تولد في الخارج إلى تشنغدو بعد بضع سنوات للمشاركة في برامج تكاثر وإعادة إدماج في بيئتها الطبيعية.
كذلك يلتقي الرئيس ماكرون لاعبَي كرة الطاولة الأخوين أليكسيس وفيليكس لوبران، الموجودين في الصين للمشاركة في كأس العالم للفرق المختلطة في هذه اللعبة.
أوكرانيا والتجارة
وتمنى ماكرون الخميس على نظيره الصيني العمل من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا باستخدام «نفوذه» على روسيا، داعيا إلى تصحيح اختلالات الميزان التجاري مع فرنسا وأوروبا.
وفي موازاة تأكيده استعداده «لدعم كل جهود السلام»، ردّ شي جينبينغ على الاتهامات المتكررة للصين بدعم اقتصاد روسيا خلال الحرب.
ولم تُدن الصين قط غزو روسيا لأوكرانيا، بل تشتري كميات نفط كبيرة من موسكو، موفرة لها بذلك دعما اقتصاديا حيويا لمجهودها الحربي.
لكن يبدو أن دعوة ماكرون لزيادة الاستثمارات الصينية في فرنسا قوبلت بتجاوب واسع، ويُتوقع أن تُسهم في تعاون تكنولوجي.
ووُقّعت رسالة نوايا في هذا الشأن، أعلن من خلالها شي جينبينغ استعداده «لزيادة الاستثمارات المتبادلة» من أجل «بيئة تجارية عادلة».