ماكرون يستضيف ميرتس زعيم المحافظين الألمان
استضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه حول مائدة عشاء زعيم المحافظين الألمان فريدريش ميرتس الأوفر حظا لتولي منصب المستشار بعد فوز حزبه في الانتخابات التشريعية.
وإثر العشاء، نشر ميرتس على منصة «إكس» صورة تجمعه بماكرون وعلّق عليها بالقول «معا، يمكن لبلدينا تحقيق أشياء عظيمة لأوروبا».
وأضاف في تعليقه الذي نشره باللغتين الفرنسية والألمانية «شكرا جزيلا عزيزي إيمانويل ماكرون على صداقتك والثقة التي تضعها في العلاقات الفرنسية-الألمانية». وكانت صحيفة بيلد ذكرت أن «ميرتس توجه إلى باريس على متن طائرة تابعة لسلاح الجو الألماني»، متحدثة عن عشاء خاص بدعوة من الرئيس الفرنسي.
وهذه زيارة سريعة على نحو غير معهود بعد ثلاثة أيام من الانتخابات الألمانية، وبينما بدأ ميرتس للتو مباحثات مع المعسكر الاشتراكي الديموقراطي لتشكيل ائتلاف حكومي.
وكتبت صحيفة سودويتشه تسايتونغ أن ماكرون «دمج محاوره الألماني المستقبلي في وقت مبكر في (جهود) دبلوماسية الأزمة الحالية».
وكان متوقعا أن يبحث ماكرون وميرتس في نتائج زيارة الرئيس الفرنسي الأخيرة إلى واشنطن والموقف الذي يجب اتخاذه في مواجهة الرئيس دونالد ترامب الذي فاجأ الحلفاء الأوروبيين من خلال التراجع عن الدعم الأميركي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وفقا للمصدر نفسه.
وعقد قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بينهم المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس، الأربعاء مؤتمرا عبر الفيديو للتنسيق والإطلاع على نتائج لقاء ماكرون وترامب الاثنين.
وقال ميرتس الأحد إنه مستعد للتحرر من 80 عاما من التقاليد الألمانية الأطلسية في مواجهة ترامب، داعما فكرة إنشاء نظام دفاع مستقل في أوروبا.
وسبق له أن شدد على ضرورة مناقشة فكرة إنشاء قوة ردع أوروبية ترتكز إلى القوتين النوويتين فرنسا والمملكة المتحدة. ويشكل ذلك تبديلا جذريا لألمانيا التي اعتمدت حتى الآن على الصواريخ النووية الأميركية المنشورة على أراضيها.
ولم يسبق لألمانيا أن تجاوبت مع هذا الطرح، فضلا عن فكرة الاستقلال الذاتي الاستراتيجي لأوروبا التي دعت إليها فرنسا.
ويُعدّ ميرتس «69 عاما» مدافعا عن التنسيق بين فرنسا وألمانيا لإعطاء دفع لأوروبا، وانتقد مرارا شولتس لإهماله ذلك.