متحف اللوفر أبوظبي يرحب بالكنز الثقافي الوطني الفلبيني (امرأة من بولاكان)

متحف اللوفر أبوظبي يرحب بالكنز الثقافي الوطني الفلبيني (امرأة من بولاكان)


كشف متحف اللوفر أبوظبي والمتحف الوطني للفلبين النقاب عن اللوحة الزيتية الأيقونية "امرأة من بولاكان" للفنان الفلبيني خوان لونا، المعروضة حاليا في قاعات المتحف.حضر حفل رفع الستار عن اللوحة، معالي محمد خليفة المبارك، رئيس متحف اللوفر أبوظبي، وسعادة ألفونسو فرديناند، سفير جمهورية الفلبين لدى دولة الإمارات، وجوريل إم. ليجاسبي، نائب المدير العام للمتحف الوطني للفلبين. ويمثل هذا الحدث التاريخي ثمرة أول تعاون مباشر بين المتحفين، كما أنه يسهم في تعزيز الحوار الثقافي الذي يشهد زخماً كبيراً بين البلديّن. وقد تم الإعلان عن تصنيف لوحة "امرأة من بولاكان" كنزاً ثقافياً وطنياً فلبينياً عام 2008، وهي مُعارة حالياً إلى اللوفر أبوظبي، حيث ستظل معروضة في المتحف لمدة عام واحد حتى شهر يونيو 2026، وهو ما يمنح الزوار فرصة فريدة للتعمق في هوية وتاريخ الفلبين والتعبير الفني فيها.
وقال معالي محمد خليفة المبارك: يُشكل عرض هذه التحفة الفنية الاستثنائية في اللوفر أبوظبي تجسيداً حياً لرؤية المتحف القائمة على تبني نظرة عالمية وتعزيز التبادل الثقافي الدولي؛ فالثقافة هي التي تربط بين الشعوب، وتُبرز قيمنا الإنسانية المشتركة، وتعمّق أواصر التفاهم بين مجتمعاتنا المتنوعة حول العالم، ومن خلال عرض لوحة "امرأة من بولاكان"، يحظى زوار المتحف في أبوظبي بفرصة فريدة للغوص في أعماق السياق الثقافي لهذا العمل وتاريخه الفني، وهو ما يفتح نافذةً جديدةً لمعرفة الإرث الحضاري الثري والمدهش للفلبين.وأكد ألفونسو فرديناند، سفير جمهورية الفلبين، على أهمية هذا الحدث باعتباره شاهداً على تعزيز العلاقات الثنائية بين الفلبين ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقال : إن إعارة لوحة "امرأة من بولاكان"، وهي كنز وطني ثقافي أبدعه الفنان خوان لونا، تبرز عمقَ وحيويةَ العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى أن هذا التبادل الثقافي المهم يجسد التزامنا المشترك بتعزيز التفاهم والتعاون من خلال الفن.
ورسم الفنان خوان لونا، أحد أشهر فناني الفلبين، لوحة "امرأة من بولاكان"، التي تُجسد قدرته الفريدة على المزج بين التقاليد الأكاديمية الأوروبية وإحساسه العميق بالهوية الفلبينية، حيث تم إنجاز هذه التحفة الفنية عام 1895 خلال الاحتلال الإسباني للفلبين، حيث تصور سيدة فلبينية شابة من مدينة بولاكان المعروفة بثرائها، ورقّيها الثقافي، ومشاعرها الوطنية الجياشة، في هيئة تعكس الوقار والأناقة.وتتزيّن الشخصية في اللوحة بالزي التقليدي الفلبيني المكوّن من، "الكاميسا" (القميص)، و"سايا" (التنورة الطويلة)، و"بانويلو" (غطاء العنق)، و"تابيس" (المئزر فوق التنورة)، وهي تحمل مروحةً ومنديلاً؛ وهي بمثابة رموز تشير إلى الكرامة وسمو المكانة الاجتماعية، وتعكس أيضاً التأثير الاستعماري الإسباني، أما نظراتها التأملية وهيئتها المُترفعة، فتُجسد ببلاغة مشاعر الكبرياء، والرّقي، والقوة التي تميّز الروح الفلبينية. ويُعد اختيار الفنان لونا تصوير امرأة فلبينية، بدلاً من سيدة من طبقة النبلاء الأوروبية، تحدياً جريئاً للمفاهيم التقليدية للتسلسل الهرمي الفني، وإعادة لفرض الهوية المحلية في حقبة كانت تخضع فيها البلاد للحكم الاستعماري.ويعزّز وجود هذه اللوحة في متحف اللوفر أبوظبي التزامه بتبني نظرة عالمية للثقافة، حيث تُعرض بين لوحة "فنجان الشوكولاتة" لأوغست رينوار، التي تضمّ شخصية أنثوية أخرى غامضة، ولوحة "البوهيمي" لإدوارد مانيه، وتُوسّع لوحة "امرأة من بولاكان" آفاق المتحف في عرض الحداثة وفن البورتريه.وقال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: إن لوحة "امرأة من بولاكان" ليست مجرد صورة شخصية؛ بل هي رمز قوي للهوية الوطنية والفخر الثقافي، مبديا اعتزاز اللوفر أبوظبي تقديم هذه التحفة الفنية الثمينة إلى العالم العربي لأول مرة، بالتعاون مع المتحف الوطني للفلبين.
وأضاف : تعكس لوحة الفنان خوان لونا لمسة الوقار وارتباطها العميق بالتراث الفلبيني، كما تنسجم بشكل عميق مع مهمتنا كمؤسسة ثقافية رائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث نسرد قصصاً تتخطى الحدود، ونحافظ على الهوية، ونوسع آفاق التفاهم من خلال الفن، وتُعزز استعارة هذا الكنز الوطني الفلبيني بشكل استثنائي سردية المتحف العالمية عبر إبراز صوت جنوب شرق آسيا ليصبح في صميم حوارنا العالمي.
وقال جوريل إم. ليجاسبي نائب المدير العام للمتحف الوطني للفلبين : على الرغم من مشاعر الحنين التي تنتابنا في المتحف الوطني عند افتراقنا بشكل مؤقت عن هذه اللوحة العزيزة، إلا أن فرصة مشاركتها مع جمهور أبوظبي المتنوع والحيوي تبعث فينا شعوراً أكبر بالفرح، واصفا أبوظبي بأنها تمثل ملتقى عالمياً للأفكار والثقافات، وتوفر الإطار الأمثل لتقدير عبقرية لونا - وما قدمه الفن الفلبيني وفن جنوب شرق آسيا من إسهامات بارزة في الإرث الثقافي العالمي، معربا عن اعتزازه بفكرة أن هذه اللوحة ستجلب شعوراً بالألفة والانتماء للآلاف الفلبينيين المقيمين في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط على نحو أوسع.
ويعد وصول لوحة "امرأة من بولاكان"، التي حصل عليها المتحف الوطني للفلبين وحُفظت خلال الفترة المضطربة أثناء الحرب العالمية الثانية، إلى أبوظبي محطة فنية وتاريخية بارزة، وستظل هذه التحفة الزيتية الاستثنائية معروضة في متحف اللوفر أبوظبي حتى يونيو 2026، وهو ما يتيح للزوار فرصة فريدة لاستكشافها عن قرب.