منصور بن زايد: المتحف يعكس رؤية الإمارات نحو تعزيز الثقافة والسلام والتعايش
باب التقديم مفتوح الآن للباحثين الدوليين حتى 10 يناير 2025
متحف اللوفر أبوظبي يطلق برنامج الزمالات والمنح ويفتح باب المشاركة أمام الباحثين من حول العالم
أطلق متحف اللوفر أبوظبي برنامج الزمالات والمنح الجديد، وهو عبارة عن مبادرة صُممت بهدف تعزيز البحث الرائد في مجالَي الفن والتاريخ من خلال توجيه الدعوة إلى الباحثين وخبراء المتاحف من جميع أنحاء العالم للمشاركة فيه. ويتمثل الهدف من هذا البرنامج في تحفيز الأفكار الإبداعية، وتيسير الحوار بين الثقافات، واكتشاف رؤى جديدة على الساحة الفنية العالمية. يُذكر أن هذا البرنامج يدور حول ثلاثة محاور موضوعية أساسية هي: "التاريخ العالمي للمتاحف ومجموعات المقتنيات"، و"انتشار الأنماط الفنية والصور والنصوص"، و"المواد الثمينة وطرق التبادل التجاري"، كما سيتناول البرنامج موضوعات أساسية في تاريخ الفن في سياق توسعة نطاق الجهود البحثية في المتحف. وتمثل هذه المبادرة خطوة مهمة في إطار وفاء المتحف بالتزامه فيما يتعلق بدعم البحث في مجال تاريخ الفن وتشجيعه على المستوى العالمي. يستعين المتحف، ضمن مساعيه لتنفيذ فعاليات هذا البرنامج، بمنشآته البحثية الرائدة — التي تشمل مركز الموارد، ومركز الحفظ، والمختبر العلمي المتطور الذي يُعد الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي لتحليل مواد الأعمال الفنية — وذلك بهدف إتاحة الفرصة للباحثين لإجراء أبحاث مبتكرة. كما سيجري في إطار هذا البرنامج تنظيم ندوات، وورش عمل، وإصدار منشورات مصممة لتعزيز الحوار الهادف، وتبادل المعرفة بشأن مجموعات مقتنيات المتحف واسعة النطاق، وكذلك استكشاف موضوعات أشمل في تاريخ الفن، وعلوم التراث. ويستهدف متحف اللوفر أبوظبي من خلال هذا البرنامج إنشاء مجتمع أكاديمي حيوي، وتعزيز فهم الملامح الثقافية الكامنة في أعماله الفنية، وهو ما يؤكد التزام المتحف بأن يصبح مركزاً عالمياً رائداً للمنح الدراسية والأبحاث. في هذا الإطار، قال سعادة سعود الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: "نواصل جهودنا الدؤوبة في الدائرة لترسيخ مكانة الإمارة كمركز ثقافي عالمي متخصص للأبحاث وتبادل المعرفة. وبينما لا تزال مؤسساتنا الثقافية متجذرة في سياق إقليمي، فمن المهم أن تكون على صلة بالاهتمامات العالمية لتستفيد من الرؤى ووجهات النظر المتباينة، وسيساهم برنامج المنح في استقطاب المواهب من جميع أنحاء العالم إلى أبوظبي، وهو ما يساعد على صياغة رؤى جديدة عن الموضوعات التي تعكس قيم إنسانيتنا المشتركة.
الزمالات والمنح المؤسسية
يعتزم متحف اللوفر أبوظبي، في سياق إطلاق برنامج الزمالات والمنح، تقديم زمالات قصيرة وطويلة الأمد من شأنها أن توفر دعماً حيوياً للباحثين المحليين والدوليين في مشاريعهم البحثية. وتأتي هذه الزمالات مصحوبة بمنح مالية كبيرة، إذ يحصل المشاركون في الزمالات قصيرة الأمد (التي تبلغ مدتها ثلاثة أشهر) على منحة مالية قدرها 85,000 درهم إماراتي، بينما يحصل المشاركون في الزمالات طويلة الأمد (التي تبلغ مدتها تسعة أشهر) على منحة مالية قدرها 245,000 درهم إماراتي.
في عام 2025، سيطلق البرنامج منحاً مؤسسية تهدف إلى تعزيز المشاريع البحثية التعاونية بين متحف اللوفر أبوظبي والمؤسسات الثقافية الأخرى، بما يشمل المتاحف الأخرى، ومراكز البحوث، والجامعات. ويتمثل الهدف من هذه المنح في دعم المبادرات التي تعزز مهمة المتحف المتمثلة في تشجيع التبادل الثقافي والحوار.
من جانبه، قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: "يمثل إطلاق هذا البرنامج امتداداً طبيعياً لمهمة متحف اللوفر أبوظبي المتمثلة في التحوّل إلى متحف عالمي الطراز، فهو لا يجمع التراث الفني العالمي ويعرضه فحسب، بل يساهم أيضاً بفعالية في الحفاظ عليه وتعزيز فهمه. ومن خلال تزويد الباحثين بالموارد والدعم اللازمَين لإجراء بحوث رائدة، فإننا نؤكد التزامنا بتعميق المعرفة العالمية وتعزيز الحوار بين الثقافات."
أما الدكتور غيليم أندريه، مدير إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي، فصرّح قائلاً: "نسعى، من خلال إطلاق برنامج الزمالات والمنح في متحف اللوفر أبوظبي، إلى التعاون مع الباحثين والمؤسسات في جميع أنحاء العالم، وتقديم الدعم الأساسي للباحثين وخبراء المتاحف. ومن شأن هذه المبادرة أن تمكّنهم من التفاعل بشكل عميق مع مجموعات مقتنيات اللوفر أبوظبي، والمساهمة بشكل هادف في تعزيز الاهتمام العالمي بالفن، والتراث، ودراسات المتاحف.
المحاور الرئيسية للبرنامج
يدعو المتحف الباحثين والعلماء المتخصصين في تاريخ الفن، وعلم الآثار، ودراسات المتاحف، وعلوم التراث، والحفظ، والمجالات ذات الصلة إلى تقديم مقترحات تتماشى مع أحد المحاور الثلاثة التالية:
• التاريخ العالمي للمتاحف ومجموعات المقتنيات: يتناول هذا المحور البحثي مسألة تطور مجموعات المقتنيات والمتاحف على نطاق عالمي. ومن خلال الاستعانة بمتحف اللوفر أبوظبي باعتباره حلقة وصل، يدرس هذا المحور التجارب المتنوعة في مجال الإشراف على المتاحف، وإشراك الجمهور، وعرض الأعمال الفنية في العالم العربي وخارجه، وذلك على مستوى خمس قارات. وتتضمن الموضوعات الرئيسية لهذا المحور استكشاف كيفية تصور مفهوم "المتحف العالمي"، وفهمه، والتعبير عنه في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى مختلف جوانب التاريخ ومجموعات المقتنيات المترابطة للمتاحف.
• انتشار الأنماط الفنية والصور والنصوص: يتناول هذا المحور البحثي انتشار الأعمال، والأنماط الفنية، والصور، والنصوص من الألفية الثانية فصاعداً. كما يتطرق إلى تطور الأشكال، والأساليب، والموضوعات الفنية وانتشارها، إضافة إلى استكشاف تأثير التبادلات بين الثقافات على انتشار الأعمال الفنية في سياقات ثقافية مختلفة. وتتم دعوة أصحاب المشاريع المُقدمة في إطار هذا المحور إلى تجاوز مفاهيم التسلسلات الهرمية الثقافية التقليدية، كما قد تتناول هذه المشروعات موضوعات مثل التحولات الثقافية في تاريخ الفن، والمسارات العابرة للحدود الوطنية للانتشار الفني، ومفهوم الحداثات المتعددة، من بين أمور أخرى.
• المواد الثمينة وطرق التبادل التجاري: يركز هذا المحور البحثي على الأهمية المادية للأعمال الفنية ضمن مجموعة مقتنيات متحف اللوفر أبوظبي، ليعكس بذلك العوامل المؤثرة من الشرق والغرب ويسلط الضوء على أهمية طرق التجارة التاريخية مثل طريق الحرير، إضافة إلى التبادلات التجارية البرية والبحرية. ويجب أن تستكشف المشاريع المُقدمة في إطار هذا المحور كيف أثر التبادل التجاري والتفاعلات الثقافية في استخدام المواد الثمينة بمرور الوقت، بهدف إعادة تصوّر الأعمال الفنية عبر العصور والثقافات المختلفة، مع تسليط الضوء على مفاهيم الندرة، والجمال، والثراء، والقيمة الآخذة في التطور.
عملية التقديم والجدول الزمني
باب التقديم مفتوح الآن وحتى 10 يناير 2025، وسيتم الإعلان عن المتقدمين الذين جرى اختيارهم في مارس 2025. وستتولى لجنة تضم ممثلي متاحف وخبراء متميزين الإشراف على عملية الاختيار، وتقييم جميع الطلبات المقدمة بدقة، مع احتمال إجراء مقابلات كجزء من عملية المراجعة، ويتم تقديم عروض المشروعات عبر الموقع الإلكتروني للمتحف على أن تكون باللغة الإنجليزية.