رئيس الدولة: الدورة تعزز الحوار والتعارف والتنافس بين شباب العالم على أرض الإمارات
«الهزيمة الكاملة للأمريكيين في فيتنام»
مجلة أمريكية: «لحظة سايغون» تلوح في أفق أفغانستان
كتب أندرو ديزيديروا ونهال توسي في مجلة “بوليتيكو” الأمريكية عن التطورات المتسارعة في أفغانستان، قائلين إنه لا يزال هناك ثلاثة أشهر على الموعد، الذي فرضه الرئيس الأمريكي جو بايدن على نفسه للانسحاب من أفغانستان بلا شروط في 11 سبتمبر(أيلول)، لكن التداعيات السياسية والإنسانية لقراره بدأت تهز إدارته. وفي الأيام الأخيرة، استكملت الولايات المتحدة سحب أكثر من نصف القوات الأمريكية، بينما استولت حركة “طالبان” على عشرات المقاطعات وسط تحذيرات من أن الحكومة في كابول قد تنهار في غضون أشهر من رحيل الأمريكيين. كما أن القادة العسكريين يحذرون من أن جماعات إرهابية مثل “القاعدة” يمكن أن تعاود التجمع في أفغانستان في غضون سنتين. ويطالب نواب أمريكيون وبينهم من يدعمون الانسحاب، إدارة بايدن بحماية أولئك الأفغان الذين ساعدوا الولايات المتحدة في حربها التي امتدت عشرين عاماً، فيما تعمل الإدارة الآن على تنفيذ خطة سريعة لإجلاء هؤلاء. والجمعة، زار الرئيس الأفغاني أشرف غاني البيت الأبيض، حيث كانت لديه الفرصة ليطلب من بايدن إعادة النظر في مقاربته.
الرئيس الذي خسر أفغانستان
ويجازف بايدن في أن ينظر إليه على أنه الرئيس الذي خسر أفغانستان-وهذا ما يعلمه الديموقراطيون. ويعتبر نواب جمهوريون أن بايدن سيتحمل عواقب الكارثة الأفغانية-سياسياً ومن نواحٍ أخرى. ويشبهه بعضهم بالرئيس الأمريكي سابقاً باراك أوباما الذي اتخذ قرار الانسحاب من العراق، مما ساعد على تهيئة المناخات لصعود تنظيم “داعش».
ويشير آخرون إلى تشبيهات أكثر قدماً. ويقول عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الجمهوري عن ولاية ويسكونسن مايك غالاهر إن “هذا قد يشبه لحظة سايغون (الهزيمة الكاملة للأمريكيين في فيتنام). وهذا ما يربطه الجميع الآن بسياسة بايدن..إنه يشبه العراق بشكل مخيف. لقد انسحبنا من العراق بجدول زمني ذي أبعاد سياسية من أجل الوفاء بوعود الحملة الإنتخابية، ومن ثم حلت الفوضى على الأرض، وظهرت الخلافة”. وأضاف أن “اللحظة التي قرر بعض أعضاء البيت الأبيض تحديد 11 سبتمبر موعداً للانسحاب، ومنح طالبان هذا النصر الدعائي فضلاً عن تسليمها الأراضي، هي اللحظة التي أدركنا فيها أن هذا جهد سياسي، وليس جهداً جيوسياسياً».
هشاشة الدولة الأفغانية
ويرى الكاتبان أن التطورات في واشنطن وأفغانستان ليست مفاجئة إذا ما أخذنا في الإعتبار مسار النزاع وهشاشة الدولة الأفغانية. ومع ذلك، فإنها تسلط الضوء على المغامرة السياسية التي اختارها بايدن عندما قرر الانسحاب من أفغانستان بلا شروط، في وقت مبكر من رئاسته.
ورداً على سؤال، قال مسؤول بارز في الإدارة إن البيت الأبيض يبقى ملتزماً حيال الشعب الأفغاني، وأن بايدن خلال اجتماعه مع القادة الأفغان الكبار في البيت الأبيض “سيؤكد على الحاجة للوحدة والإنسجام، وأنه يتعين على الحكومة الأفغانية التركيز على التحديات الأساسية التي تواجهها أفغانستان».
ستة أشهر
والأربعاء، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين استخباراتيين أمريكيين، إنهم يعتقدون أن الحكومة الأفغانية يمكن أن تسقط في غضون 6 أشهر من الإنسحاب الأمريكي.
وتوقع العضو الجمهوري البارز في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب عن ولاية تكساس مايكل ماكول أن تسقط السفارة الأمريكية في كابول أيضاً. وقال إن “جوهرة التاج في نهاية المطاف ستكون السفارة (الأمريكية)». ويقف معظم حلفاء بايدن من الديمقراطيين إلى جانبه في الكابيتول هيل، على رغم تدهور الوضع على الأرض. وقال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب آدم سميث: “ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن قواتنا المسلحة لن تستطيع حل المشكلة..وهكذا فإن الأمر ليس في طريقه ليكون وضعاً جيداً. ومع ذلك، فإنني أعتقد أن (الانسحاب) هو القرار الأفضل من بين سلسلة من الخيارات السيئة».