مخاطر لا تخطر على بال لقلة النوم.. إليك أهمها

مخاطر لا تخطر على بال لقلة النوم.. إليك أهمها

لا تغيب أهمية النوم عن بال أحد، إلا أن نتائج الدراسات الأخيرة تشرح أكثر عن مخاطر عدم حصول الجسم على قسط كافٍ.
فقد توصلت دراسة أميركية جديدة إلى أن فقدان ساعة واحدة من الراحة يقلل من "الرغبة الفطرية لدى البشر في مساعدة بعضهم البعض".وكشف البحث أيضاً أن انخفاض الرغبة بمساعدة الآخرين قد يصل إلى 78% عند التعب.ووفق المعلومات، فإن الليالي التي تمرّ بلا نوم جيد تجعل الإنسان أكثر أنانية.
كما وجدت الدراسة التي أجراها باحثون في الولايات المتحدة، أن فقدان ساعة واحدة فقط من الراحة يمكن أن يقتل رغبة الناس في مساعدة الآخرين، حتى الأقارب والأصدقاء المقربين.


ليال سيئة
وقد لاحظ الفريق أن ليلة سيئة بدت وكأنها تجمّد النشاط في جزء الدماغ مسؤول عن تشجيع السلوك الاجتماعي.
 بدوره، قال البروفيسور ماثيو ووكر، المشارك بتأليف الدراسة في جامعة كاليفورنيا، إن النتائج أكدت أن قلة النوم تعمل كمحفز للسلوك الاجتماعي، مما يقلل من الرغبة الفطرية لدى البشر في مساعدة بعضهم البعض، وقد يصبح الإنسان في هذه الحالة أقل اجتماعية وأكثر أنانية.
كذلك شرح الفريق أن نقص النوم المزمن يمكن أن يضر بالروابط الاجتماعية وبغرائز الإيثار التي تشكل المجتمع.
وفي إحدى التجارب التي شارك فيها 24 مشاركا، قارن الباحثون الإجابات من نفس الشخص بعد ليلة مريحة وبعد 24 ساعة من عدم النوم، فكشفت النتائج عن انخفاض بنسبة 78% في الرغبة بمساعدة الآخرين عند التعب.

سلوك اجتماعي مضاد
ثم أجرى الفريق مسحا دماغيا لهؤلاء المشاركين ووجدوا أن ليلة قصيرة كانت مرتبطة بانخفاض النشاط في شبكة الدماغ الإدراكي الاجتماعي، وهي منطقة تشارك في السلوك الاجتماعي.
فأفاد الباحثون بأن المشاركين كانوا مترددين في مساعدة الأصدقاء والعائلة مثل الغرباء، بما يعني أن قلة النوم أعاقت الدافع لمساعدة الآخرين بغض النظر عما إذا طُلب منهم مساعدة الغرباء أو الأقارب المقربين، وهذا يعني أن قلة النوم تؤدي إلى سلوك اجتماعي مضاد للمساعدة له تأثير واسع وعشوائي.
الطعام غير الصحي!
يعاني مئات الملايين حول العالم من مشكلة النوم غير الكافي ومنخفض الجودة. وتعد قلة عدد ساعات النوم الجيد أكثر من مجرد إزعاج، إذ تُظهر نتائج الأبحاث بشكل متزايد أن النوم الجيد يلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على صحة العقول والأجسام، بحسب ما نشره موقع Psychology Today.
تؤدي قلة ساعات النوم الجيد إلى مجموعة واسعة من العواقب من سوء التركيز إلى الحالة المزاجية السيئة، ويمكن أن تؤدي إلى تغييرات في أجزاء من الدماغ بما يعزز الخيارات الغذائية السيئة.

عواقب وخيمة
ولهذا السبب يوصي الخبراء بضرورة الحصول على نوم جيد بشكل كافي كل ليلة، وينصحون بخطوات بسيطة من بينها الالتزام بجدول نوم ثابت وإبقاء غرف النوم مظلمة وباردة مع اتباع روتين الاسترخاء قبل النوم الذي يقلل من التعرض للضوء الاصطناعي.
من بين العواقب الوخيمة، التي تتسبب فيها مشكلات النوم، أن أحد المسارات غير المعروفة مسبقًا يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان من خلال خياراته الغذائية. فيما يلي بعض العوامل الرئيسية، التي تربط بين قلة النوم والخيارات الغذائية:

تفضيل الأطعمة غير الصحية
في دراسة أجريت عام 2020، اختبر الباحثون ما إذا كان هناك رابط بين قلة النوم وتفضيل الناس للأطعمة السكرية. بعد الحصول على نوم جيد أو الحرمان من النوم، طُلب من المشاركين تذوق خمس عينات منفصلة بدرجات متفاوتة من كميات السكر المضاف إليها.
واكتشف الباحثون أن المشاركين، الذين لم يناموا بشكل كافي لديهم تفضيل أقوى للخيارات السكرية. كما أن مجموعة المشاركين نفسها، التي تم حرمانها من ساعات نوم جيد، اتجهت إلى اختيار أطعمة ذات سعرات حرارية أكثر من الكربوهيدرات في وجبة الإفطار.

فواكه وخضروات أقل
تطرقت دراسة أخرى من عام 2022، نُشرت في دورية Sleep العلمية، إلى تأثير قلة النوم على تفضيلات طعام المراهقين. وكشفت النتائج أن من بين المراهقين الذين يحصلون على 6.5 ساعة من النوم في الليلة (مقابل 9.5 ساعات)، كان هناك استهلاك أكبر للسكريات والكربوهيدرات المضافة واستهلاك أقل للفواكه والخضروات.

الدماغ المحروم من النوم
في إحدى الدراسات، اكتشف الباحثون أنه مقارنة بالأشخاص الذين يتمتعون براحة جيدة، فإن أولئك الذين حرموا من النوم زاد النشاط في جزء من دماغهم يسمى القشرة الحزامية الأمامية عندما نظروا إلى صور الطعام. ويرتبط هذا التنشيط بشكل مباشر بالجوع الذاتي للإنسان. أظهرت أبحاث أخرى أن قلة النوم مرتبطة بالتغيرات في نشاط الدماغ في جزء من الدماغ يسمى قشرة الفص الجبهي، التي تلعب دورًا مهمًا بشكل خاص في القرارات المتعلقة بالتغذية، حيث إنها تعد مفتاحًا لضبط النفس الصحي.