قال عضو مجلس السيادة الحاكم في السودان، محمد الفكي سليمان، إن السلطات الانتقالية في بلاده شكلت 48 لجنة لاستعادة الأموال المنهوبة وتفكيك النظام السابق، الذي سقط في أبريل (نيسان) الماضي.
وأضاف في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية أمس الخميس، أن “من بين هذه اللجان توجد 13 لجنة تعمل في إطار تفكيك النظام السابق، واستعادة الأموال والعقارات المنهوبة، و35 أخرى تتبع للنائب العام، تعمل في القضايا الكبرى، مثل بيع مؤسسات القطاع العام، على غرار الخطوط الجوية السودانية سودانير، والخطوط البحرية، وميدان جامعة الخرطوم، وعقارات مطلة على النيل». وأوضح سليمان، وهو نائب رئيس لجنة تفكيك النظام السابق، أن “لجنته استردت بعض العقارات في أحياء الخرطوم، ومعظم مقار حزب المؤتمر الوطني المنحل».

 وعن الأموال المنهوبة في الخارج، قال: “هناك لجان تعمل على استرداد الأموال من الخارج”، كاشفاً وجود أرصدة مالية ضخمة، وأشار في الوقت ذاته إلى صعوبة تعقبها لتحول من مكان لآخر، ومن بلد إلى آخر، كلما اقتربنا من كشفها.

وتابع أن “فساد نظام الإنقاذ فاق التوقعات، وشمل معظم مسؤوليه الذين تورطوا في فساد مالي وإداري، أو في انتهاكات أمنية وحقوقية، أو على الأقل في منح التسهيلات لكوادر الحزب، أو لأقاربهم، لتمكينهم داخل مؤسسات الدولة وهيئاتها، إن الإسلاميين في السودان خططوا لابتلاع الدولة، حتى قبل وصولهم للسلطة في 1989».
وفي سؤال عن الفساد في العهد السابق، قال سليمان: “لا يوجد مسؤول في النظام المعزول غير فاسد، هم فاسدون بنسبة 100%، النظام كله فاسد، وبالتالي لا يعفى أي أحد من الفساد”، وأضاف “نسبة الفساد تتفاوت بينهم، هناك فاسد يسرق وينهب الأموال عياناً بياناً، وآخر يبدو نزيهاً، ولكنه يوافق على تعيين شخص غير كفء في منصب ما، وبالتالي فهو فاسد، ويتستر على الفاسدين، وهناك آخرون محسوبون على هذا الوضع الفاسد، فهم أيضاً فاسدون».