إدارة بايدن أخفقت في تأمين سلامة معلومات سرية

مسرّب وثائق الكونغرس يحظى بإشادة اليمين المتطرف في أمريكا

مسرّب وثائق الكونغرس يحظى بإشادة اليمين المتطرف في أمريكا

وصف مشرعون في واشنطن جيك تيكسيرا (21 عاماً) العامل في سلاح الجو للحرس الوطني والمتهم بالوقوف وراء أسوأ حادث تسريب وثائق إستخباراتية منذ عقد بـ”المجرم المزعوم” بعد اعتقاله الجمعة، لكن ذلك لم يحل دون حصوله على الإشادة من اليمين السياسي
وكتب مراسل صحيفة “غارديان” البريطانية في واشنطن كريس شتاين، أن المعلق في قناة “فوكس نيوز” تاكر كارلسون افتتح فقرته الأكثر مشاهدة مساء الخميس بالقول عن تيكسيرا: “إنه كشف الجرائم، ولذلك فهو المجرم. هكذا تعمل واشنطن. إن قول الحقيقة هو الخطيئة الحقيقية...إن وسائل الإعلام تحتفل باعتقال الفتى الذي أخبر الأمريكيين ماذا يجري فعلاً في أوكرانيا. إنهم يعاملونه مثل أسامة بن لادن”.ويقول المدعون العامون أن تيكسيرا أخذ وثائق سرية من قاعدة ماساتشوستس الجوية للحرس الوطني حيث يعمل هناك كإختصاصي عادي في الشؤون السيبرانية، ومن ثم نشرها على الإنترنت. وظهرت الوثائق أول الأمر على منصة ديسكورد للإلعاب في يناير(كانون الثاني)، قبل أن تنتشر على وسائل تواصل إجتماعية أخرى، وتنقلها وسائل الإعلام في وقت سابق من الشهر الجاري.
 
عدو لبايدن؟
وقبيل نقله إلى الاحتجاز في ماساشوستس الخميس، سارعت النائبة اليمينية المتطرفة مارجوري تايلور غريني-التي كانت دعت الرئيس الأمريكي جو بايدن والمسؤولين في واشنطن عموماً إلى وقف الدعم لكييف- إلى الدفاع عن تيكسيرا. وقالت في تغريدة إن “جيك تيكيسيرا هو أبيض وذكر ومسيحي ومناهض للحرب. وهذا ما يجعله عدواً لنظام بايدن. وهو قال الحقيقية عن وجود قوات على الأرض في أوكرانيا وأكثر من ذلك”، في إشارة إلى الوثائق التي أفادت بوجود 14 جندياً من القوات الخاصة الأمريكية في أوكرانيا في الشهرين الأخيرين. وأضافت :”إسأل نفسك من هو العدو الحقيقي؟ جندي عادي في الحرس الوطني الجوي؟ أو الإدارة التي تشن حرباً في أوكرانيا، التي هي ليست عضواً في الناتو، ضد روسيا النووية، من دون وجود تفويض بالحرب؟».
 
جمع المعلومات
وكشفت وثائق أخرى تفاصيل حول كيفية جمع الولايات المتحدة معلوماتها وكيف اخترقت استخباراتها القوات المسلحة الروسية. كذلك يوجد بين الوثائق تقويم متشائم حيال إمكانات أوكرانيا في ما يتعلق بإستعادة أراضٍ من روسيا هذا الربيع- وهذا موضوع توقف كارلسون عنده قائلاً إن “أوكرانيا تخسر الحرب في الواقع”، مشيراً إلى قلق واشنطن من قدرة كييف على الدفاع عن أجوائها». وأضاف إن “إدارة بايدن تدرك هذا تماماً. وهي مصابة بالذعر حيال الأمر، لكنها تكذب على الناس في شأن هذه المسألة. وقبل أسبوعين فقط، على سبيل المثال، أبلغ وزير الدفاع لويد أوستن مجلس الشيوخ الأمريكي بأن الجيش الروسي يتداعى. وبكلام آخر، إن روسيا تخسر الحرب. كانت تلك كذبة. كان يعلم بالأمر عندما قال ذلك، لكنه كرره في شهادته أمام الكونغرس. وهذه جريمة. لكن لويد أوستن لم يُعتقل لإرتكابه تلك الجريمة». وتبنى بعض النواب الجمهوريين رأياً أكثر رصانة في ما يتعلق بتوقيف تيكسيرا، الذي مثل للمرة الأولى أمام المحكمة الجمعة في بوسطن، حيث تم إبلاغه بأنه يواجه اتهامين بموجب قانون التجسس.
 
تعريض الأمن القومي للخطر
وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الجمهوري مايك تيرنر إن “تسريب وثائق سرية يعرض أمننا القومي للخطر، ويؤثر على علاقاتنا مع الحلفاء، ويعرض للمخاطر سلامة القوات المسلحة الأمريكية وعناصر الاستخبارات...وفي الوقت الذي نسعى لمعرفة حجم الوثائق السرية التي تم نشرها وكيف سنخفف من آثارها، فإن لجنة الإستخبارات في مجلس النواب ستدقق في أسباب حصول ذلك، ولماذا لم يلاحظها أحد لأسابيع، وكيف نمنع تسريبات في المستقبل...أهنئ أجهزة تنفيذ القانون على عثورها وإعتقالها المجرم المزعوم». أما رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن ماكارثي فكان له رأي مخالف، إذ قال في تغريدة إن “إدارة بايدن أخفقت في تأمين سلامة معلومات سرية...وسنحصل على أجوبة في الكونغرس عبر لجاننا، حول عن السبب الذي جعلهم يتغافلون عن التسريب».