نظام التحالفات الذي تقوده واشنطن يتعرض للهجوم

مصائر مشتركة.. أوكرانيا ليست إلهاء عن آسيا

مصائر مشتركة.. أوكرانيا ليست إلهاء عن آسيا

يرى الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد هدسون للدراسات والشؤون الخارجية جون والتز، أن مصير آسيا مرتبط بشكل مباشر بأمن أوروبا، “وهذا ما فشل بعض قادة الولايات المتحدة في إدراكه”، على عكس بعض زعماء آسيا البارزين.
وقال في مقال بصحيفة وول ستريت جورنال  إن فوميو كيشيدا أصبح الشهر الماضي أول رئيس وزراء ياباني بعد الحرب يزور منطقة حرب، حيث سافر إلى كييف للتنديد بالهجوم الروسي على أوكرانيا باعتباره “وصمة عار تقوض أسس النظام القانوني الدولي». وفي الأسبوع الماضي، وصلت الرئيسة التايوانية تساي إنغ ون إلى مدينة نيويورك، حيث أخبرت معهد هدسون أن “الغزو الروسي لأوكرانيا كان بمثابة دعوة للاستيقاظ لنا جميعا.. عدوانية الاستبداد ضد الديمقراطية لا تتوقف».
 
مصير آسيا وأوروبا
ويشير الكاتب إلى أن رؤساء الحكومات الأجانب هؤلاء يفهمــــون ما فشــــــل بعـــــض قادة أمــــــيركا في إدراكـــــه، وهــــــو أن مصير آسيـــــا مرتبـــــط مباشــــرة بأمن أوروبا، إذ إنه عبر الـــــيابسة الأوراسية، يتشكل محور القوة التحريفية.
ويوضح والتز أن “نظام التحالفات التي تقودها الولايات المتحدة يتعرض للهجوم يومياً من بكين إلى موسكو ومن طهران إلى بيونغ يانغ. ولمواجهة هذا التحدي، ستحتاج أمريكا إلى الاعتماد على هؤلاء الشركاء والحلفاء الذين، كما أخبرتنا الزعيمة التايوانية ملتزمون بحماية أسلوب حياتنا. فيجب على الولايات المتحدة تحديد التهديدات المشتركة وقيادة التحالفات، مثل منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوكوس والرباعية، ضدهم.
 
أوكرانيا وتايوان
ويلفت مدير معهد هدسون إلى أن أوكرانيا وتايوان على الخطوط الأمامية للصراع العالمي بين الحرية والاستبداد، فكلاهما يواجه خصماً أكبر وأكثر ثراء مع جيوش ضخمة تهدد بإخماد حريتهم المشتعلة، وكلاهما يعتمد أيضاً على أمريكا لضمان أمنهما.
وكما تشير كلمات كيشيدا وتساي، فإن نتيجة الحرب في أوكرانيا ستشكل نظرة مختلفة إلى الولايات المتحدة بعيداً عن شواطئ أوروبا، ومثلما عزز انسحاب أمريكا من أفغانستان قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالهجوم على أوكرانيا، كذلك، الولايات المتحدة أيضاً. سيؤثر الأداء في أوكرانيا على حسابات بكين في جنوب المحيط الهادئ.
ويقول والتز إن أمريكا سوف تكافح للحفاظ على السلام في آسيا إذا لم تنتصر في الحرب في أوروبا، إذ إنه في كل ركن من أركان العالم تقريباً، يراقب الشركاء والحلفاء الصراع قبل اتخاذ قرار بشأن خطواتهم التالية. وإذا فازت الولايات المتحدة في أوكرانيا، فستغرس الثقة في قيادتها ومستقبل نظام التحالف الذي بنته.
 
كارثة في مضيق تايوان
لكن مع ذلك، يشير الكاتب إلى أنه “إذا تخلت واشنطن عن القتال، فسوف تشجع شركاء الولايات المتحدة وحلفائها في جميع أنحاء العالم على التحوط والتنازل عن رهاناتهم، لأن إدانات كيشيدا وتساي لروسيا ودعمها لأوكرانيا ليست مجرد مسرحيات أخلاقية، بل إنها سياسات تهدف إلى تعزيز أمن بلديهما وأمن التحالفات الأمريكية العالمية».
ويختتم والتز مقاله بالإشارة إلى أنه يمكن للولايات المتحدة في هذا الجهد المبذول الاعتماد على خزان هائل من القوة، وهو شجاعة الشعوب الديمقراطية التي تقاتل من أجل بقائها، فبعد 60 عاماً من إعلان الرئيس كينيدي تضامنه مع شعب برلين، تحولت الخطوط الأمامية في معركة الحرية إلى الشرق. واليوم، الحرب في أوكرانيا هي معركة أمريكا ويجب علينا الفوز بها.. إذا فقدت الولايات المتحدة أعصابها، فإنها ستدعو إلى كارثة أكبر في مضيق تايوان.