مصر.. بائعو الجرائد والمجلات يعانون من أزمة
كانت صرخات بائعي الصحف تصدح في الماضي في شوارع القاهرة: "الأهرام"، "الأخبار" "الجمهورية"... اليوم، تكاد أم محمد تجلس وحيدة أمام طاولة صغيرة مستطيلة تتكدّس عليها إصدارات مختلفة من الصحف والمطبوعات المصرية، لكن لا من زبائن.
في شارع في حي الدقي، تقول أم محمد على كرسيها الخشبي لوكالة فرانس برس "لم يعد البيع كالسابق أبدا خصوصا منذ ارتفاع الأسعار.
ويهدّد فقدان العديد من المصريين شغف قراءة الجرائد، استمرارية الجرائد الورقية ومهنة الباعة المتجولين أو في أكشاك في العاصمة المصرية. وتتابع السيدة الخمسينية التي ارتدت شالا من الصوف للحماية من برد الشتاء "لا أربح إلا 15 جنيها (0,95 دولارا) خلال جلوسي هنا من السادسة صباحا وحتى الثالثة عصرا".
وتوضح أم محمد أن وتيرة العزوف عن شراء الصحف ارتفعت بشكل كبير بعد إلغاء بعض الإصدارات المسائية للصحف. على مقربة من طاولة الصحف، يقف طارق محمود، سائق باص صغير ينتظر الزبائن، ويقول لفرانس برس "أنا لم أشتر صحيفة منذ 11 عاما".
ويضيف السائق البالغ من العمر 44 عاما "توقفت عن الشراء منذ أن اكتشفت أن الصحفي الذي يكتب في الصحيفة هو الشخص نفسه الذي يقدم برنامجا في التلفزيون"، مضيفا "أشعر أن هناك كثيرين مثلي توقفوا أيضا عن شراء الصحف". ومن مكتبه في مقر مجلة "روزاليوسف" الأسبوعية الشهيرة بوسط القاهرة، يقول رئيس تحريرها أحمد الطاهري لفرانس برس "بدأت نقاط التوزيع "للصحف والمطبوعات" بشكل أو بآخر تتلاشى، نحتاج لخلق نقاط توزيع جديدة".