تحركات عسكرية حول سرت.. والجيش الليبي يحذر تركيا وقطر
مصر: الحل السياسي في ليبيا لن يتحقق دون وقف التدخلات
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الأربعاء، في حديث هاتفي مع كل من وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان، ووزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، على أهمية التوصل إلى حل سياسي ليبي ليبي لإنهاء الأزمة الدائرة هناك، مشددا على أن ذلك لن يتم إلا بالقضاء على الجماعات الإرهابية والتدخلات الخارجية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ، إن الاتصالين الهاتفيين تناولا بإسهاب كبير تطورات الأوضاع في المشهد الليبي، وأهمية العمل نحو الدفع قدما لتحقيق التسوية السياسية هناك.
وأكد سامح شكري خلال الحديث، على الموقف المصري من الأوضاع في ليبيا، مشددا على الأولوية التي يوليها الجانب المصري للعمل على وقف إطلاق النار، وللتوصل إلى حل سياسي تفاوضي ليبي - ليبي.
كما أشار وزير خارجية مصر إلى أن إعلان القاهرة، الذي يأتي مكملا لمسار برلين، يهدف لتعزيز فرص تحقيق مثل هذا الحل، الذي يحافظ على الدولة الوطنية الليبية ووحدة أراضيها، ويسمح بمواصلة جهود القضاء على الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة حتى ينعم الشعب الليبي الشقيق بالأمن والاستقرار.
إلى ذلك، حذر الجيش الوطني الليبي تركيا وقطر من مغبة الاستمرار في التدخل في الشأن الليبي، مؤكدا استعداده للتصدي ودحر الميليشيات المدعومة من أنقرة، في ظل تحركاتها العسكرية قرب مدينة سرت الإستراتيجية.
ومع اتجاه أنظار المنطقة إلى ليبيا، تشهد سرت الواقعة على الساحل تحركات عسكرية مكثفة على الأرض استعدادا لمعركة كبرى مرتقبة، تواصل تركيا، إلى جانب قطر، الحشد لها من خلال دعم ميليشيات حكومة الوفاق، لمواجهة الجيش الوطني الليبي.
ومنذ أشهر، لم تتوقف أنقرة عن إرسال المرتزقة لدعم الميليشيات المتطرفة، بهدف تنفيذ أجنداتها في ليبيا، وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن تركيا أرسلت ما يزيد على 16 ألف مسلح من سوريا إلى ليبيا.
وكشفت تقارير أخرى عن عزم تركيا الاستعانة بمرتزقة من الصومال، بدلا من المرتزقة الذين نقلتهم من الأراضي السورية للقتال في ليبيا.
وتهدف أنقرة إلى السيطرة على الموارد الاقتصادية الليبية، وتحديدا منطقة الهلال النفطي، وتغيير موازين القوى في المنطقة كورقة تلعب على وترها أنقرة، للضغط على مواقف دول الجوار والمجتمع الدولي.
إلا أن الجيش الوطني الليبي حذر تركيا وقطر، من مغبة الاستمرار في التدخل في الشأن الليبي، وأكد ثقته بدحر الميليشيات المدعومة منهما.
وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش خالد المحجوب، في تصريحات تلفزيونية: نقول لتركيا ونقول لقطر ونقول للميليشيات ونقول للمرتزقة: من لا يعرف التاريخ ويجهله فإنه يقع في الخطأ. وأكبر خطأ أن تفكر في بلد فيها رجال مثل ليبيا.
وتتجه البوصلة نحو جبهة مدينة سرت التي تعد البوابة لمنطقة الهلال النفطي الليبي، حيث أكد مجلس النواب أن ميليشيات طرابلس المدعومة من أنقرة، تواصل حشد عناصرها قرب المدينة.