لكل دولة طقوسها الخاصة بشهر رمضان إلا السعودية طقوسها محفورة في ذاكرة المعتمرين من الطواف بالكعبة ولمس الحجر الأسعد، الصلاة في حجر إبراهيم والجلوس في الروضة الشريفة ورؤية قبر الرسول وصاحبيه واستنشاق عبق التاريخ بالوقوف على جبل أحد وقبر حمزة والتأمل في البقيع والصلاة في مسجد ذو القبلتين والأفطار في الحرامين بما فيهما من روحانيات تهفو إليها القلوب هذا ما يشعر به الزائر فما بالنا بمن يعيش الأجواء طوال الوقت ويستمتع بالجوانب الروحية والترفيهية على مر الزمان ففي رمضان كل شئ مختلف التعاون، التسامح، الود، الرحمة والتصالح مع الذات  

يروي عادل بن سعد الذكر الله مدير هيئة الصحفيين السعوديين بالأحساء أن شهر رمضان المبارك يحل علينا بروحانيته وبشائره و طمأنينته فهو شهر القرآن والرحمات والعتق من النار و يظل رمضان بكل خصائصه رغم اختلاف المشهد الاجتماعي هذا العام بسبب ما قدره الله بجائحة كورونا التي ألزمتنا بالبقاء في منازلنا وتقيدنا بتوجيهات قياداتنا الحكيمة في العالم بأسره التي أوصت بالتباعد الجسدي ( الاجتماعي ) حفاظًا على الانسان وبادرت حكوماتنا الخليجية والعربية بالإجراءات الاحترازية الوقائية مبكرا وضاعفت مراكز البحث الطبية جهودها من اجل ايجاد لقاح وعلاج ل ( كوفيد 19 ) ومن بشائر الخير في شهر الخير ما أعلنته دولة الامارات العربية المتحدة المتمثل في براءة اختراع ل " علاج مبتكر وواعد " لفيروس كورونا باستخدام الخلايا الجذعية وقام به فريق من الأطباء والباحثين في مركز  أبو ظبي للخلايا الجذعية ، كما أعلن في المملكة العربية السعودية ‏حيث تقود وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية دراسات سريرية متقدمة في (٧) مستشفيات بالمملكة ومن خلال أربع طرق مبتكرة لعلاج كورونا

ويضيف عادل الذكر الله مع الحجر المنزلي تضاعف الوقت لأداء صلاة التراويح مع الأسر حيث ابتكرت المصليات المنزلية وأركان قراءة القرآن وتضاعف عدد مرات ختم القرآن والترويح المسائي بمتابعة الدراما الخليجية والعربية والمسابقات الفضائية واستبدلت صلاة الرحم بالاتصال المرئي بين أفراد الاسرة والأصدقاء والتقى أصحاب المجالس والديوانيات بروادهم من خلال اللقاء في الغرف الافتراضية كما فتح باب التدريب عن بعد وتضاعف عددها في جميع المجالات ومعظمها دون رسوم وتمنح شهادات كما استثمر الصائمون أوقاتهم فيها ومن بينها دروس الحرمين الشريفين

ويقول عادل الذكر الله أن المسحراتي يبث من خلال منصات الإعلام الاجتماعي وتوقفت ( الغبقة ) التي تجمع الأحباب وهي مائدة تقدم بعد الساعة الحادية عشرة مساء اي بعد الانتهاء من صلاة التراويح وفي بعض المساجد تقدم وجبة السحور في العشر الأواخر بعد صلاة التهجد ( القيام ) و سيقام ( القرقيعان ) في الرابع عشر من الشهر الكريم ولكن في حدود المنازل حيث لن يتمكن الأطفال من الجولة المسائية مع المسحراتي ( بو طبيلة ) وإنشاد الأناشيد الخاصة بذلك  وقفت بشكل مؤقت ( النقصة ) بين الجيران لأنها تأتي في وقت منع التجول المؤقت وتضاعف الوقت الجميل الترويحي بين أفراد الاسرة حيث يمكنهم اللعب الجماعي بألعاب مثل الكيرم  والدومنو والسلم والثعبان والخطة والشطرنج والبلياردو والورق ومسابقات الطبخ وخاصة الحلو وسهلها ( اليوتيوب) على الجميع فهي محاكاة الطهاة في العالم وتوسع الجميع في التسوق الرقمي سواء لحاجات الطبخ او أدواته والملابس والتي فتحت على مدار الساعة ومدفع رمضان فقد افتقدناه من زمن ولم نسمعه من خمسة وثلاثون عاما ونتطلع الى إعادته كأحد موروثاتنا الشعبية الرمضانية والجميع يسأل الله العلي القدير أن يرفع الوباء عن المعمورة وأن يعود الانسان لممارسة حياته بشكل طبيعي انه القادر على كل شيء وأمره بين الكاف والنون جلت قدرته ليعود رمضان كسابق عهدنا به