ناقوس خطر في أميركا.. كوفيد-19 «يفتك» بـ3 ولايات

مع تجدد انتشار كورونا.. إعادة فرض الحجر على الملايين

مع تجدد انتشار كورونا.. إعادة فرض الحجر على الملايين


يواصل فيروس كورونا المستجد الانتشار في العالم ويرغم عدة دول مثل الهند على إعادة فرض حجر على عشرات ملايين الأشخاص لكن الأمل بالتوصل الى لقاح تعزز في الولايات المتحدة مع استعداد شركة أدوية لإطلاق المرحلة النهائية من التجارب السريرية.
ويأتي هذا الإعلان فيما تتواصل الأنباء السيئة بشأن انتشار الفيروس من كل انحاء العالم. فالهند تستعد لاعادة فرض الحجر على حوالى 140 مليون نسمة من اصل عدد سكانها الإجمالي البالغ 1,3 مليار في منطقة بنغالور وولاية بيهار الفقيرة.

وسجلت البرازيل، احدى الدول الأكثر تضررا في العالم بالوباء، 1300 وفاة إضافية في الساعات الـ24 الماضية لتصل الحصيلة الإجمالية الى أكثر من 74 ألف وفاة مع مليوني إصابة. وتهدد معاهد السامبا الكبرى من جانب آخر بعدم المشاركة في كرنفال ريو دي جانيرو المرتقب في شباط/فبراير 2021.
في الولايات المتحدة، سجلت ولايات ألاباما وفلوريدا ونورث كارولاينا الأميركية زيادات قياسية في الأعداد اليومية للوفيات بسبب مرض كوفيد-19، وهي تطورات قاتمة تأتي في أعقاب أول زيادة على مستوى البلاد في عدد الوفيات منذ منتصف أبريل في الوقت الذي سارعت فيه بعض الولايات لإعادة الفتح.

وبدأ عدد الحالات الجديدة التي يتم الإبلاغ عنها يوميا في الارتفاع منذ حوالي 6 أسابيع، خاصة في الولايات الجنوبية والغربية مثل أريزونا وكاليفورنيا وفلوريدا وتكساس، وهي ولايات سارعت برفع القيود التي تسببت في فقدان الوظائف بشكل كبير ولكنها ساهمت أيضا في السيطرة على انتشار فيروس كورونا.
وارتفعت حالات الإصابة بالفيروس في 46 من أصل 50 ولاية أميركية الأسبوع الماضي مقارنة بالأسبوع السابق، وفقا لتحليل رويترز للبيانات من مشروع تتبع مرض كوفيد.

وحتى الآن في يوليو، أبلغت 28 ولاية عن زيادات يومية قياسية في الحالات الجديدة.
وفي ظل تسجيل أكثر من 3.3 مليون حالة، تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى في العالم من حيث نسبة حالات الإصابة لعدد السكان إلى جانب بيرو.
كما تحتل المركز السابع في عدد الوفيات من حيث نسبتها مقارنة بالإصابات بعدما سجلت أكثر من 135 ألف حالة وفاة، وتحتل هذا المركز ضمن الدول العشرين التي سجلت أكبر عدد من الحالات في العالم.

وحتى الآن أصاب المرض أكثر من 13 مليون شخص في العالم وتسبب بوفاة أكثر من 570 ألفا.
وتلقي أزمة وباء كوفيد-19 بثقلها أيضا على الاقتصادات العالمية ودفعت بفرنسا الى تنظيم احتفالات مختصرة الثلاثاء بالعيد الوطني.
في هذه الأجواء المقلقة، جاء إعلان شركة “موديرنا” الأميركية للصناعات الدوائية أمس الأول الثلاثاء أنّ التجارب السريرية للقاحها المضادّ لوباء كوفيد-19 ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو، ليعطي بعض الأمل.

ويضع هذا الإعلان شركة موديرنا في طليعة السباق العالمي من أجل التوصّل للقاح مضادّ للوباء.
والمجموعة التي تستفيد من مساعدات بقيمة 483 مليون دولار من الحكومة الأميركية تكون بذلك أول شركة تبلغ هذه المرحلة وقد نشرت نتائجها الأولية الواعدة في مجلة نيو اينغلاد جورنال اوف ميديسين.
وستجرى التجارب السريرية في هذه المرحلة الثالثة والنهائية على 30 ألف شخص في الولايات المتحدة، سيتلقّى نصفهم جرعات تبلغ الواحدة منها مئة ميكروغرام من اللقاح، فيما سيتلقّى النصف الآخر دواءً وهمياً.

وسيتابع الباحثون هؤلاء الأشخاص على مدى سنتين لمعرفة ما إذا كان اللّقاح آمناً وفعّالاً في منع الإصابة بعدوى “سارس-كوف-2».
كذلك فإنّه في حالة الأشخاص الذين يمكن أن يصابوا بالمرض رغم خضوعهم للّقاح، فإنّ الدراسة ترمي لمعرفة ما إذا كان اللّقاح يمكن أن يحول دون ظهور أعراض المرض على هؤلاء المصابين.

وحتّى إن ظهرت أعراض على أشخاص تم تلقيحهم فإنّ هذا الأمر يمكن أن يعتبر نجاحاً إذا ما منع اللقاح ظهور إصابات خطيرة بكوفيد-19.
ومن المفترض أن تستمر الدارسة حتى 27 تشرين الأول/أكتوبر 2022، لكن يرتقب صدور نتائج أولية قبل هذا الموعد بكثير.
وموديرنا ليست الشركة الوحيدة في السباق للتوصل الى لقاح، فشركة سينوفاك الصينية بلغت أيضا مرحلة متقدمة من الأبحاث فيما أعلنت وكالة تاس الروسية أن باحثين روسا أنجزوا التجارب السريرية على لقاح لكن دون نشر نتائج أبحاثهم.

في موازاة ذلك تتواصل تداعيات انتشار الوباء على المؤشرات الاقتصادية التي تغرق الى مستويات لم تكن واردة قبل بضعة أشهر.
فقد تراجع اجمالي الناتج الداخلي في بريطانيا بنسبة 19,1% من آذار/مارس الى أيار/مايو مقارنة مع الفصل السابق، في أسوأ انخفاض “منذ 300 عام” بحسب هيئة حكومية.

ودخلت سنغافورة في ركود في الفصل الثاني مع تراجع النشاط الاقتصادي بنسبة 41,2% مقارنة مع الفصل السابق بحسب أرقام أولية نشرت الثلاثاء.
وفي ميلانو، حيث يأخذ قطاع الموضة حيزا كبيرا في الاقتصاد، ينطلق اسبوع الموضة لكن افتراضيا للمرة الأولى.
وفي فرنسا حيث ألقى الوباء بثقله على احتفالات 14 تموز/يوليو بيوم العيد الوطني. ولأول مرة منذ 1945، ألغت السلطات العرض العسكري التقليدي على طول جادة الشانزيليزيه احتفالا بذكرى اقتحام سجن الباستيل الذي شكل انطلاقة للثورة الفرنسية في 14 تموز/يوليو 1789.

وفي ساحة الكونكورد في باريس سار حوالى ألفي عسكري أمام الرئيس ايمانويل ماكرون وانضمت اليهم طواقم طبية وسط تصفيق الحضور.
وأعلن ماكرون لاحقا ان فرنسا ستجعل وضع الكمامات إلزاميا في كل الأماكن العامة المغلقة اعتبارا من 1 آب/اغسطس.
ويأتي ذلك مع إعادة فتح أبرز وجهة سياحية خاصة في فرنسا، ديزني لاند باريس أمس الأربعاء مع قدرة استيعاب محدودة بعد أربعة أشهر من الإغلاق بسبب الوباء.