معروك رمضان.. ضيف موائد السوريين في الوطن ورفيقهم في الغربة

معروك رمضان.. ضيف موائد السوريين في الوطن ورفيقهم في الغربة


لسنوات طويلة كان "المعروك"، وهو نوع من الخبز المحلى، جزءاً أساسياً من موائد كثير من الأسر السورية في شهر رمضان المبارك، لكنه مع تدهور الحالة المعيشية لغالبية السكان، بات ضيفاً متفاوت الحضور.
قبيل الإفطار، حيث وقت الذروة في الإقبال على شراء المعروك، تعلو أصوات الباعة في الأسواق الشعبية، مرددين: "أكل الملوك يا معروك"، "تازة وطيب يا معروك".
وتحرص كثير من الأسر السورية على حضور تلك الفطيرة الرمضانية على موائدها طالما أمكن ذلك، حتى لو اقتصر الأمر على أول أيام الشهر مع انتشار الفقر على نطاق واسع في البلاد التي عانت طوال 14 عاماً من الحرب والانقسام.
وتلجأ بعض الأسر السورية لإعداد المعروك في المنزل، لعله يكون أقلّ كلفةً، مع سهولة الوصول لطريقة تحضيره من أمهر الخبازين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن ذلك التراجع في شراء المعروك لم يغيّبه عن واجهة الأفران ومحال الحلويات وبسطات الأسواق والطرق التي تبيع أطعمة ومشروبات خاصة بشهر رمضان، وتميّز الأسواق السورية عن غيرها من خلال طريقة العرض والمناداة عليه.
وفي المغتربات، حيث يعيش ملايين السوريين لاجئين في تركيا والأردن ولبنلن وألمانيا والنمسا ودول عربية وأوروبية أخرى، تبدو الصورة مغايرة بعض الشيء.
فللمعروك حضوره الكبير عند الأسر السورية، حيث تعده أفرانهم في المغتربات بوصفه رابطاً بينهم وبين الوطن شأن كثير من الأطعمة والمشروبات والعادات التي تميز السوريين، مثل المتة ، وأوراق الملوخية الجافة.
وتُصنع عجينة المعروك التقليدية من مادة الطحين المضاف إليه زيت نباتي وقليل من السمن والسكر والماء والمحلب والبيض والحليب، حيث تعجن وتخلط جيداً، ثم تترك حتى تختمر، ثم تفرد على الصاج، وتوزع حسب الحجم والوزن المطلوب، ثم يرش على وجهها السمسم وحبة البركة وتدخل إلى فرن الخبز لتنضج.