بهدف تطبيق أساسيات المبادئ الأخلاقية في العمل البحثي، معهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الشارقة التابع لمكتب نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا نظم ورشة عمل تفاعلية تحت عنوان "أخلاقيات البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية"، بحضور الأستاذ الدكتور معمر علي بالطيب، نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا، والأستاذ الدكتور  فاكر الغرايبة، القائم بأعمال مدير معهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية، وعدد كبير من أعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الدراسات العليا والطلبة  في جامعة الشارقة.
خلال افتتاح الورشة، أوضح الأستاذ الدكتور فاكر الغرايبة أن الأخلاقيات البحثية العلمية ليست مرتبطة بالعلوم الطبية فقط وإنما كل ما يتعلق بمجالات البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية كالآداب والاتصال وإدارة الأعمال والقانون والشريعة والفنون الجميلة، فكل ما يتعلق بالبيانات البحثية الخاصة بالإنسان هي محور أخلاقيات البحث العلمي وحتى ما يتعلق بصور الأشخاص والمنشورات إضافة إلى أن أهمية البحث المراد تنفيذه ومقدار الضرر الاجتماعي والأخلاقي الذي قد يلحق بسمعة المجتمع، فبعض القضايا والسلوكيات قد تكون مقبولة في مجتمعات معينة ولا تكون مقبولة في مجتمعنا العربي والإماراتي وهذا يعني أن البحث العلمي له ضوابط أخلاقية ملزمة يحاسب عليها القانون.
قدم الورشة الدكتور سهيل العمد، الأستاذ المشارك بكلية طب الأسنان في الجامعة، ورئيس لجنة أخلاقيات البحث العلمي، والتي تعمل على ضمان توفير بيئة تحافظ على صحة المشاركين في الأبحاث وخصوصية وسرية بياناتهم التي يقدموها أثناء مشاركتهم في تلك الأبحاث، من خلال قيام اللجنة بمراجعة هذه الأبحاث من الناحية الأخلاقية وتقديم التوصيات اللازمة لإجراء تلك الأبحاث بطرق تتماشى مع أخلاقيات البحث العلمي المتبعة دوليا.
خلال الورشة، قام الدكتور سهيل العمد بعرض عدد من الإحصائيات التي توضح نصيب الدول العربية من التجارب السريرية مقارنة بدول العالم المختلفة، وزيادة نسبة الأبحاث العلمية للدولة العربية المنشورة في قاعدة بيانات العالمية (Scopus) خلال الفترة الماضية، كما تحدث عن قوانين دولة الإمارات التي تؤكد على أهمية أخلاقيات البحث العلمي، ثم تناول أحد محاور الورشة وهو: أخلاقيات البحث العلمي وما هي أهميتها، من خلال التوازن بين حماية المشاركين بالأبحاث من جهة وتقدم العلوم من جهة أخرى، ثم تحدث عن المتطلبات الأخلاقية للأبحاث. تلا ذلك نقاش حول علاقة منهجية البحث بقدير حجم المخاطر التي من الممكن أن تقع على المشاركين خلال تطوعهم للمشاركة بالأبحاث، ومفهوم حصانة العينة عن طريق تقدير قدرة المشارك على فهم مشاركته بالبحث وحريته بالموافقة أو الرفض. ثم تحدث بالمحور الأخير عن الإجراءات التي تتبعها لجنة أخلاقيات البحث العلمي في جامعة الشارقة ومجالات البحث العلمي التي تحتاج إلى موافقة من اللجنة، وعرض المعايير التي يجب أن تتوفر في الدراسة للحصول على الموافقة. واختتمت الورشة بعرض النماذج المختلفة المستخدمة للحصول على الموافقات وكيفية تعبئتها.