خالد بن محمد بن زايد يشهد جانباً من منافسات الألعاب الرقمية الهجينة في «دورة ألعاب المستقبل 2025»
يلقي بظلاله على أوكرانيا
مـا هــو الســلاح النــووي التكتيكـي...؟
• منذ هيروشيما وناغازاكي، لم يلجأ أي جيش إلى إطلاق النيران النووية
• تقدر نشرة اتحاد العلماء الأمريكيين الرسمية أن لدى روسيا حوالي 1900 رأس نووي تكتيكي
• تصريحات بوتين تجعل إمكانية استخدام الأسلحة التكتيكية غير مستحيلة تمامًا
• قوة السلاح التكتيكي ليست بالضرورة أدنى من قوة السلاح النووي الاستراتيجي
يبدو وكأنه عنوان رواية: "تصعيد من اجل التهدئة". لكن، في الواقع، هذه هي الطريقة التي يصف بها الخبراء السيناريو الأكثر رعبا في أوكرانيا، والذي يأخذ على محمل الجد من قبل العسكريين الغربيين: استخدام السلاح النووي.
من أجل تركيع كييف، خاصة إذا رأت أن النصر يبتعد عنها، يمكن لروسيا أن تلجأ إليه. حينها سيتم كسر محرّم، لأنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وتفجيرات هيروشيما وناغازاكي (أكثر من 200 ألف قتيل إجمالاً)، لم تجرؤ أي قوة على إلقاء قنابل نووية على عدو.
ويشعر المتخصصون في هذا الأمر بالقلق بشكل خاص من أن موسكو ستلجأ إلى ما يسمى بالأسلحة النووية "التكتيكية" -وهو مصطلح مرتبط منذ فترة طويلة بفترة الحرب الباردة في القارة الأوروبية. "إنه يختلف عن السلاح النووي 'الاستراتيجي' من خلال مداه الأصغر، وبفكرة أنه يمكن استخدامه في مسرح العمليات"، يوضح بينوا بيلوبيداس، مؤسس برنامج دراسات المعرفة النووية (معهد العلوم السياسية بباريس، مركز البحوث الدولية) ومؤلف كتاب "إعادة التفكير في الخيارات النووية" (مطبوعات معهد العلوم السياسية بباريس).
نقطة مهمة: قوة السلاح "التكتيكي" ليست بالضرورة أدنى من قوة السلاح النووي الاستراتيجي، وأشهر ناقل له هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات.
يتم إطلاق السلاح النووي الاستراتيجي من صومعة أو غواصة للصواريخ الباليستية، ويذهب ببساطة إلى أبعد من السلاح التكتيكي، وتأثيراته مدمرة: رأس حربي فرنسي من طراز ام-51 يتوافق، على سبيل المثال، مع 100 ألف طن من مادة تي إن تي (100 كيلو طن). وعلى سبيل المقارنة، كانت قوة القنابل التي استخدمها الجيش الأمريكي في اليابان، في أغسطس 1945، حوالي 15 قيراطًا. وغالبًا ما يتم تقديم بي 61 كآخر سلاح نووي تكتيكي أمريكي، ويمكن أن تستوعب أحمال متغيرة الحجم، من 0.3 إلى أكثر من 100 كيلو طن. وتمتلك الولايات المتحدة حوالي 200 صاروخ من هذا النوع، منها مائة في القارة الأوروبية.
تقدر نشرة اتحاد العلماء الأمريكيين الرسمية، أن لدى روسيا حوالي 1900 رأس نووي "تكتيكي". وبعض هذه الشحنات يمكن تركيبها في الصواريخ التي تحملها شاحنات الإطلاق التابعة لمنظومة إسكندر، التي استخدمت منذ بداية الغزو الروسي لشن ضربات "تقليدية" على أهداف أوكرانية.
هل يجرؤ بوتين على استبدال الرؤوس الحربية التقليدية لهذه الصواريخ برؤوس نووية؟ الموقف العسكري الروسي -وهذه وثائق أكثر من كونها عقيدة حقيقية -تنص على أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية في حال "أن يؤدي العدوان بالأسلحة التقليدية إلى تعريض وجود الدولة ذاته للخطر". ومع ذلك، كما يشير بينوا بيلوبيداس، "تصريحات بوتين عند الدخول في الحرب تحافظ على إمكانية استخدام الأسلحة التكتيكية، لذلك يجب ألا نعتقد أن ذلك مستحيل تمامًا".
مثل هذا الاستخدام، من شأنه أن يغرق العالم في المجهول. و"من الحكمة التحدث عن الأسلحة غير الاستراتيجية بدلاً من الأسلحة التكتيكية، لأن أي سلاح نووي له آثار تتجاوز ساحة المعركة، ولهذا السبب، رفض وزير الدفاع السابق لدونالد ترامب، الجنرال جيمس ماتيس، رسم التمييز بين الأسلحة التكتيكية والاستراتيجية "، يحدد الباحث بنيامين هوتكوفيرتور، من مؤسسة البحوث الاستراتيجية.
سباق التسلح يشتعل من جديد
لكن سباق التسلح النووي "غير الاستراتيجي" استؤنف بين موسكو وواشنطن اللتين انسحبتا على التوالي، صيف 2019، من معاهدة القوات النووية الوسيطة بشأن الصواريخ الأرضية ذات المدى بين 500 و5500 كيلومتر.
لقد سمحت هذه المعاهدة الثنائية، التي وقعها زعيم الاتحاد السوفياتي ميخائيل جورباتشوف والرئيس الأمريكي رونالد ريغان عام 1987، بتفكيك جميع الأسلحة المتوسطة ومتوسطة المدى أرض-أرض (2692 رأسًا حربيًا). وبذلك تكون قد وضعت حداً لأزمة الصواريخ الأوروبية، وشكلت فصلاً حاسماً في عملية تخفيض الأسلحة النووية بين القوتين العظميين.
ويعتبر الأمريكيون أن الروس، بصاروخهم الجديد 9 ام 729 (رمز الناتو SSC-8)، قد انتهكوا معاهدة القوات النووية متوسطة المدى. و"قررت إدارة ترامب، ردًا على ما يُنظر إليه على أنه تهديد نووي روسي غير استراتيجي متزايد، الشروع في تطوير رأس حربي جديد منخفض الطاقة للصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من الغواصات وصاروخ كروز بحري جديد، يشير بنيامين هوتكوفيرتور، ومن المقرر أن يكشف جو بايدن عن الموقف النووي الأمريكي الجديد في الأسابيع المقبلة. وفي سياق الحرب في أوكرانيا، سنرى ما إذا كان سيحافظ على هذه البرامج الذي انتقده خلال حملته الانتخابية أم لا ".
من ناحية أخرى، يبدو من غير المحتمل أن نرى فرنسا تعود قريبًا إلى هذا النوع من التسلح. لقد أزال انهيار الاتحاد السوفياتي الخوف من الغزو السوفياتي وفكرة أن الأسلحة النووية التكتيكية فقط هي التي يمكن أن توقفه -دون اللجوء إلى الأسلحة الاستراتيجية. تم تركيب صواريخ بلوتون على الجرار والقاذفات، وتم سحبها عام 1993. ولقي خلفاؤها، الهايدز، بمدى أقصاه 480 كم، نفس المصير بعد أربع سنوات. مقاربة لم تتبنّاها روسيا قط.
------------
• تقدر نشرة اتحاد العلماء الأمريكيين الرسمية أن لدى روسيا حوالي 1900 رأس نووي تكتيكي
• تصريحات بوتين تجعل إمكانية استخدام الأسلحة التكتيكية غير مستحيلة تمامًا
• قوة السلاح التكتيكي ليست بالضرورة أدنى من قوة السلاح النووي الاستراتيجي
يبدو وكأنه عنوان رواية: "تصعيد من اجل التهدئة". لكن، في الواقع، هذه هي الطريقة التي يصف بها الخبراء السيناريو الأكثر رعبا في أوكرانيا، والذي يأخذ على محمل الجد من قبل العسكريين الغربيين: استخدام السلاح النووي.
من أجل تركيع كييف، خاصة إذا رأت أن النصر يبتعد عنها، يمكن لروسيا أن تلجأ إليه. حينها سيتم كسر محرّم، لأنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وتفجيرات هيروشيما وناغازاكي (أكثر من 200 ألف قتيل إجمالاً)، لم تجرؤ أي قوة على إلقاء قنابل نووية على عدو.
ويشعر المتخصصون في هذا الأمر بالقلق بشكل خاص من أن موسكو ستلجأ إلى ما يسمى بالأسلحة النووية "التكتيكية" -وهو مصطلح مرتبط منذ فترة طويلة بفترة الحرب الباردة في القارة الأوروبية. "إنه يختلف عن السلاح النووي 'الاستراتيجي' من خلال مداه الأصغر، وبفكرة أنه يمكن استخدامه في مسرح العمليات"، يوضح بينوا بيلوبيداس، مؤسس برنامج دراسات المعرفة النووية (معهد العلوم السياسية بباريس، مركز البحوث الدولية) ومؤلف كتاب "إعادة التفكير في الخيارات النووية" (مطبوعات معهد العلوم السياسية بباريس).
نقطة مهمة: قوة السلاح "التكتيكي" ليست بالضرورة أدنى من قوة السلاح النووي الاستراتيجي، وأشهر ناقل له هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات.
يتم إطلاق السلاح النووي الاستراتيجي من صومعة أو غواصة للصواريخ الباليستية، ويذهب ببساطة إلى أبعد من السلاح التكتيكي، وتأثيراته مدمرة: رأس حربي فرنسي من طراز ام-51 يتوافق، على سبيل المثال، مع 100 ألف طن من مادة تي إن تي (100 كيلو طن). وعلى سبيل المقارنة، كانت قوة القنابل التي استخدمها الجيش الأمريكي في اليابان، في أغسطس 1945، حوالي 15 قيراطًا. وغالبًا ما يتم تقديم بي 61 كآخر سلاح نووي تكتيكي أمريكي، ويمكن أن تستوعب أحمال متغيرة الحجم، من 0.3 إلى أكثر من 100 كيلو طن. وتمتلك الولايات المتحدة حوالي 200 صاروخ من هذا النوع، منها مائة في القارة الأوروبية.
تقدر نشرة اتحاد العلماء الأمريكيين الرسمية، أن لدى روسيا حوالي 1900 رأس نووي "تكتيكي". وبعض هذه الشحنات يمكن تركيبها في الصواريخ التي تحملها شاحنات الإطلاق التابعة لمنظومة إسكندر، التي استخدمت منذ بداية الغزو الروسي لشن ضربات "تقليدية" على أهداف أوكرانية.
هل يجرؤ بوتين على استبدال الرؤوس الحربية التقليدية لهذه الصواريخ برؤوس نووية؟ الموقف العسكري الروسي -وهذه وثائق أكثر من كونها عقيدة حقيقية -تنص على أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية في حال "أن يؤدي العدوان بالأسلحة التقليدية إلى تعريض وجود الدولة ذاته للخطر". ومع ذلك، كما يشير بينوا بيلوبيداس، "تصريحات بوتين عند الدخول في الحرب تحافظ على إمكانية استخدام الأسلحة التكتيكية، لذلك يجب ألا نعتقد أن ذلك مستحيل تمامًا".
مثل هذا الاستخدام، من شأنه أن يغرق العالم في المجهول. و"من الحكمة التحدث عن الأسلحة غير الاستراتيجية بدلاً من الأسلحة التكتيكية، لأن أي سلاح نووي له آثار تتجاوز ساحة المعركة، ولهذا السبب، رفض وزير الدفاع السابق لدونالد ترامب، الجنرال جيمس ماتيس، رسم التمييز بين الأسلحة التكتيكية والاستراتيجية "، يحدد الباحث بنيامين هوتكوفيرتور، من مؤسسة البحوث الاستراتيجية.
سباق التسلح يشتعل من جديد
لكن سباق التسلح النووي "غير الاستراتيجي" استؤنف بين موسكو وواشنطن اللتين انسحبتا على التوالي، صيف 2019، من معاهدة القوات النووية الوسيطة بشأن الصواريخ الأرضية ذات المدى بين 500 و5500 كيلومتر.
لقد سمحت هذه المعاهدة الثنائية، التي وقعها زعيم الاتحاد السوفياتي ميخائيل جورباتشوف والرئيس الأمريكي رونالد ريغان عام 1987، بتفكيك جميع الأسلحة المتوسطة ومتوسطة المدى أرض-أرض (2692 رأسًا حربيًا). وبذلك تكون قد وضعت حداً لأزمة الصواريخ الأوروبية، وشكلت فصلاً حاسماً في عملية تخفيض الأسلحة النووية بين القوتين العظميين.
ويعتبر الأمريكيون أن الروس، بصاروخهم الجديد 9 ام 729 (رمز الناتو SSC-8)، قد انتهكوا معاهدة القوات النووية متوسطة المدى. و"قررت إدارة ترامب، ردًا على ما يُنظر إليه على أنه تهديد نووي روسي غير استراتيجي متزايد، الشروع في تطوير رأس حربي جديد منخفض الطاقة للصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من الغواصات وصاروخ كروز بحري جديد، يشير بنيامين هوتكوفيرتور، ومن المقرر أن يكشف جو بايدن عن الموقف النووي الأمريكي الجديد في الأسابيع المقبلة. وفي سياق الحرب في أوكرانيا، سنرى ما إذا كان سيحافظ على هذه البرامج الذي انتقده خلال حملته الانتخابية أم لا ".
من ناحية أخرى، يبدو من غير المحتمل أن نرى فرنسا تعود قريبًا إلى هذا النوع من التسلح. لقد أزال انهيار الاتحاد السوفياتي الخوف من الغزو السوفياتي وفكرة أن الأسلحة النووية التكتيكية فقط هي التي يمكن أن توقفه -دون اللجوء إلى الأسلحة الاستراتيجية. تم تركيب صواريخ بلوتون على الجرار والقاذفات، وتم سحبها عام 1993. ولقي خلفاؤها، الهايدز، بمدى أقصاه 480 كم، نفس المصير بعد أربع سنوات. مقاربة لم تتبنّاها روسيا قط.
------------