لا يمكن أن أطرح أغنية إذا لم أقتنع بها تماماً
مـــاري سليمــــان: هدفي أقـــدم أعمـــالاً يخلـــدها التـــاريخ
ماري سليمان فنانة من جيل نجوم الصف الأول في لبنان ويضم رصيدها مجموعة كبيرة من الأغنيات الناجحة التي صنعت اسمها واستمراريتها.
سليمان، التي تحدّت وتصدّرت «تيك توك» بإحدى أعمالها التي طرحتْها قبل أعوام، تقول إنها ليست مع شعار «الجمهور عاوز كدة»، وتشير إلى أنها لا يمكن أن تؤدي أغنية إذا لم تقتنع بها لأن هدفها هو أعمال تعيش وتستمر ويخلّدها التاريخ.
• بعدما أعلنتِ عودتك إلى الساحة الفنية ما طبيعة الإنتاجات الجديدة والمخططات التي رسمتِها للمرحلة المقبلة؟
- حالياً أنا بصدد التحضير لمجموعة من الأعمال الجديدة وبعدها كل شيء يتوقف على توفيقي في هذه الأعمال. وأكثر ما يهمّني هو أن أضيف إلى الأعمال التي قدّمتُها سابقاً لأنني أرفض أن أكرر نفسي.
• ومن هم الملحّنون الذين ستتعاملين معهم؟
- توجد مجموعة أسماء ولم يتم الاتفاق مع اسم معيّن يمكن أن أذكره.
• وهل سوف يكون جديدك باللهجة اللبنانية؟
- اللهجة ليست مهمة بالنسبة إليّ، لأنني أثبتّ نفسي كفنانة لبنانية وغنيتُ باللهجة اللبنانية،
كما تعاونتُ مع أهمّ الملحنين اللبنانيين وبينهم فيلمون وهبي وملحم بركات وعازار حبيب وزكي ناصيف وغيرهم،
أي أنني لست بحاجة إلى طرح أغنية باللهجة اللبنانية تُعَرِّف عني، ولا يوجد أي مانع من أن تكون الأغنية الجديدة باللهجة المصرية شرط أن تكون جميلة وجيدة وأن تصل إلى الناس.
• من منطلق أن الانفتاح على الجمهور العربي يصب في مصلحة الفنان؟
- طبعاً، وهذه السياسة ليست جديدة، بل أعتمدها منذ بداياتي الفنية لأنني غنيت باللهجات المصرية والخليجية واللبنانية، كما غنيتُ الفولكلور. وصوتي قادر على أداء كل اللهجات والألوان الغنائية بسهولة، بشهادة الراحل ملحم بركات الذي كان ينصحني بعدم حصر نفسي في لون غنائي واحد وبتقديم كل اللهجات.
• كيف تفسرين هيمنة نفس نجوم الصف الأول على الساحة الفنية في العالم العربي منذ أكثر من نحو أربعة عقود وحتى اليوم؟
- ببساطة، لأنه لم تَبرز على الساحة أصوات جديدة، وربما نحن في أزمة ولكن لا نعرفها. لم تَظهر في الأعوام الماضية أصوات قديرة بحجم الفن العربي الذي نريده وننتظره.
• تقصدين من حيث المستوى؟
- وأيضاً بسبب عدم وجود أصوات قادرة على تقديم أغنياتٍ تعيش وتستمرّ كتلك التي قدّمها نجوم جيلنا الفني، بدليل أن أرشيفهم من الأغنيات التي قدّموها في التسعينات ما زال السبب في وجودهم واستمرارهم حتى اليوم.
• وأنت تنتمين إلى الجيل نفسه؟
- طبعاً، ونحن نَعتمد على أرشيفنا لأننا نجيد اختيار الأغنيات التي تعيش، والفنان يجب ألا يمرّ مرور الكرام.
• وفي رأيك لماذا غالبية نجوم الصف الأول لا يُوفقون اليوم بأغنيات تعيش وتستمر؟
- لا أعرف، وهذا السؤال يجب أن يُوجَّه إليهم لأنّ هم مَن لديهم الجواب على هذه المسألة. وبالنسبة إليّ شخصياً، لا يمكن أن أطرح أغنية إذا لم أقتنع بها تماماً ولمجرّد أن أطرح أغنية جديدة.
• ولكن هم يقولون إنهم يبحثون عن التجديد من أجل مواكبة العصر والتوجه بأعمالهم الجديدة إلى الجيل الجديد؟
- فليفعلوا ذلك إذا كان هذا الأمر مُناسِباً لهم، ولكن كل فنان لديه أسلوب خاص وهدف في الحياة وفي الفن. وأنا هدفي يختلف عن أهدافهم وهو أن أقدم أعمالاً يخلدها التاريخ وأن أتعامل مع كبار الملحنين والمؤلفين وأن يبقى اسمي من خلال أعمالي، والأهمّ أن أحافظ على مستوى الأغنية العربية وليس اللبنانية فقط.
• وهذا يعني أنك متمسكة بالقناعات نفسها التي دخلتِ على أساسها المجال الغنائي؟
- طبعاً، وأنا مصرّة على التمسك بها ولا يمكن أن أتنازل عن هذه القناعات على الإطلاق.
• وبأي أغنية ستتوجهين إلى الجيل الجديد؟
- ألم يحب الجيل الجديد أغنياتنا! أنا تصدّرت «الترند» على «تيك توك».
• وبأي أغنية تصدّرتِ «الترند»؟
- بأغنية أصدرتُها عام 2006 وهي اليوم «ترند» على «تيك توك».
أنا أحرص على تقديم أعمال لكل الأجيال تجعلهم يفكرون برقيّ في اختيارهم، وأعتقد أن هذا الأمر يجعلني أصل إلى أهدافي.
• أي أنك ضد مقولة «الجمهور عاوز كده»؟
- طبعاً. بإمكان الجيل الشاب من الفنانين أن يقدّموا أغنيات يتوجهون من خلالها إلى الجيل الجديد، ولكن هذا ليس أسلوبي.
• هل نفهم أنك لست راضية عن غالبية ما يُقدم حالياً؟
- بل لستُ راضية عن بعض ما يُقدم.
• ومن هم الفنانون الذين تَعتبرين أنهم يشبهونك في أفكارك وتوجهك الفني؟
- كل فنان لديه هدف وطني، لأن الفن والثقافة والحضارة هي خلاصة وطن لديه كرامة وهوية، وكلنا نعمل من أجل أوطاننا.
وأي فنان يتبني هذه الأهداف يعمل بنفس طريقتي وتوجهي الفني.
• تعاونتِ مع أهمّ الملحّنين فهل يوجد اليوم على الساحة ملحّنون بنفس مستواهم؟
- طبعاً. يوجد مروان خوري ويحيى الحسن وغيرهم الكثير، وما على الفنان سوى الاختيار، ولا أعرف إذا كان الاختيار هو الشيء الأصعب بالنسبة إليه.
• وهل تعاني الأغنية العربية أزمة كلمة أم أزمة لحن فقط؟
- بل هناك أزمة في كليهما، لأن اللحن ليس أقلّ أهمية من الكلمة والعكس صحيح أيضاً.
كما أن التوزيع مهمّ، وكذلك طريقة طرح الأغنية، هذا فضلاً عن أداء الفنان الذي يجب أن يكون مناسباً للأغنية.
• وما آخر أغنياتك؟
- «صرت أحلى» التي تُعرف أيضاً باسم «مش بس حبيتك»، وهي من ألحان الراحل فيلمون وهبي وكلمات الراحل جورج جرداق.
• ما رأيك بموضة تجديد الأغنيات؟
- لا أحب التطرق إلى هذا الموضوع وأظن أن الصحافة لديها موقف سلبي منه وتعرف ماهيته وخلفياته. كل الصحافيين عبّروا عن رأيهم في موضوع تجديد الأغنيات،
وهم صوت الفنان ولسانه.
• لكن من يجددون الأغنيات يدّعون أنهم يريدون إيصال أعمال كبار الفنانين إلى الجيل الجديد؟
- بالنسبة إليّ الموضوع أعمق بكثير. كل فنان يجب أن يكون لديه هدف وطني،
لأن الفن والحضارة والثقافة تشكل هوية الإنسان وهوية بلده،
ومَن يريد المحافظة عليها يجدر به أن يعرف الطريق التي يَسلكها،
وإذا لم يعرف فهو يساهم في تحطيم حضارته وثقافته وهويته.