رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان في العين عددا من الموضوعات التي تهم شؤون الوطن والمواطن
مكاشفات واعترافات.. ما أبرز «أخطاء» بايدن في الفصل الأخير من رئاسته؟
قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن الرئيس الأمريكي جو بايدن فكر متأخرًا، في الفصل الأخير من رئاسته، فيما إذا كان ينبغي له التعامل مع بعض القرارات بشكل مختلف.
وعلى حين بذل كل جهوده في معركته الوحيدة للترويج لرؤيته للديمقراطية الأمريكية، لكنه فشل في مهمة جعل رئاسة ترامب تبدو وكأنها «انحراف» عن الديمقراطية الأمريكية.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإنه بعد صعود دونالد ترامب، اعتقد بايدن أنه يحتاج فقط إلى أن يُظهر للأمريكيين أن الديمقراطية التقليدية لا تزال فاعلة، من خلال الاستماع إلى الخبراء، والعمل مع الجمهوريين، وتمرير السياسات الشعبية، وأن الناخبين سوف يلتفون حوله.
وأضافت أنه «على حين نجح في المرحلة الأولى من خطته، حيث سن تشريعات، معظمها من الحزبين، لإعادة تشكيل البنية التحتية للبلاد، وإحياء صناعة أشباه الموصلات ومكافحة تغير المناخ، لكن المرحلة الثانية لم تحدث قطُّ، حيث فشل في مهمة جعل رئاسة ترامب تبدو وكأنها انحراف».
ونقلت الصحيفة عن جوليان زيليزر، المؤرخ الرئاسي في جامعة برينستون: «لقد حكم بايدن من خلال العمليات والمؤسسات التقليدية».
وأضاف زيليزر: «لكن هذا لم يغير الصورة، حيث بدأ الغضب بين الناخبين تجاه المؤسسات، وهذا الدعم لرؤية محافظة جذرية للغاية يجسدها ترامب».
وأردف: «كما لم يفعل أي شيء لإنهاء الاستقطاب الشديد الموجود في أمريكا».
ووفق الصحيفة فإنه مع انتهاء رئاسته، ومسيرته السياسية التي استمرت 50 عامًا، بشكل أسرع بكثير مما أراد، بدأ بايدن بالاعتراف ببعض الأخطاء الإستراتيجية، الكبيرة والصغيرة على حد سواء.
وكانت العديد من هذه الأخطاء ناجمة عن تصميمه على استعادة القواعد القديمة للرئاسة الأمريكية بعد ولاية ترامب، وهو التصميم الذي يعدُّه العديد من أنصاره خطأً فادحًا سياسيًّا.
واعترف بايدن بأنه كان «غبيًّا»؛ لأنه لم يضع اسمه على شيكات الإغاثة من الوباء التي أرسلتها إدارته في عام 2021.
كما اعترف بأنه «أخطأ» في مناظرته ضد ترامب في 27 يونيو/ حزيران الماضي، حيث كان يكافح من أجل صياغة الأحكام والدفاع عن سياساته، بينما أطلق منافسه سلسلة من الأكاذيب، ووصفه بالمجرم.
وفي السر، قال بايدن أيضًا إنه كان يجب أن يختار شخصًا آخر غير ميريك جارلاند لمنصب المدعي العام، واشتكى من بطء وزارة العدل في عهد جارلاند في محاكمة ترامب، وعدوانيتها في محاكمة هنتر نجل بايدن، وفقًا لأشخاص مطلعين على تعليقاته.
وعلى الرغم من أن مساعدي بايدن يزعمون، في إشادتهم بفترة ولايته، أن التاريخ سيتذكره بلطف، وهو التأكيد الذي لا يوفر سوى القليل من الراحة للديمقراطيين الذين يحدقون الآن في أربع سنوات إضافية من حكم ترامب.
ويُشير بعض حلفاء بايدن إلى استطلاع حديث للمؤرخين صنف بايدن في المركز الرابع عشر كأفضل رئيس في التاريخ الأمريكي.
ولا يزال بايدن وبعض مساعديه يعتقدون أنه كان ينبغي عليه البقاء في السباق الرئاسي، على الرغم من الأداء المتعثر في المناظرة، وانخفاض أرقام استطلاعات الرأي التي دفعت الديمقراطيين إلى الضغط عليه للانسحاب.
لكن العديد من الديمقراطيين يلومون خسارة هاريس على إصرار بايدن على البقاء في السباق لفترة طويلة، لدرجة أنه بحلول الوقت الذي انسحب فيه، لم يكن لدى هاريس أكثر من ثلاثة أشهر بقليل للقيام بحملتها.
ويرى آخرون أن بايدن قوض رسالته الخاصة من خلال محاولته التمسك بالرئاسة بدلًا من تمهيد الطريق لمجموعة أصغر سنًّا من الديمقراطيين المناهضين لترامب الذين يمكنهم نقل البلاد إلى المستقبل.
وذكرت الصحيفة أنه من الناحية الجوهرية، قليل من المحللين ينكرون إنجازات بايدن.
وأضافت أن بايدن «قام بتعبئة الحكومة لتطعيم الأمريكيين ضد كوفيد-19، لإخراج البلاد من جائحة مدمرة، وتجنب الركود الذي عدَّه العديد من الاقتصاديين أمرًا لا مفر منه، وأعاد بناء التحالف عبر الأطلسي، وحشد العالم لمساعدة أوكرانيا في محاربة الغزو الروسي».
لكن منتقدي بايدن بحسب «واشنطن بوست»، يلومونه لأنه فشل في إدراك أن سجله في حد ذاته لم يكن كافيًا، وأنه كان بحاجة إلى سرد قصة من شأنها أن يتردد صداها في أمريكا.
وربما يمثل الفصل الأخير من رئاسة بايدن التحدي الأكبر لاحتضانه للتقاليد الأمريكية، حيث يتصارع مع انتصار منافس يستمتع بانتهاكه.
.