رئيس الدولة يبحث مع الرئيس الفرنسي مسار العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين
ملفات مفخخة تخيم على العلاقات بين روسيا وإسرائيل
رأت صحيفة “جيروزليم بوست” الإسرائيلية، أن السفير الروسي في إسرائيل أناتولي فيكتوروف، يسير على حبل دبلوماسي مشدود وسط الحرب الأوكرانية.
وذكرت “جيروزاليم بوست” أن فيكتوروف يعمل على تعزيز التعاون الإسرائيلي- الروسي، ويؤكد على دعم بلاده لإسرائيل، بينما يراقب الروابط المتنامية بين كييف وتل أبيب،.
وخلال حواره مع الصحيفة، حاول السفير بذل قصارى جهده لترك “طابع إيجابي” لكل قضية تطرقت إليها المحادثة، وأصر على وصف ما يعتبره المجتمع الدولي غزواً لأوكرانيا بأنه “عملية عسكرية خاصة».
مساعدات إسرائيلية لأوكرانيا
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل عرضت حتى الآن على أوكرانيا مساعدات إنسانية واقتصادية، لكنها لم توافق على تقديم المساعدة العسكرية، كما فعلت العديد من الدول الغربية، مشيرة إلى رفض طلبات أوكرانيا لتزويدها بنظام منخفض التكنولوجيا لحماية سكانها من الطائرات بدون طيار والصواريخ.
وفي هذا الشأن، نوه فيكتوروف، إلى أن روسيا لاحظت بجدية الموقف الدبلوماسي والمتوازن لإسرائيل بشأن مسألة إمدادات الأسلحة لأوكرانيا”، مضيفاً: “نأمل أن يظل هذا الموقف المعارض لتوفير مثل هذه الأنظمة الدفاعية دون تغيير، ولن تكون هناك مكونات أسلحة مقدمة من السلطات الإسرائيلية إلى أوكرانيا».
وقال إن روسيا لا تميز بين المعدات العسكرية الهجومية والدفاعية، عندما يتعلق الأمر بالدول التي تؤثر في نزاعها مع أوكرانيا، وتابع: “نوضح لجميع الدول، بما في ذلك إسرائيل، أن أي توريد للأسلحة سيعتبر خطوة غير ودية تجاه روسيا».
وأضاف أن “هناك بعض المؤشرات على أن إسرائيل ستتمسك بهذا الموقف، بعدم تقديم أسلحة دفاعية، ومثل هذا المواقف سيكون مفيداً للحفاظ على المستوى الحالي لعلاقاتنا الثنائية”. وعلى حد قوله، عملت إسرائيل وروسيا لعقود على تحقيق علاقة مثمرة، وسيكون من غير المجدي إلحاق الضرر أو تدمير كل ما تم تحقيقه، مشيراً إلى أن روسيا حساسة تجاه احتياجات إسرائيل الأمنية، وتود أن ترى المشاعر متبادلة.
وأضاف: “لقد أشرنا علناً وعبر القنوات الدبلوماسية للسلطات الإسرائيلية إلى أننا نتعامل بجدية مع المخاوف الأمنية المشروعة لإسرائيل”، مؤكداً أن هذه ليست مجرد كلمات، ولكن كل شيء أثبتته روسيا من خلال أفعالها، مستطرداً: “نحن مهتمون جدا بكل الطلبات الواردة من الجانب الإسرائيلي، ومستعدون لمواصلة هذه المناقشات من أجل تلبية تلك المصالح الأمنية”، دون الخوض في تفاصيل محددة.
غارات إسرائيل في سوريا
وتناول الدبلوماسي الروسي موقف بلاده من النشاط الإسرائيلي في سوريا، وقال إن بلاده تعارض الضربات الجوية الإسرائيلية هناك، وأن هذا ليس سراً ويتم إدانتها علناً، لافتاً إلى التواصل بين الجيش الإسرائيلي والروسي للتنسيق لمنع التصادم.
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل بدورها قلقة من الأسلحة الدفاعية التي تمنحها موسكو لإيران، وأكد فيكتوروف أن التعاون بين موسكو وطهران لا يستهدف أي دولة ثالثة. وقال: “لن يتم نقل تكنولوجيا لشركائنا يمكن استخدامها ضد إسرائيل».
الاتفاق النووي الإيراني
كما تحدث عن دعمه للاتفاق النووي الإيراني، من منطلق أن روسيا هي إحدى الدول الموقعة عليه عام 2015. وقال: “نحن ندعو بقوة إلى إعادة نفعيل خطة العمل الشاملة المشتركة”، مشيراً إلى أن الاتفاق هو الأداة الوحيدة التي يمكن أن تبقي البرنامج النووي الإيراني تحت السيطرة الدولية، مما يسمح لإيران في نفس الوقت بتطوير برامجها للطاقة الذرية السلمية.
الطائرات المسيرة
ونفى السفير التقارير التي أكدت استخدام روسيا للطائرات الإيرانية بدون طيار في الحرب الأوكرانية، قائلاً إن الغرب يستخدم هذا الادعاء لحشد الدعم لإرسال أسلحة إضافية إلى أوكرانيا و”دق إسفين بين روسيا وإسرائيل».
وأضاف أن روسيا تعتبر إسرائيل “شريكاً مهماً للغاية” على الصعيدين الإقليمي والعالمي، مضيفًا أن العلاقات الثنائية سمحت بتعاون اقتصادي قوي، لاسيما في مجالات التعليم والثقافة والتكنولوجيا الفائقة والصحة، مشيراً إلى أن العلاقات مبنية أيضاً على العلاقة بين المواطنين حيث هناك مليونا مواطن إسرائيلي يتحدثون الروسية.