صحف عربية: التدخل في ليبيا سمح للقاهرة برفع سقف شروطها
من سيناء إلى ليبيا... مصر في مواجهة الإرهاب وسلطانه
رفعت مصر تحدي مواجهة الإرهاب على أكثر من جبهة وفي أكثر من موقع، من سيناء إلى ليبيا، رغم محاولات الجماعات الإرهابية استغلال انشغال القاهرة بالملف الليبي لإرباكها داخلياً.
وحسب صحف عربية صادرة، أمس الخميس، أفشل الجيش المصري واحدة من العمليات الإرهابية الكبيرة في بئر العبد بسيناء كانت تهدف إحراجه، في الوقت الذي شهدت فيه الساحة الليبية تصعيداً جديداً، ما يُوحي بتنسيق غير معلن بين الإرهاب في سيناء، وفي ليبيا.
محاربة الإرهاب
أشارت صحيفة “العرب” اللندنية إلى أن إحباط العملية الإرهابية جاء بعد يوم واحد من تفويض البرلمان المصري للجيش بالتدخل في ليبيا، وإرسال عناصر منه لمطاردة المرتزقة والإرهابيين المنضمين للقتال مع ميليشيات حكومة الوفاق في طرابلس ووضــــــع حد للتدخل التركي الذي يمثـــــــل تهديداً قويــــــــاً للأمــــن القومي المصري.
ولفتت الصحيفة إلى أن منطق “التسخين والتبريد” الذي يتبعه الإرهاب يتجاهل بغباء أن الجيش المصري وضع خططاً للحرب على أكثر من الجبهة، فلم تحل العمليات الإرهابية المتتالية في سيناء دون مطاردة التكفيريين في درنة، وضرب معاقل رئيسية لهم في عمق الأراضي الليبية.
وحسب الصحيفة، يُثبت فشل عملية بئر العبد، أكد أن ما يدور في الشرق على علاقة وثيقة بما يجري في الغرب، وأسهم في دعم التصورات المصرية التي تشدد على خطورة تداعيات تمركز المرتزقة والإرهابيين في ليبيا على الأمن الإقليمي، وكشف أيضاً أن الذين يتحكمون في “ترمومتر” الإرهاب في سيناء وليبيا من محور واحد، يرعى المتطرفين ويقدم لهم دعماً سخياً، ويسعى بكل الطرق لمنع الجيش المصري من التدخل في ليبيا، ويضع المطبات في طريقه.
6 حروب
من جانبه أشار الكاتب سيد علي في “بوابة الأهرام” إلى أن مصر أول دولة في العالم تخوض 6 حروب في وقت واحد، حرب فى سيناء، وحـرب فى ليبيــــــا، وحرب فى أثيوبيا، وحرب فى المتوسط، وحرب ضــــد كورونـــــــا، وحرب ضد خونــــــة الإخوان والإرهابيين.
وتابع، “تعيش الأمة المصرية حياة عادية وكأننا لا نعترف بتلك الحروب، لأن هناك مقاتلين يخوضون كل هذه الحروب بالنيابـــة عن الأمة، وتلك إشــــــــارة خطر، لأن الخطوط الخلفية المساندة لا تقل أهمية عن الخطوط الأولى المقاتلة».
وطالب الكاتب بإحياء دورات الدفاع المدني والخدمة العامة التي كان الشباب ملزمين بتأديتها بعد التخرج، مضيفاً “أننا مأمورون بالاستعداد الدائم كجنـود احتياطيين كل في موقعـــــه، بحيث تكــــون خريطة وأجندة الوطــــــن واضحــــــة لدرجة العقيدة عند الأمة، والأمر الآخــــــر أن تجريب المجرب استهلاك للوقت، ومنح الطرف الآخر مأمنا من رد فعلنا، إذا كانت أداة المفاوضات قد فشلت فشلاً مدوّياً، فليس من الحكمة إعادة استخدام الأداة نفسها، بينما القضية الوطنية تتآكل باستمرار، والخوف أن يظن الطرف الآخر انعدام البدائل لدى مصر أو أن المفاوضات أصبحت حالة إدمان” يصعب علاجه وشفاؤه».
شرعية التدخل
من جهتها قالت صحيفة “عكاظ” إن تفويض البرلمان المصري للجيش بالتدخل في ليبيا، سمح للقاهرة برفع سقف شروطها و لاءاتها، لتشمل انسحاب القوات التركية، وإزالة قواعدها العسكرية، بالإضافة إلى المطالب السابقة المتمثلة في رفض تقسيم ليبيا، ومنع تجاوز الخط الأحمر، وإخراج الميليشيات التي جلبتها تركيا ودعم الجيش الليبي ليكون القوة العسكرية الوطنية الشرعية.
وترى الصحيفة أن رفض مصر للحضور التركي في جوارها، لا يقتصر على رفضها للطمع التركي في ثروة ليبيا النفطية فقط، ولكنه رفض للهدف الإستراتيجي منه والمتمثل في خلق ساحة مضطربة في الجوار المصري لتصدير الفوضى والإرهاب إلى مصر لاستنزافها، استكمالاً لمشروع “الفوضى الخلاقة” في العالم العربي، الذي يبدو أن الرهان عليه لا يزال قائماً لدى بعض الأطراف.
أردوغان وسليم
الأول ومصر
وفي صحيفة “الاتحاد” الإماراتية تساءل رشيد الخيون “بأي تاريخ يُفاخرنا أردوغان، ويجعل عثمانيته أشرف الإمبراطوريات!؟ أيفاخر بأهرامات الجماجم، بعد غزو البصرة، ومنها هرم عظيم شُيد بألف جمجمة إنسان، ومع ذلك يذهب سفير أردوغان إلى الأهوار ليقنع أهلها أن سدود بلاده العملاقة ليست سبباً في عطشها!».
وأضاف الكاتب “لم يكتف أردوغان بالتسعين عاماً، مِن تاريخ بلاده، إنما يريد تاريخاً بعمق أول غزوة قام بها آل عثمان، قبل كذبة تسليم الخلافة لسليم الأول مِن العباسيين عند احتلال مصر وما قصف سنجار إلا ترجمة لقوله: يجب أن تتخذ كلّ التدابير لنجمع أمتنا مع ثقافتها وحاضرتها وتاريخها، هذه هي مقامة أردوغان السّنجارية الجديدة، مفاخر ومقاتل، والإخوان يرفعون له شارة النصر! يجتمعون تحت جناحه، بما ارتكبوه مِن جنايات عنف ببلدانهم.