اختتمت في الشارقة دروس المجلس العلمي في قراءة كتاب " نظم قطف الثمر في موافقات عمر " – للإمام جلال الدين السيوطي ت : 911 هـ، ، والذي نظمه المنتدى الإسلامي ضمن سلسلة برامج الثقافة الإسلامية، وعقد افتراضياً على مدار أسبوعين، على يد أ.د. أحمد سعد الخطيب رئيس قسم التفسير وعلومه – بكلية القرآن الكريم الجامعة القاسمية بالشارقة-، وبمشاركة لفيف من المهتمين بسير الصحابة رضي الله عنهم، وعدد من طلبة الدراسات الإسلامية من داخل الدولة وخارجها.

وقال أ.د الخطيب إن الإمام السيوطي في شتى العلوم، فلم يكن متخصصاً في علم واحد، إنما كان موسوعة عصره، ونادرة زمانه، فقد برع في شتى العلوم وألف فيها، برع في التفسير وألف فيه، وبرع في الحديث وألف فيه، وبرع في مصطلح الحديث وألف فيه، وبرع في علوم القرآن وألف فيها، وبرع في علوم العربية من نحوها وصرفها وفقهها ولهجاتها وألف فيها، وكان أعلم أهل زمانه بعلم الحديث وفنونه رجالاً وغريباً ومتناً وسنداً واستنباطاً للأحكام منه، وأخبر عن نفسه أنه يحفظ مائتي ألف حديث، وقد أثرى المكتبات الإسلامية والعربية بمؤلفات عديدة في شتى العلوم والاختصاصات، فلا تجد علماً إلا وقد ألف فيه، ولا يخفى هذا على أي طالب علم في أي اختصاص اختاره؛ لأنه سيجد أن السيوطي حاضر في اختصاصه بكتبه التي ألفها، ولا عجب في ذلك إذا عرف عنه أنه تفرغ للعلم والتأليف وهو غلام يافع.

وأستعرض الخطيب في دروس المجلس ونظم وشرح الأبيات الموافقة لاستنباطات أمير المؤمنين عمر الأحكام الفقهية، وقدم شرحاً للأبيات وتفسيراً للآيات، وقد نزل القرآن الكريم في مواقف عدت موافقات لاجتهاد عمر الفطنة، التي وافقت في العديد من المرات الوحي القرآني، الذي نزل مؤيداً لها، وتطرق النظم إلى فقه عمر  في الحوادث التي تنزل بالناس وليس فيها وحي قراني قد نزل ولا للنبي عليه السلام حكم، وإلى الحوادث التي يتجلى فيها فقه عمر في رعاية ما يستجد على مصالح العامة، وتسييرها ورعياتها على نحو يكفل الخلافة العادلة ويحفظ الحقوق ويكفلها.

ودعا المنتدى في ختام المجلس إلى الأخذ بسيرة الخليفة عمر في الورع والتُّقى، والعمل بالعدل والسِّعيُ لأخذ الفقه والاجتهاد، من سيرة عمر ، و فقه عمر زاخر بالطرائق الحكيمة في أستنباط الحق، ولم يتأثر بعصبية، بل نابع من فراسة وموهبة ونبوغ وفطنة ربانية خاصة بالفاروق.
هذا ويذكر أن المنتدى الإسلامي يولي أهمية لرعاية شؤون الثقافة الإسلامية بالامارة، ويعمل إلى  تأصيل ثقافة الاستباط من سير الصحابة رضي الله عنهم، سواء في تأدية العبادات و الطاعات الجليلة، وفي المعاملات المختلفة .