اختتم في الشارقة سلسلة الملتقى الرمضاني تحت عنوان "جوامع الدعاء"، والتي نظمها افتراضياً المنتدى الإسلامي ضمن سلسلة برامج الثقافة الإسلامية للشهر الفضيل، وعقدت بمشاركة لفيف من المهتمين بتنظيم الأوقات للعبادات، واستضاف لها المنتدى ثلة من العلماء والمشايخ الأفاضل على مدار ثلاثة أيام؛ بهدف حث المجتمع لاغتنام فضائل الدعاء، والأخذ بعظيم ثواب الصيام بالشهل الفضيل، وتوضيحاً لشروط الدعاء وآداب الاستجابة مصدقاً لقوله عز وجل " ادعوني أستجيب لكم ".

استهلت السلسلة بالجلسة الأولى بعنوان : رمضان شهر الدعاء مع د.مهدي قيس الجناحي أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الشريعة – جامعة الشارقة -، وبين ماهية الدعاء وفضله، وأحب ساعات الاستجابة في الشهر المبارك، وأهميته في حياة الفرد المسلم، مستعرضاً عدداً من آيات الذكر العطرة في فضل الدعاء، وأكد على أن الدعاء هو العبادة، وله عظيم الأثر في صلاح أحوال المسلم، بالالتجاء إلى المولى عز وجل، وللإجابة جوانب متعددة منها آداب الدعاء بالثناء على المولى، وتهيئة النفس للإقبال بخشوع، وترتيب الدعاء، وتخير المباح الطيب منه، مع التضرع والإلحاح فيه، وضرورة اليقين بالإجابة، ويستحب تعميم الدعاء، وتحين الأماكن والأوقات والأحوال الأفضل لهذه العبادة الجليلة، مثل الدعاء للصائم والمسافر، والمريض والمتصدق، وفي المساجد، ودور العبادة.

وعقدت الجلسة الثانية تحت عنوان " يوم مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعائه "، على يد أ.د عبدالسميع الأنيس أستاذ الحديث النبوي وعلومه بكلية الشريعة – جامعة الشارقة -، وأوضح بأن الألتزام والموظبة على أذكار الصباح والمساء وقبل النوم وبعده، واجبة وأنه ينبغي على المسلم التعرف على الأدعية النبوية وأذكاره الصحيحة، وأن يحرص للتعرض للنفحات الربانية، والدعاء هو الحصن الحصين للمسلم بكل حين، وهو من المسائل العظيمة التي لا ينبغي للمسلم التفريط بها في أمور الدنيا والآخرة، وأنه سبب يجري مع أقدار الله عز وجل،ويجب تخير الأهم والأعم من الأدعية النبوية ، والتي بها يدرك بها المسلم الخير الكثير، ووقف أ.د الأنيس على نماذج من الأذكار واردة في السنة النبوية الشريفة، ذكر صيغ مأثور الدعاء والذكر النبوي الشريف، وهي عديدة الصيغ، بعضها ورد بالنص في القرآن الكريم، وبعضها صح من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أفضل الأدعية المأثورة والواردة.

بينما اختتم السلسلة بجلسة بعنوان " أدعوني أستجب لكم "، ونفذها د.محمود بطل أستاذ كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة الشارقة -، وبين فيها حوافز الدعاء والارتباط بالرب في الأيام المعدودات، وأنه وسيلة ارتباط العبد بالرب، مع ضرورة تحري ليلة القدر، والأخذ بمنهج حسن الظن، بأن الدعاء مفتاح لأبواب الرحمة،وباب لرفع البلاء، ومن أعظم من أبواب الرحمة.

وفي ختام السلسلة أكد سعادة د.ماجد بوشليبي أمين عام المنتدى الإسلامي على أن السلسلة تمثل دعوة صادقة للالتجاء إلى الله عز وجل، وضرورة الأخذ بفضائل الدعاء في الشهر الفضيل وبركة الصيام، وأثنى على إمارة الشارقة الجهود التي تبذلها في إرساء الثقافة الإسلامية، والجهود المباركة تكرسها، لإحياء الشعائر الربانية الفضيلة وتعزيز المبادئ السمحة للشريعة الغراء، حيث قدم المنتدى الإسلامي هذه السلسة أهمية لمواسم النفحات الربانية، ونزولاً عن التكليف الرباني قوله عز وجل " وذكر " فإن المنتدى يتولى مسؤولية الثقافة الإسلامية بالمجتمع، ويعنى بتأصيل ثقافة التخطيط الإيماني وتعزيز الهوية الثقافية الأصيلة في حسن توظيف الأوقاف في تأدية جليل العبادات وعظيم الطاعات.