بوسائل بسيطة ومتاحة للجميع

منصات التواصل الاجتماعي و مخاطرها على المجتمع

منصات التواصل الاجتماعي و مخاطرها على المجتمع

• حفيظ القاضي: من الضروري للشباب أن يتعاملوا مع وسائل التواصل الاجتماعي بشيء من التنظيم والعقلانية
• سامح الحكيم: اختراق صفحات الآخرين للاطلاع على خصوصياتهم وأسرارهم ونشرها أمر مخالف للقانون والأخلاق
• عبدالله الحاج: الأطفال عرضة للتهديد والابتزاز، ومعرضون للتورط  في ممارسات غير قانونية عن جهل منهم
• سامر علي: أهمية التحري عن صحة أي معلومة قبل إعادة نشرها، حتى لا يقع الفاعل تحت طائلة القانون
• نيفين فؤاد: وضع المبرمجون وسائل جذب للشباب و التنافس على جذب أكبر متابعين للصفحات
• سالم عبدالله: يبعد الشباب عن دورهم الأساسي في عملية التحول الحضاري والإنساني
• فهد خالد: أثرت على نمط التفكير وأساليب الحياة وبدلت كثيراً من المفاهيم
• عبد الرحمن محمود: التشريعات القانونية تصدت لانتهاك خصوصية الآخرين


تعيش المجتمعات العربية تحولات اجتماعية وثقافية في عصر تدفقت فيه منتجات تكنولوجية اتصالية حديثة قلبت المشهد الاجتماعي انقلابا كبيرا وأدت إلى ظواهر لم تكن تعرفها مجتمعاتنا العربية من قبل ،وتداعيات هذه الظاهرة هو سوء استخدام هذه الوسائل في مواضيع أضرت بالبنية الثقافية للشخصية العربية وأصبحت خطراً على فئة الشباب الذي يعتمد عليه أي مجتمع والاستغلال الخاطئ لهذه المواقع نذير خطر يدق على كل بيت عربي وفي هذا التحقيق نحاول كشف هذه الأخطار والنتائج المترتبة عليها)

وعن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع قال حفيظ القاضي:
 من الضروري للشباب أن يتعاملوا مع وسائل التواصل الاجتماعي بشيء من التنظيم والعقلانية، فيمكن الاستفادة من هذه الوسائل في أوقات الفراغ، أو تحديد أوقات معينة للاستفادة منها، كما يمكن تعزيز التواصل مع الآخرين، واكتساب الأصدقاء من خلالها.
وثمة أمر في غاية الأهمية ومثمر جدا ، وهو تحويل هذه الوسائل الحديثة إلى وسائل لنشر إنجازات الإمارات والترويج للسياحة فيها بما تحتويه من أماكن للترفيه والسياحة العلاجية واستغلال المناخ الجذاب في فصل الشتاء  ، وأيضا نشر  قيم الإسلام وأخلاقه إلى شعوب العالم، وتعريف الأمم الأخرى بالإسلام وحضارته وقيمه وآدابه، فالشباب بما يملكون من طاقات ومواهب بإمكانهم فعل الكثير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يمكن تطويعها في خدمة الدولة والمجتمع، ونشر القيم والفضيلة والعلم والأخلاق.


وعن ايجابيات مواقع التواصل الاجتماعي تحدث سامح
الحكيم:
لا جدال في أن وسائل التواصل الإلكتروني قد غيّرت طبيعة أنماط الحياة المعاصرة، حيث قرّبت لنا البعيد، وسهلّت علينا العسير، وجعلت العالم يتحول الى قرية كونية صغيرة واحدة.
ومن فوائد ومحاسن هذه الوسائل هو التواصل مع الأرحام والأصدقاء والزملاء أينما كانوا ، كما يمكن اكتساب المزيد من الأصدقاء والمعارف من خلال الفيسبوك أو الواتساب وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة.
ومن مساوئ هذه الوسائل القدرة على الدخول على المواقع الإباحية، وتأثر بعض الشباب والفتيات بالدعوات الباطلة ، والتخلي عن الدين والاخلاق تحت عناوين ودعاوي مزيفة.
ومن العيوب أيضاً اختراق صفحات الآخرين للاطلاع على خصوصياتهم وأسرارهم ونشرها، وهذه من الأمور المحرمة شرعاً.

وقال عبدالله الحاج: إن الآباء يتحملون مسؤولية كبيرة في تحصين أبنائهم من مخاطر شبكات التواصل الاجتماعي،
لافتاً إلى أن بعض الدول تضع بروتوكولات، تقيد استخدام الأطفال لهذه الوسائل، لما تمثله من تهديدات عليهم.
وأضاف أن هناك إشكاليتين في الاستخدام غير الآمن لشبكات التواصل من جانب الأطفال، الأولى عدم وعيهم بالمسؤولية القانونية، في حالة نشر أشياء مسيئة، أو أخبار كاذبة، أو صور تنتهك خصوصيات الآخرين، والإشكالية الثانية تتمثل في كونهم هدفاً للمجرمين الإلكترونيين، الذين ينشطون على هذه الشبكات.
وتابع الحاج: ليس من المقبول أن يشتري أب لابنه هاتفاً ذكياً أو كمبيوترا لوحياً ، ويسمح له باستخدامها دون رقابة أو متابعة، لمعرفة الطرف الآخر الذي يتواصل معه عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وأكد أن الأطفال عرضة للتهديد والابتزاز، وأيضا للتورط في ممارسات غير قانونية عن جهل منهم، مشيراً إلى أن هذا النوع من الجرائم يحدث عادة في الظل، ولا يتم الإعلان عنه، والوقاية منه خير من معالجته.

وعن المزايا قال الدكتور سامر علي : إن هناك إيجابيات تم رصدها لوسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة ،
مثل ظهور بعض الأنشطة التجارية والمشاريع المجتمعية التي تخدم شريحة كبيرة من المواطنين والوافدين ، وأيضا جعلت العالم قرية صغيرة والجميع يستطيع ان يتواصل مع أي شخص أي كان مكانة وهي مزايا استفاد منها المغترب عن بلدة ليستطيع ان يتواصل مع عائلته وأصبحت المسافات قريبة ويستطيع ان يشارك أسرته جميع المناسبات وهي ميزة كبيرة اعتقد هي الاكبر لهذه المنصات .
لكن في المقابل هناك سلبيات، مثل نشر أفكار سيئة، تحث على سلوكيات يرفضها المجتمع.
وأضاف أن البعض يقع في خطأ النقل عن جهات إعلامية ليست مرخصة في الدولة، ما يعرضه للمساءلة القانونية، مؤكداً أهمية التحري عن صحة أي معلومة قبل إعادة نشرها، حتى لا يقع الفاعل تحت طائلة القانون.

وقالت نيفين فؤاد احدى الناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي:
تطورت وسائل وأساليب التواصل بسبب تطور الحياة، ففي حين كان التواصل سابقاً يقتصر على التواصل المباشر أصبح التواصل اليوم متعدد الوسائل والأساليب؛ ومنه التواصل الإلكتروني، ومن الملاحظ تفضيل جيل الشباب التواصل الإلكتروني عبر (واتساب، فيسبوك، تويتر، انستغرام، سناب شات) وغيرها لوضع المبرمجين وسائل جذب للشباب والتنافس على جذب اكبر متابعين للصفحات وحصد اكبر كمية اعجاب وشير لهم .
ولوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة محاسن ومساوئ بحسب الاستخدام، فهذه الوسائل في ذاتها لا تحمل خيراً أو شراً، وإنما الناس هم الذين يبثون فيها الخير أو الشر.

وأوضح سالم عبدالله باحث اجتماعي قائلا:
تعيش فئة من الشباب فترة المراهقة التي يكون فيها مشتت الفكر، ما يجعله يقع تحت تأثير قوى وأفكار غربية تمكنت من توظيفها وأخذها في طريق ابعدها عن هويتها الاجتماعية الأصلية وأربك مجالها ووضعها في واقع جديد من التحديات ومنها الانحراف وحالة الاغتراب الذي ابعد الشباب عن دورهم الاساسي في عملية التحوال الحضاري والإنساني وبالتالي ابعد هذه الفئة الفاعلة عن المساهمة في التنمية الانسانية في مجتمعنا وعن الجانب الايجابي لهذه الوسائل قال عبدالله هناك نسبة كبيرة من الشباب تستغل هذه المواقع في نجاحات عملية والكشف عن مشاريع وافكار تجذب العالم اليها .
وعن رأيه قال الاختصاصي الاجتماعي فهد خالد:
تمثل أدوات اتصال الإعلام اليوم أهم وسائل الوعي الاجتماعي والثقافي في المجتمعات الحديثة لما تمثله من تقدم تقني وفني واعداد عالي المستوى يوظف دائما لخدمة الانسانية وتستغل من دوائر العولمة وتعميم ثقافتها على الشعوب الاخرى .

وأضاف خالد أن الظروف الراهنة تتطلب العمل بكل الطرق للحد من سوء استخدام وسائل الاتصال لما له من مخاطر كبيرة على القيم الاخلاقية لشبابنا المعاصر فاليوم لا احد يستطيع منع هذه الوسائل من التداول بين الشباب وابناء المجتمع ولكن يمكن اجراء دراسات وابحاث لمعرفة تأثير هذه الوسائل في سلوك الأفراد والمجتمعات من اجل وضع خطط محكمة يمكن تفادي المخاطر على الفرد والمجتمع معا فالاستخدام السيئ لهذه الوسائل انما يأتي عن الجهل وعدم وجود وعي اجتماعي
بالفوائد لتمكن الحصول عليها من اتصال والحصول على المعلومات المفيدة فالأجيال الجديدة لا تمتلك الخبرة الكافية في هذا المجال إذ أدى ذلك إلى استخدام المواقع الإباحية والمواقع التي تروج للعنف وغيرها وقد تركت آثاراً خطيرة في القيم الاجتماعية والعادات والتقاليد المجتمعية ودخلت أنماط جديدة من السلوكيات المنحرفة وتقليد الثقافات الأخرى في الحياة كما اثرت على نمط التفكير وأساليب الحياة وبدلت كثير من المفاهيم .

وأشار عبد الرحمن محمود قانوني قائلا:
من أسوأ ما يمكن تصوره من مخاطر الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي هو أن يقود الإنسان سيارته وهو يشاهد وسائل الاتصال الاجتماعي أو يقرأ أو يكتب فيها غير مبالٍ بمخاطر ذلك على نفسه والآخرين. فكم من حادث وقع بسبب ذلك وكم من شخص فارق الحياة بسبب الإدمان على تلك المواقع؟ وكم من شخص تسبب في موت آخرين وسلبهم الحياة بسبب لحظة غفلة ناتجة عن الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي. على الإنسان أن يجتنب كل ما يمكن أن يؤدي إلى انهاء حياته أو حياة الاخرين، حتي لا يقع تحت طائلة القانون وهنا تجد ان التشريعات القانونية ابرمت في الامارات لصد هذه التعديات بكل قوة وحزم وجرمت انتهاك خصوصية الاخرين وبث الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى جميع افراد المجتمع التفكر بعقل وحكمة وتجنب مخاطر ومساوئ التكنولوجيا الحديثة والحفاظ على افراد اسرته ،  فلا يصح للإنسان أن يلقي بنفسه في التهلكة بسبب أمر تافه، يقول تعالى: وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ .