في (حديث البلد) أستطيع أن أقدّم مادة مفيدة ومسلية للناس

منى أبو حمزة: اليوم أصبح الاستسهالُ مستفحلاً

منى أبو حمزة: اليوم أصبح الاستسهالُ مستفحلاً

تطل الإعلامية منى أبوحمزة في موسم جديد من برنامج (حديث البلد) بمساعدة (الصديقيْن) ميشال قزي وميشال أبو سليمان اللذين يضفيان أجواء لطيفة على البرنامج. أبو حمزة تحدثت في هذا الحوار عن برنامجها وعن الوضع الإعلامي ومدى استعدادها لخوضِ تجربة تمثيلية جديدة:

• كم تشعرين بأن الجمهور بحاجة إلى برنامج مثل (حديث البلد) في ظل التراجع الكبير الذي يسيطر على غالبية البرامج التلفزيونية؟
- عندما يصيب التراجع أي بلد فهو لا يقتصر على مستوى واحد بل يشمل أيضاً الأداء السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، الدوائر العامة والسلطات وغيرها. ومن الطبيعي أن يصل الأمر إلى الإعلام، خصوصاً أننا نعيش عصر (الجمهور عاوز كده) وأصبح هناك سباق بين الإثارة التي تقدّمها (السوشيال ميديا) وتلك التي تقدّمها بعض محطات التلفزيون. وللأسف، تم الاستغناء عن المحتوى بهدف تحقيق نِسَب مشاهدة عالية.

• هل هذا يعني أن (السوشيال ميديا) ورّطت الإعلام ولعبتْ دوراً في تدني مستواه؟
- (السوشيال ميديا) ليست السبب الوحيد، لأنه في مكان ما اتجهتْ بعض محطات التلفزيون إلى اعتماد الإثارة على حساب المضمون. وإلى (السوشيال ميديا) يمكن أن نضيف الأزمة التي يمرّ بها لبنان كما كل العالم على مختلف المستويات.

• لماذا تمسكتِ ببرنامجك وبالمحطة التي تطلين عبرها ولم تتعاملي مع محطات أخرى في ظل الأزمة التي يعانيها الإعلام اللبناني؟
- في الفترة السابقة، توقّفتُ عن تقديم برنامج (حديث البلد) لمدة ثلاثة أعوام متتالية نتيجة أزمة (كورونا) والظروف الصعبة التي كنا نعيشها، وكانت تكاليف البرنامج عالية بالنسبة إلى محطة (ام تي في) التي عَرضت عليّ أكثر من فكرة برنامج ولكنني كنتُ حذرة جداً لأن مَن يقدّم برنامجاً شاملاً بمثابة مجلة أسبوعية اجتماعية اقتصادية وفنية وسياسية، يرفض الاستسهال أو الظهور لمجرّد الظهور، ولذلك فضّلتُ الغياب والابتعاد.
اليوم أصبح الاستسهالُ مستفحلاً، وكل مَن يضع الطاولة والكرسي يظن أن باستطاعته أن يقول أي كلام وأن يَطرح أي موضوع. أنا مع الضحكة، ونحن نضحك كثيراً في البرنامج شرط ألا تتجه الضحكة نحو الابتذال أو أن تكون على حساب المضمون، بل يجب أن تكون لخدمته وأن توصله بطريقة لطيفة.

• أقصد عروضاً من خارج لبنان؟
- مثل هذه العروض لم تكن متوافرة، باستثناء عرض واحد لم يعجبني. أما في لبنان، فكانت عودتي من خلال (حديث البلد) لأني أضمن بأنني أستطيع أن أقدّم مادة مفيدة ومسلية للناس.

• هل تشعرين بأن (حديث البلد) أصبح جزءاً منك؟
- كل عام يزيد هذا الشعور وأحس بمدى شمولية البرنامج. سبق أن قدّمتُ مجموعةً من البرامج أسهل منه بكثير، وبعدد ضيوفٍ أقلّ وبمواضيع محدَّدة وبحوارات شيّقةٍ مع الضيوف ولكن التحدي في (حديث البلد) أنه صعب ولكن نتيجته جميلة وهو يستهويني.

• هل تجدون صعوبة في استقبال الضيوف، خصوصاً أن غالبية الفنانين يرفضون الظهور في البرامج من دون أن يتقاضوا أجراً؟
- وهذا حقهم. ولكن هذا الأمر لم يحصل أبداً في برنامج (حديث البلد). غالبية الفنانين، خصوصاً الممثلين اللبنانيين والسوريين الذين كانوا يعيشون في بيروت، انتقلوا للعيش في الخارج وهناك استعداد كبير من قبلهم للمشاركة في البرنامج، ولكن غالبيتهم مرتبطة بتصوير أعمال رمضانية. و(حديث البلد) يُعرض في فترة قريبة من حلول شهر رمضان المبارك والذين يلبّون الدعوة يكتفون بالتغيّب ليوم واحد عن التصوير ويحضرون من تركيا أو دبي.

• وأنتم تتكفلون بدفع بطاقات السفر فقط؟
- حتى إن البعض يدفع ثمن البطاقة من جيبه الخاص لأنه يحب البرنامج.

• وهل الضيوف يحبّونك أم يحبّون البرنامجَ أكثر؟
- لا يمكن الفصلَ بين الأمرين. ولو أنني أقدّم برنامجاً رديئاً لَما كان وافَقَ أحد على الحلول ضيفاً عليه. ولو لم يكن (حديث البلد) على قدر المسؤولية، لاعتذروا عن عدم الحضور.

• اعتمدتم في الموسم الجديد صديقين للبرنامج هما ميشال قزي وميشال أبو سليمان، هل لأن الناس بحاجة أكثر إلى الضحك والبسمة في ظل الظروف الصعبة التي يمر فيها لبنان؟
- حضورُ ميشال قزي وميشال أبو سليمان محبَّب وهما يضفيان بوجودهما جواً لطيفاً على البرنامج، كما أنه يوجد كيمياء وتَناغُم بينهما ومعي، وهما لم يعترضا على أن يكونا معاً في البرنامج. وبعض البرامج في فرنسا تكون فيها مجموعة من المقدّمين المُساعِدين. وأجد أن ميشال وميشال يشكّلان إضافة للبرنامج وكل منهما له خبرته ويتميّز بحس فكاهي خاص به.

• وهل أنتم تعمّدتم أن يكونا معاً؟
- ميشال قزي كان قد شاركنا في الموسم الماضي من البرنامج لأن ميشال أبو سليمان كان مرشحاً للانتخابات النيابية. والأخير له فضل كبير وصاحب نكتة ذكية، كما أنه سريع البديهة ونحن تمسّكنا به كما بميشال قزي، وهما لم يمانعا أن يكون معاً.

• هل ستكرّرين تجربةَ التمثيل بعد مشاركتك العام الماضي في الجزء الثاني من مسلسل (للموت)؟
- هي لم تكن تجربة، بل مجرّد إطلالة كما تم التعريف عنها في المسلسل. ولأنني أحب المجال، لذلك أحببتُ أن أتعرّف على الطريقة التي يتمّ فيها تنفيذ المسلسلات. وفي حال تكررتْ التجربة، فيجب أن يتم التحدث حولها قبل وقت ليس بقصير كي أتمكن من التحضير للدور وكي أكون على قدر المسؤولية والقيام بالتمارين اللازمة.أحب مجال التمثيل وأحترمه ولا أسمح لنفسي بأن أدخله إذا لم أكن متأكدة من أن الدور مُناسِب وأنني سأتقنه بشكل جيد. هناك شروط كثيرة يجب مراعاتها قبل الدخول في أي عمل وهذا أمر معروف بين كل الممثلين.

• وهل عُرضت عليك بعض المشاريع واعتذرتِ عنها؟
- عندما دخلتُ مجال التقديم تلقّيتُ الكثير من العروض من مصر ومن مختلف الدول العربية. وفي الفترة الحالية، لا يزال يصلني البعض منها، ولكن الفارق أنه في تلك المرحلة كانت تُعرض عليّ أدوار البطولة المطلقة أما اليوم فلا يهمّني أن أطل بدور البطولة بقدر ما يهمّني الدور الجيد والمُناسِب. أنا جيدة في مجالي وإذا لم أُحْدِث فارقاً في المجال الجديد الذي أدخله فمن دونه أفضل.

• ابنك إياد يعمل معك في البرنامج، فهل يمكن أن يتحول إلى التقديم مستقبلاً؟
- لا أشعر بأن تقديم البرامج يستهوي إياد. ابني هو المسؤول عن تحضير الأغنيات الخاصة بالبرنامج، ومن ثم صار يهتمّ بالضيوف وباستقبالهم والتحدّث معهم في المواضيع كافة، ولأنه لطيف جداً استعانتْ به المحطة في برامج أخرى كي يهتم بالضيوف وبالتنسيق معهم، بالإضافة إلى عمله التقني في البرنامج كمسؤول عن الموسيقى.

• وهل تشجعينه على خوض تجربة التقديم؟
- الأمر يعود له وحده. وإذا شعر في فترة من الفترات بأنه يرغب في ذلك، فالقرار يعود له وحده. لا يمكن أن ننصح أحداً بالعمل في أي مجال إذا لم يكن يرغب هو شخصياً في ذلك.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot