موسكو تمنع مقاتلي فاغنر من مغادرة سوريا وتطمئن رئيس أفريقيا الوسطى

موسكو تمنع مقاتلي فاغنر من مغادرة سوريا وتطمئن رئيس أفريقيا الوسطى

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنه في الساعات التي أعقبت قيام “فاغنر” بقيادة يفغيني بريغوجين بإيقاف تقدمهم نحو موسكو، تحرك الكرملين لوضع يده على الإمبراطورية العالمية التي أمنت لموسكو نفوذاً واسعاً خارج حدودها.
وسافر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين إلى دمشق في عطلة نهاية الأسبوع لإيصال رسالة شخصية إلى الرئيس السوري بشار الأسد مفادها أن قوات فاغنر لن تعمل هناك بشكل مستقل ولحض الرئيس السوري بشار الأسد على منع مقاتلي المجموعة من مغادرة سوريا دون إشراف موسكو، حسبما أفاد أشخاص مطلعون على المحادثة.
وذكر بيان صادر عن مكتب الأسد بعد الاجتماع أنهما بحثا التنسيق خاصة في “ضوء الأحداث الأخيرة».
 
قاعدة اللاذقية
وأفاد مصدران مطلعان أن مقاتلي فاغنر الذين عملوا بشكل مستقل إلى حد كبير في سوريا، تلقوا أوامر يوم الثلاثاء بالذهاب إلى قاعدة جوية تديرها وزارة الدفاع الروسية في مدينة اللاذقية الساحلية، وقد امتثلوا.واتصل كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الروسية برئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، الذي يضم حراسه الشخصيون مرتزقة من فاغنر، وطمأنوه إلى أن أزمة السبت لن تعرقل توسع روسيا في أفريقيا. وتنقلت طائرات حكومية من وزارة حالات الطوارئ الروسية بين سوريا ومالي، وهي من المواقع الخارجية الرئيسية الأخرى لفاغنر.
وعكس الزخم الدبلوماسي محاولة فلاديمير بوتين التقليل من الفوضى في الداخل وطمأنة شركاء روسيا في أفريقيا والشرق الأوسط بأن عمليات فاغنر هناك ستستمر دون انقطاع، وفقاً لدبلوماسيين وضباط استخبارات، منشقين عن فاغنر، وأشخاص اطلعوا على المحادثات، وبعد ومراجعة بيانات الرحلات الدولية.
يبدو أن روسيا التي نفت لسنوات أي ارتباط مع فاغنر، تحاول وضع شبكة المرتزقة التي يديرها بريغوزين ومساعديه تحت سيطرتها . وبعد فشل التمرد يوم السبت، ليس واضحاً ما إذا كان ذلك ممكناً وبأي سرعة يمكن تحقيق ذلك.
 
الإنكار
وقال جيه بيتر فام، المبعوث الخاص السابق لمنطقة الساحل بغرب أفريقيا: “ساعدت فاغنر روسيا في بناء نفوذها، والحكومة تكره التخلي عنها...أتاحت للدولة إمكانية الإنكار. السؤال هو ما إذا كان بإمكان موسكو إدارة تعقيدها».
بأقل تكلفة، ساعدت فاغنر الكرملين في حشد نفوذ دولي وتحقيق إيرادات بإدارة شركة كونكورد القابضة التابعة لبريغوزين وشبكة من الشركات الوهمية التي ساعدت في تحويل الأموال إلى الكرملين، وفقاً لمسؤولين غربيين ووثائق اطلعت عليها صحيفة “وول ستريت جورنال».