رئيس الدولة ورئيس أذربيجان يؤكدان العمل على ترسيخ أسس السلام والاستقرار والأمن الإقليمي والعالمي
مونديال 1982.. إيطاليا تنتفض بعد البداية الهزيلة لتتوج بلقبها العالمي الثالث
في عام 1982، كانت بطولة كأس العالم لكرة القدم على موعد مع نسخة تاريخية بكل المقاييس وعلى كافة الأصعدة، خاصة مع ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات من 16 إلى 24 منتخبا.
وفازت إسبانيا بحق استضافة هذه النسخة "الـ12" خلال اجتماعات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في لندن عام 1966، وكان الوقت كافيا لتستعد إسبانيا لاستضافة نسخة بهذا الحجم.
ومع الزيادة في عدد المنتخبات المشاركة بالنهائيات، كانت الاتحادات القارية الـ 6 ممثلة في هذه النسخة بواقع 14 منتخبا لأوروبا و4 لأمريكا الجنوبية و2 للكونكاكاف "أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي" ومنتخبين لأفريقيا ومنتخب واحد لكل من آسيا وأوقيانوسية.
وللمرة الأولى في تاريخ بطولات كأس العالم، شارك منتخبان عربيان في نسخة واحدة حيث كان المنتخب الكويتي ممثلا للقارة الآسيوية، فيما كان منتخب الجزائر واحدا من المنتخبين الممثلين للقارة الأفريقية.
وبرغم الزيادة في نصيب القارة الأوروبية من مقاعد المونديال، لم يتأهل المنتخب الهولندي الفائز بالمركز الثاني في نسختي 1974 و1978.
وعادت منتخبات تشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفيتي والسلفادور وإنجلترا فيما غاب المنتخب المكسيكي عن النهائيات.
ووزعت المنتخبات الـ24 في الدور الأول على 6 مجموعات؛ بواقع 4 منتخبات في كل منها، واستمر نظام دور المجموعات في الدور الثاني، الذي تأهل إليه 12 منتخبا بواقع 3 منتخبات بكل مجموعة.
وبدأت الأدوار الإقصائية بنصف النهائي الذي شارك فيه متصدرو المجموعات الأربع في الدور الثاني للبطولة.
وخلال البطولة، أثار المنتخب الإيطالي دهشة الجميع من خلال فوزه باللقب رغم تأهله الصعب للغاية بفارق الأهداف المسجلة على حساب المنتخب الكاميروني في مجموعتهما بالدور الأول.
كما تأهل المنتخب الإسباني للدور الثاني بنفس الطريقة على حساب يوغسلافيا، واجتاز المنتخب السوفيتي الدور الأول أيضا بفارق الأهداف أمام اسكتلندا.
وقدم المنتخب الجزائري في الدور الأول عروضا مميزة وحقق انتصارا مفاجئا على منتخب ألمانيا الغربية 2-1 وخسر 0-2 أمام النمسا قبل فوزه 3-2 على منتخب تشيلي.
وكان المنتخب الجزائري مرشحا بقوة لاجتياز الدور الأول، ولكن مباراة المنتخبين الألماني والنمساوي انتهت بفوز الأول " 1-0 " وهي النتيجة الوحيدة التي كانت تؤهل الفريقين سويا على حساب المنتخب الجزائري.
ولم يقدم المنتخب الأرجنتيني حامل اللقب الأداء المتوقع منه وإن اجتاز الدور الأول قبل أن يسقط مع جاره البرازيلي في مواجهة المنتخب الإيطالي بالدور الثاني.
وشهدت مباراة المنتخبين الأرجنتيني والبرازيلي في الدور الثاني طرد اللاعب الشهير الراحل دييجو أرماندو مارادونا من صفوف حامل اللقب علما بأنه لم يقدم المنتظر منه في أول مشاركة له بالمونديال حيث أحرز هدفين فقط في هذه النسخة.
وكان المنتخب البرازيلي هو الأفضل على الإطلاق خلال الدور الأول حيث أحرز 10 أهداف واهتزت شباكه مرتين فقط لتزداد الترشيحات التي رافقته إلى البطولة خاصة وأنه كان يمتلك مقومات التتويج باللقب في هذه النسخة.
ولكن انطلاقة الفريق توقفت في الدور الثاني بعدما أوقعه الحظ العاثر في مجموعة واحدة مع منتخبي إيطاليا والأرجنتين حيث فاز على جاره الأرجنتيني 3-1 ، لكنه خسر 2-3 أمام المنتخب الإيطالي الذي أفاق من غفوته في الدور الثاني وحقق انتصارين متتاليين على منافسيه من أمريكا الجنوبية.
وبرغم المشاكل التي حاصرت الكرة الإيطالية في العامين السابقين للمونديال بسبب قضية التلاعب بنتائج المباريات في الدوري المحلي، شق المنتخب الإيطالي طريقه إلى نصف النهائي رفقة منتخبات فرنسا وبولندا وألمانيا الغربية ليكون المربع الذهبي أوروبيا خالصا.
وخلال نصف النهائي فاز المنتخب الإيطالي على نظيره البولندي 2-0 فيما تغلب منتخب ألمانيا الغربية على نظيره الفرنسي بركلات الترجيح بعد مباراة مثيرة شهدت 6 أهداف وانتهت بالتعادل 3-3.
وبهذا، جمع النهائي بين منتخبين يبحث كل منهما عن لقبه الثالث في البطولة بعد لقبي إيطاليا في 1934 و1938 ولقبي ألمانيا في 1954 و1974.
وخلال النهائي على استاد "سانتياجو برنابيو" بالعاصمة الإسبانية مدريد، واصل المنتخب الإيطالي صحوته بقيادة المهاجم الخطير باولو روسي الذي سجل هدفا ليقود الفريق إلى الفوز 3-1 على منتخب ألمانيا الغربية كما فاز هو نفسه بلقبي أفضل لاعب والهداف في هذه النسخة.
وأصبح حارس المرمى الإيطالي العملاق دينو زوف أكبر لاعب يحرز لقب كأس العالم مع فريقه حيث كان قائدا للفريق وسنه 40 عاما و133 يوما.