في أغنيات اليوم لا يوجد صوت ولا لحن ولا كلمة جميلة

ميادة الحناوي: الفن لم يَعُدْ له طَعْم

ميادة الحناوي: الفن لم يَعُدْ له طَعْم

ميادة الحناوي من أبرز مطربات الزمن الجميل، قدّمت الكثير من الأغنيات التي لا تزال مستمرة حتى اليوم ويغنيها غالبية الفنانين في حفلاتهم.الحناوي تحدثت في هذا الحوار عن الفوارق بين الأجيال الفنية ورأيها بفناني الجيل الجديد.

• ما رأيك بالفوارق بين الأجيال الفنية؟
- موهبة الفن تولد معك منذ الصغر. أنا غنيت (حبيبي هو الآمر الناهي) و(ليه يا بنفسج) بعمر سبع سنوات، وكنت أغطي رأسي باللحاف وأضع الراديو على أذني كي لا يعرف والدي أنني أسهر حتى وقت متقدم.
كما كنت أحرص على سماع أغنيات أم كلثوم يوم الخميس من كل شهر، ولم أكن أفهم بقصص الحب وكلام الأغنيات بسبب سني الصغيرة، ولكنني كنت أعشق صوتها ولا أجد صوتاً أفضل منه.
كنت أملك الموهبة،
كما برزتُ في العصر الذهبي، ولو أن مطربي ذاك العصر برزوا في هذا الزمن لَما كانوا نجحوا، لأنه لم يعد هناك ملحّنون كرياض السنباطي ومحمد سلطان ومحمد الموجي ومحمد عبدالوهاب وغيرهم. كذلك، الجمهور كان مختلفاً، أما اليوم، فأين هو الجمهور الراقي الذي كان يرتدي المجوهرات وأفخم الملابس في الحفلات؟ حتى الممثلات كنّ أكثر شياكة وأناقة.

كانوا يقولون عن هند رستم ملكة الإثارة، ولكنها كانت إثارة مهذبة. كما كانوا يستعينون بفتيات يرتدين ملابس قصيرة ولكنها كانت جميلة ولم تكن مبتذلة. والأسوأ من كل ذلك، هم الدخلاء على الغناء والذين يتصدّرون (الترند) للوصول إلى أهداف أخرى.

• وهل تعاملتِ مع الجيل الجديد وقتها؟
- طبعاً، فأنا غنيتُ من ألحان ملحنين مبتدئين وقتها كصلاح الشرنوبي. كما أن وردة غنت من ألحانه وحققت نقلةً في مسيرتها، كما غنيت من ألحان عمار الشريعي (هي الليالي كده) التي تجمع بين الطرب والغنج وأيضاً (سيبولي قلبي وارحلوا) التي ما لبثت أن عزفتها السيمفونية الألمانية غناءً وموسيقى، و(غيرت حياتي) لسامي الحفناوي. وكنت أحب أيضاً محمد ضياء الدين، ولكنني لم أغنّ من ألحانه، وكذلك كنتُ أحب محمد سلطان.
• هل يشبهك الجيل الجديد فنياً؟
- هو لا يشبهني مضموناً وموهبة. الكاريزما دورها مهم جداً. توجد أصوات جميلة ولكنها لا تتمتع بالكاريزما. مثلاً، سعاد محمد كانت تملك صوتاً جميلاً بينما أم كلثوم كانت ملكة على المسرح وكذلك عبد الحليم حافظ. وإلى جانبهم كان هناك محمد عبدالمطلب ومحمد قنديل وكارم محمود. حتى مها صبري كان لها نكهة. في ذاك الزمان كان هناك الكبار وإلى جانبهم مَن هم أصغر منهم، ولكنهم كانوا جيدين جميعاً.

الجيل الجديد اليوم مختلف تماماً عن الجيل السابق مع أنني أنتمي الى الجيل الوسط وبرزتُ في الثمانينات، وأمسكتُ العصا من المنتصف، ومثلي الراحلة وردة الجزائرية وفايزة أحمد التي كنتُ أعشقها كثيراً وكان إحساسها عالياً جداً ولكن طبقات صوت وردة كانت أعلى من طبقات صوتها.

• ما مآخذك على الجيل الجديد؟
- برامج الهواة تضحك على الناس، ومَن يجلس على كرسي التحكيم يجب أن يحكم بضمير وأن يعطي رأيه في كل تفاصيل الصوت والأداء وليس الاكتفاء بالحُكْم العام (ويعطيك العافية أديتَ بشكل كويس).

• وما الذي لا يعجبك بالجيل الجديد؟
- أولاً قلة الاحترام، وثانياً غناء ألحان لا تليق بصوتهم. هم لا يحترمون مَن يكبرونهم سناً، ويريدون أن يضعوا اسمهم أولاً، وهذا الأمر حصل معي، ولكنني رفضتُه تماماً.
أنا أحترم من يكبرونني سناً حتى ولو بعام واحد وأصرّ على أن يكون اسمه قبل اسمي، أما اليوم فإن الفنان الذي لا يتجاوز رصيده الفني أغنيتين أو 3 أغنيات، يصرّ على أن يكون أسمه أولاً.

• وكيف تقيّمين أعمالهم؟
- أعمالهم متشابهة، وهذا هو المتوافر في الأساس. بمجرّد أن نقفل جهاز الراديو أو التلفزيون ننسى ماذا غنوا. ولو دخلنا موقع (فيسبوك) نجد أن أعمال بليغ حمدي تسيطر عليه.

• ما رأيك بغناء الفنانة أصالة لأغنية (حبينا وتحبينا)؟
- هذا الأمر يسعدني كثيراً، وهناك مدرسة اسمها ميادة الحناوي كما أن هناك مدارس للعديد من الفنانين.

• كيف يتعامل الجيل الجديد مع الفن؟
- لا يمكن أن ينتقلوا من دون حرّاس شخصيين ولا يستقلّون إلا السيارات الفارهة، مع أنهم يكونون في البدايات ولا يملكون المال الوفير. الفن لم يَعُدْ له طَعْم. اليوم تجلس الفنانة في البانيو وربما تطلّ مستقبلاً بلا ملابس.

• وما الهدف من دخولهم الفن؟
- لا أشمل الكل بكلامي. البعض منهم لديه جمهور وأغنيات جميلة، ولكن ماذا نقول عن فنانة لا تملك صوتاً وتعتمد على (النفخ) وقدّمت أغنيةً ثم توارت عن الأنظار، وفجأة نسمع أنها تملك بيتاً في وسط بيروت! (فهم الناس كفاية).
للأسف الفن ذريعة عند البعض، والفن الرائع انتهى. ولو أن الراحلة أم كلثوم على قيد الحياة لَما كان الناس أقبلوا على الاستماع إليها.
 والجيل الجديد يفضّل أن يسمع أغنياتها بأصوات فنانين آخرين.

• ما رأيك بالتقنيات المستخدَمة في الغناء؟
- هي تساعد على تحسين كل شيء، هناك فنان أجره هو الأعلى بين الفنانين مع أنه ينشّز كثيراً، وبفضل التقنيات تخرج الأغنية بأفضل طريقة.

• عدا عن أن أغنيات اليوم لا تعيش؟
- هذا طبيعي لأنه لا يوجد صوت ولا لحن ولا كلمة جميلة.
 سميرة سعيد تغنّي كلاماً لا يجوز أن يُغنى وأنا سئلتُ في مهرجان (موازين) عما إذا كنتُ راضيةً عن أعمالها الجديدة،
 فقلتُ كلا. أغنياتها القديمة كانت أفضل.

• هم يقولون إنهم يريدون مسايرة الجيل؟
- وأنا سايرتُ الجيل بأغنية (غيّرت حياتي) وغيرها، وتماشيتُ مع روح العصر. أغنية (غيرت حياتي) هي التي تقف وراء نجاح الفنانة إليسا في (استديو الفن) و(برافو عليها) وهي تؤديها بطريقة جميلة حتى أفضل مما تغني أغنياتها الخاصة.
وقبل أيام عدة أرسلوا لي أغنية (جبت قلب منين) بصوت فضل شاكر، هو يغنيها بإحساس ولكن لا توجد لديه طبقات عالية.

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot