خريطة «الكنز».. هذه تفاصيل ثروة ليبيا النفطية

ميناء مصراتة الاستراتيجي.. أطماع تركية وخلافات مع فرنسا

ميناء مصراتة الاستراتيجي.. أطماع تركية وخلافات مع فرنسا

وسط تصاعد الأطماع الخارجية في ذهب ليبيا الأسود، يعمل الجيش الوطني الليبي، على حماية أحد أهم موارد البلاد، من سطوة الميليشيات.ويؤمن الجيش الليبي أهم حقول النفط في البلاد، ولعل أبرزها حقل شرارة النفطي، الأكبر في البلاد، الذي ينتج زهاء 300 ألف برميل من النفط يوميا
ويقع حقل الشرارة، المكتشف عام 1980، في صحراء مرزق جنوب طرابلس.

وليس بعيدا عن “الشرارة” يسيطر الجيش على حقل الفيل، الذي يوجد أيضا في حوض مرزق، ويغطي مساحة واسعة في الجنوب الغربي.مكامن الثروة النفطية في ليبيا تكمن أيضا، في الهلال النفطي شمال شرقي البلاد، وتمتد المنطقة على طول مائتين وخمسين كيلومترا إلى الشرق، بين سرت وبنغازي، وتضم نحو 80 في المئة من احتياطي النفط في ليبيا، وتخضع لسيطرة الجيش الوطني، وتتمركز فيها أهم موانئ البلاد النفطية مثل ميناء السدرة ورأس لانوف والبريقة والزويتينة.

وفي المقابل، تسيطر الميليشيات فقط على حقل البوري البحري غربي طرابلس.. ومصفاة الزاوية المجاورة له.
وقد تعرضت المنشآت النفطية لعدة هجمات وأعمال تخريبية، على أيدي ميليشيات طرابلس، فيما تتهم قوى سياسية حكومة الوفاق بإهدار ثروات الشعب على الحروب، وعلى جلب المقاتلين الأجانب.

ميناء مصراتة
يشكل ميناء مصراتة على الساحل الليبي نقطة استراتيجية للأتراك لمد الميليشيات بالسلاح والمرتزقة، وهو الأمر الذي تحاول أنقرة استغلاله من خلال مساعيها لتحويل الميناء إلى قاعدة عسكرية. وتحاول تركيا مؤخرا جاهدة للسيطرة عسكريا وتجاريا على ميناء مصراتة في ليبيا، لأسباب عدة. فما الأهمية الاستراتيجية لهذا الميناء؟
يعد هذا الميناء، الواقع في مدينة مصراتة، شرقي العاصمة طرابلس، بوابة الاستيراد الرئيسية في البلاد والشريان الحيوي للتبادل التجاري.

وفي المستقبل، يتوقع أن يصبح ميناء مصراتة مركزا تجاريا إقليميا رئيسا، مما يتيح الوصول إلى مختلف أسواق أنحاء البحر الأبيض المتوسط.
وخلال الفترة الماضية، بدأت أنقرة محادثات مع حكومة الوفاق لتحويل الميناء إلى قاعدة عسكرية بحرية، إضافة إلى احتمالية حصولها على خاصية تشغيل وإدارة الميناء التجاري.
وتمثل قاعدة مصراتة البحرية، بالنسبة لحكومة أنقرة، مصدر قوة في البحر الأبيض المتوسط، حيث ستساعدها على إنشاء قوة مهام بحرية، قبالة السواحل الليبية. كما ترى أنقرة أن وجود السفن الحربية التركية في ميناء مصراتة ضروري للسيطرة على النفط الليبي، إضافة لتسهيل مهمتها في مواصلة خطط التنقيب عن الغاز، في البحر المتوسط.

أطماع أنقرة
وفي هذا الصدد، ذكر الكاتب والباحث السياسي عبدالباسط بن هامل أن تركيا تسيطر بالفعل على القرار في مصراتة.
وأضاف لـ”سكاي نيوز عربية”: “الميناء يعتبر حيويا ومركزا تجاريا للمنطقة الغربية، توريدات وتصديرات ضخمة ومصدر كبير للدخل، ناهيك على أن استخدامه للأغراض العسكرية مهم جدا، لاسيما وأن الميناء جرى تطويره خلال الأيام الماضية».
وعن الخلافات القائمة بين تركيا وفرنسا بشأن ليبيا، اعتبر الباحث في الشؤون الاستراتيجية، دومينيك ترينكواند في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، أن الخلاف مع تركيا لا يتعلق بفرنسا فقط، بل امتد لأوروبا بأكملها.

وأوضح أن “الأزمة في ليبيا هي حاليا على أبواب أوروبا وتجعل المنطقة غير مستقرة، كما أن ورقة المهاجرين يمكن أن تلعب بها تركيا في حال بسطت سيطرتها على ليبيا.. هذه الأسباب تعمق الخلاف بين أوروبا وأنقرة».
وتابع “أوروبا ليس لديها هي أي شيء ضد تركيا.. لكن تركيا أردوغان تلعب لعبة خطيرة ضد أوروبا».
من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري أمس الأول الأحد إن الميليشيات تحاول تنفيذ مخطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للوصول إلى منطقة الهلال النفطي

وتابع “أهداف أردوغان واضحة، لا يريد أرض ليبيا لكنه يريد خيراتها، أولها النفط والغاز».
وأردف قائلا “نواجه تركيا بكل قواتها وأسلحتها ونواجه قطر بأموالها وأعمالها المخابراتية الخبيثة”. وكشف المسماري أن الجيش الوطني الليبي عزز انتشاره سعيا لحماية المنشآت النفطية الليبية.