نادي الإمارات العلمي يستضيف د. فاروق الباز ويناقش استعداد الذكاء الاصطناعي للبيانات الضخمة وكيفية الاستفادة منها

نادي الإمارات العلمي يستضيف د. فاروق الباز ويناقش استعداد الذكاء الاصطناعي للبيانات الضخمة وكيفية الاستفادة منها


نظم نادي الإمارات العلمي بندوة الثقافة العلوم الملتقى العلمي الأول الافتراضي بعنوان "استعداد الذكاء الاصطناعي للبيانات الضخمة وكيفية الاستفادة منها" ومشاركة الدكتور/ فاروق الباز عالم الفضاء والجيولوجيا ومدير مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور/ محمد بديوي خبير أنظمة الروبوت بمركز البحوث "فراونهوفر" بألمانيا، والدكتورة/ بشرى البلوشي مديرة الأبحاث والابتكار بمركز دبي للأمن الإلكتروني، والدكتور/ أيمن الباز أستاذ مشارك بقسم الهندسة الحيوية بجامعة لويفيل الأمريكية، والدكتور/ حسام الدين مختار أستاذ مساعد بقسم بالهندسة الكهربائية بجامعة دبي، والمهندس / بشار كيلاني المدير الإقليمي لشركة IBM. وحضر الملتقى جمع من العلماء والأكاديميين والمهتمين.

  أدار الملتقى الدكتور/ عيسى البستكي رئيس جامعة دبي ورئيس مجلس إدارة نادي الإمارات العلمي مهنئاً دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة حكام الدولة بمناسبة إطلاق "مسبار الأمل" في الفضاء وتحقق نجاحا وتعيد مجداً تحلق فيه علماء العرب الأولون حيث كانت الدول العربية تعيش عصر النهضة والذي تعيد الإمارات أمجاده.

  وتحدث د. البستكي عن محاور المؤتمر التي تناقش أهمية إنشاء مراكز المعلومات وكيفية الاستفادة منها، وتوظيف تقنية الذكاء الاصطناعي في تخزين واسترجاع البيانات الضخمة لتطوير أنظمة المؤسسات المختلفة في العديد من المجالات الطبية والاقتصادية والتعليمية والأمنية والاجتماعية. ودور الجامعات في إدارة البيانات الضخمة وحفظ المجموعات الرقمية بمستودعات البيانات البحثية المفتوحة وتأثير ذلك في تحسين العملية التعليمية وتطوير البحث العلمي.

كما تتطرق إلى أهمية تحليل ومعالجة البيانات الضخمة في اتخاذ القرار واستشراف المستقبل وتطوير أساسيات الصحة العامة وتحسين منظومة الغذاء وتقليل انتشار الأوبئة وتقديم الحلول الاستباقية في العديد من المشاكل البيئية. ودور البيانات الضخمة في دعم التنمية المستدامة وتعزيز الاستراتيجية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة. التحديات التي تواجه المؤسسات لإنشاء مراكز للبيانات الضخمة وكيفية التغلب عليها.

 وتناول كيف ساهمت التقنيات في تسيير الأمور وتسهيلها واستمرارية العجلة الاقتصادية بالرغم من تأثرها سلباً إلا أنها ساهمت في عدم انهياره.
 وذكر د. فاروق الباز لقائه مع سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة بصحبة 5 رواد كانوا يدرسون الصحراء العربية، وكانت أولى جولاتهم في العالم العربي إلى الإمارات، وكيف أثارت تساؤلات واستفسارات الشيخ زايد هؤلاء العلماء وكان متطلعاً لأن يكون للعرب دورهم في خوض ريادة الفضاء، ما يؤكد اهتمام دولة الإمارات بهذا المجال.

وأضاف الباز أنه متأثر برحلة "مسبار الأمل" التي تتوج إنجاز دولة الإمارات خلال مسيرتها في 50 عاما فأصبحت رائدة الدول العربي في هذا المجال، وأن الإمارات دعمت وشجعت شبابها (ذكراً وإناثاً) لتبوء المناصب والأماكن العلمية وهذا سبب تقدم دول العالم وتراجع بعض الدول العربية التي لا تستفيد من طاقة شبابها، وأكد أنه في أثناء رحلة أبوللو 11 إلى القمر كان متوسط أعمار القائمين على العمل 26 سنة وكانت تتراوح أعمار الرواد بين 29 و30 سنة وهذا دليل على أهمية الحفاظ على واستغلال طاقة الشباب في مختلف المجالات.

 وأكد المهندس بشار كيلاني أن الإنجاز الإماراتي "مسبار الأمل" فخر لكل العرب، وما أولته القيادة من أهمية للشباب خاصة أن 70% من سكان العالم العربي أعمارهم دون الثلاثين عاماً مما يجعل المستقبل أكثر إشراقاً، كذلك وجد أن 50% من خريجي الكليات العلمية من السيدات إلا أن 15% منهم فقط يعمل في مجال التقنية والتكنولوجيا، لذلك من المهم الاستثمار في الشباب والعناصر النسائية بشكل خاص، وهذا ما يتضح في دولة الإمارات بوجود مجموعة كبيرة من الشابات يعملن في المجال العلمي والتقني.

 وأضاف أن شركة IBM من أوائل الشركات العاملة في المجال التكنولوجي في المنطقة وأصبح هناك بنية تحتية للأتمتة في المنطقة وبيانات ضخمة ساعدت على تفوق القدرة على التنبؤ، وتعتبر دبي أول مدينة في العالم تمتلك خارطة طريق في تطوير الذكاء الاصطناعي في مجال الخدمات المقدمة للجمهور.

 وأوضح أن فيروس كورونا خلق لدى الجميع حالة جديدة اعتادوا عليها وحدث تحول كبير إلى المنصات الإلكترونية، كما خلق 3 أزمات مركبة أزمة طبية وأزمة اقتصادية وأزمة مالية، وأيضاً ظهرت منتجات وخطوط إنتاج جديدة، مع عدم توفر الكثير من البيانات ولكن ستكون هناك تنبؤات للمستقبل بالاستعانة بالبيانات القليلة المتوفرة. لذلك الاستثمار في البينة التحتية الرقمية أمر مهم وضروري للمستقبل ولعالم جديد مبتكر.
 وتحدثت الدكتورة بشرى عن دور الذكاء الاصطناعي في حماية البيانات الضخمة، وذكرت أن 80% من العاملين الإماراتيين على مسبار الأمل من النساء مما يعزز رؤية قيادتنا الحكيمة ودعمها لدور المرأة.

وأشارت إلى طرق الحماية أو الوقاية الإلكترونية من خلال الذكاء الصناعي حيث تلعب برامج الوقاية دور أساسياً في حماية البيانات الحكومية، وقد أولت حكومة الإمارات الحماية الإلكترونية جل عنايتها حيث تم إنشاء مركز دبي الإلكتروني عام 2014.
 وأكدت أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين فهو يستخدم إما كمنتج الدفاعي أو هجومي من خلال (الهاكرز) الذين يخترقون بعض الحسابات الشخصية أو الحكومية ويتسببون في كثير من الخسائر. مما أوجب إنتاج برنامج دفاعي يعمل على التقاط وتوقع وسرعة الرد او التفاعل ضد أي اختراق مشكوك فيه إلكترونياً

 ورغم التطور التقني المذهل إلا أن التعامل البشري هو الأهم باعتبار أن الذكاء الاصطناع يغذيه ويبرمجه الإنسان، لذا قامت حكومة الإمارات بتقوية الشبكات الإلكترونية بأحدث التقنيات للحماية الإلكترونية ضد أي اختراق مهما كانت درجة ذكائه، وتعتبر دولة الإمارات من أوائل الدول التي خصصت وزارة للذكاء الاصطناعي عام 2017.

 وأضافت أن حكومة دبي عام 2015 أصدرت قانون خاص بنشر البيانات بين الدوائر والهيئات، بحيث لا تصبح الدائرة هي من يمتلك البيانات بل هي ملك للحكومة في دبي الذكية وتشمل بيانات مفتوحة لكافة الدوائر يستفيد منها الباحثين والشركات وتبني على تلك البيانات قراراتها الصحيحة.
وأكد د. أيمن الباز أهمية البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي في المجالات الطبية، وخاصة بيانات المرضى من تحليل دم وأشعة ومختلف الأعراض التي يشعر بها المريض وهذه البيانات كلما زادت كلما ساعدت في الدقة التشخيص، ومصدر البيانات يبدأ من المستشفى ثم المراكز الجامعية والأبحاث والدراسات، بالإضافة إلى المدن الطبية الذكية التي تساعد على معرفة مقدار التلوث المتسبب في بعض الأمراض. والفرق الطبية ومهندسي الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والعلاقات.

 واستعرض مجموعة من الحالات التي كان للبيانات المتوفرة الدور في الكشف عنها ومعالجتها.
وتطرق د. محمد البديوي إلى دور البيانات الضخمة في مجال الروبوتات الذكية والثورة الصناعية الرابعة، وأنه في السابق كانت هناك حواجز بين الإنسان والروبوت، إلا أنه مع توافر البيانات والتقنيات الحديثة وصل الروبوت إلى مرحلة فهم حركة الإنسان، بهدف تقليل المسافات حتى يتم التعاون معا لقدرة الروبوت على القيام بمهام صعب على الإنسان أدائها، فأصبح يحاكي الإنسان بناء على فمهمه وقادر على تغيير مساره تبعا للمستجدات، وذلك في المجال الطبي والصناعي وغيره.

فالبيانات الضخمة هي من يجعل الروبوت يمتلك القدرة على أداء الكثير من المهام، وذلك من خلال تكرار البيانات لاكتساب مهارات التعلم. وإنشاء بيانات هو الأصعب لذلك يجب أن يكون هناك هدف واضح للاستفادة من تلك البيانات منعا لهدر الوقت والجهد. والتي من خلالها يستطيع الروبوت اكتشاف وفهم التباين في حركة الإنسان.  وتحدث د. حسام الدين مختار عن دور الجامعات في إدارة البيانات الضخمة واستعدادات الذكاء الاصطناعي للاستفادة منها، وأكد وجود علاقة تكاملية بين البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، فكلاهما بحاجة إلى الآخر في تحليل وغدارة البيانات، وقد كان ينظر للبيانات الضخمة باعتبارها تحد كبير، ولكن كلما زادت البيانات كلما استخدم الذكاء الاصطناعي في إدارة وتحليل وتحسين الجودة وحل المشكلات وتقديم الرؤى المستقبلية والتنبؤات.

 وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يشمل التعلم الآلي ويشمل البيانات ويستخرج الخواص المميزة منها لبناء نماذج التعلم الآلي، أما التعلم العميق فيحتاج لبيانات مباشرة وضخمة لدمج واستخراج الخواص المميزة وبناء نماذج التعلم آلياً.
 وعن التحديات في إدارة البيانات الضخمة أهمها الحصول على البيانات يليها تسمية وتصنيف البيانات وتحسين جودتها ثم حفظها. أما الحلول فتشمل الاكتشاف والإنتاج وتعزيز القدرات والتصنيف اليدوي والتعلم الذاتي والبرمجة.  وحول دور الجامعات في إدارة البيانات وتقديم الحلول البحثية المبتكرة أكد د. حسام أهمية التعاون مع الجهات الوطنية والقطاع الصناعي وتشجيع الطلاب والباحثين على الابتكار وتقديم الحلول.