دوري في (الاختيار 3) كان رائعا وسعدت به كثيرا

نادية رشاد: اجتهد وقدّم على قدر استطاعك

نادية رشاد: اجتهد وقدّم على قدر استطاعك

الفنانة نادية رشاد جسَّدت العديد من الشخصيات التي  رسخت في ذاكرة جيل بأكمله، ولم تكن فنانة فحسب بل  كانت كاتبة سيناريو لأكثر الأفلام التي ناقشت أهم قضايا المجتمع منها (آسفة أرفض الطلاق)، برعت فى تجسيد دور والدة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى مسلسل (الاختيار 3) الذي حقق نجاحا باهرا، وتم تكريمها من الرئيس في الاحتفال بيوم المرأة المصرية، ومع احتفالها بالتكريم فاجأت محبيها بصدور كتاب جديد يتحدث عن سيكولوچيات سيدات مسنات تأثرت صداقتهن بأحداث 2011..

• جسدتِ دور والدة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مسلسل (الاختيار3) فما انطباعك عن هذا الدور بعد النجاح الباهر للمسلسل؟
- الدور كان رائعا، وسعدت به كثيرا عندما قرأت السيناريو،  وكان  دورا يعتمد على المواقف الإنسانية والمشاعر، حيث أبرز الجانب الإنساني فى حياة الرئيس، سعدت به لأنني من خلال هذه الشخصية أبرزت دور المرأة فى حياة شخصية قيادية، وجاء تكريم الرئيس لي في يوم المرأة المصرية ليكمل فرحتي، وشعرت وقتها بأن الدور كان له صدى كبير.

• كيف أثرت نشأتكِ فى عشقك للفن والكتابة؟
- كان والداي متفاهمين، وعاشقين لقراءة السير الذاتية، فقرآ السيرة المحمدية ومولد الرسول ونهج البردة، وكانا يحرصان على قراءة كل ما يخص الجانب الديني، ويجمعانني أنا وإخوتي ليحكيا لنا كل ما قرآه، وقد ولدت في وقت لم يكن به تلفزيون، كنا نستمع إلى ألف ليلة وليلةـ وهكذا تربى بداخلنا الحس الفني وعشق القراءة والكتابة.

• تذكرين البدايات.. وكيف تم اكتشاف موهبتك؟
- التحقت بمسرح المدرسة وأنا في سن ثماني سنوات، وعشقت التمثيل منذ طفولتي، ومن هذا الوقت كنت بدأت أعشق القراءة، وأصبح عندي حصيلة لغوية جعلتني أبدأ في الكتابة من سن 12 سنة، وتوقفت في الثانوية العامة إلى أن التحقت بكلية الآداب، وانضممت وقتها لمسرح الكلية الذي كان يشرف عليه حينذاك الفنان أحمد ضيف، والذي كان يرأسه الفنان القدير فؤاد المهندس رحمة الله عليه، وأول عمل  درامي شاركت فيه هو مسرحية أديت فيها دور البطولة بعدها قدمت مسرحية لكلية الزراعة باسم (إيفانوف) من الأدب الروسي، ثم مسرحية (30 يوم فى السجن) وجسدت فيها شخصية أزهار، وكانت شخصية فجة، ثم قدمت مسرحية (كلهم أبنائى) لآرثر ميلر.

• ما أصعب الأدوار التى قدمتِها؟
- كان دوري في (القاهرة والناس) الذي جسدت فيه شخصية بها العديد من الديفوهات، وفي الحقيقة هذه الشخصية استغرقت وقتا طويلا حتى تغيرت الفكرة بعد أن جسدت دور السيدة بركة التي ربت الرسول عليه الصلاة والسلام، بعدها بدأت فى كتابة السيناريوهات، وقد حققت أفلامي نجاحا كبيرا، إذ قدمت فيلم (آسفة أرفض الطلاق)، و(القانون لا يعرف عائشة)، و(لحظات حب)، وكتبت للتلفزيون مسلسل (مباراة زوجية) الذي أناشد التلفزيون المصري بإعادة بث حلقاته لأنني قدمت من خلاله حبكة درامية تتناول ما يعاني منه الآن العديد من الأسر التي تفككت بسبب العنف البدني ضد المرأة، فالعنف لا يقتصر على الطبقات البسيطة ولكنه موجود في كل طبقات المجتمع.

•وأخيرا كتابك (مسك  الليل) لماذا تأخرت فكرة تقديم كتاب كل هذه السنوات؟ وما فكرة الكتاب؟
- كنت مهتمة بكتابة السيناريوهات ثم خرج (مسك الليل) إلى النور، وفكرته تحكي عن قصة خمس سيدات مسنات تجمعهن صداقة نسبية تتأثر بأحداث عام 2011، وتأثير الحياة العامة عليهن وهن فى هذه السن.  

• بمن تأثرتِ فى كتابتك؟
- تأثرت كثيرا بالأديب طه حسين وبكتاب البدايات فأنا أؤيده فى فكرة مجانية التعليم، فالفقر لا يقف حائلا أمام شخص موهوب، فقد لفت نظري لقضايا المرأة من خلال فيلم دعاء الكروان؛ إذ جسد في فيلمه قضية الفتاة الجاهلة التي لا تملك من الخبرة الحياتية ما يجعلها تتصدى لشاب لا يتحمل أى مسئولية ومستهتر، وتمكن من خداعها وهي المجنى عليها،  وهنا بدأت أفكر أن الفتاة أخطأت خطأ له تبرير وهو الجهل..  وكيف لأهلها أن يتركوها لتخدم فى بيت شاب من طبقة مختلفة عنه بينما كان ثمن خطئها هو القتل.وتذكرت قصة دولت فهمي وهي حادثة شهيرة فى السياسة المصرية، حيث حكم على شخص بالإعدام ولكي تنقذه قالت: إنه كان موجودا عندها في الشقة فى ذلك الوقت فحصل على حكم البراءة، ولكنّ أخاها قتلها، كل هذا أثّر في فهمي لقضايا المرأة ومحاولتي لتبنيها في كتاباتي، وقد تأثرت كثيرا بذلك كتاباتي وقراءاتي لأنك لن تستطيع الكتابة دون الحصول على حصيلة كلمات لغوية من القراءة، هي حالة لا تتكرر كثيرا من أهل الفن، ونوع من أنواع التغيير، فاستخدام الفنان لمفرداته فى أي عمل فني  يجعله منفردا ومتميزا، ولم أكن بمفردي فكان الفنان عبد الوارث عسر يكتب السيناريو هو وسيد بدير،  فالهدف من الفن هو الاختلاف، وقد درست  الفلسفة وعلم النفس، ودرست كتاب الوجودية.

• كتبتِ سيناريو لأشهر الأفلام والمسلسلات التي تخص المشكلات الزوجية وعرضتِ حلولا لها فمن وجهة نظرك ما الذي جدَّ على الأسرة المصرية ليصل بمعدل الطلاق إلى أعلى النسب الآن؟
-  الاختلاف فى كون الشباب الآن أقل صبرا على التحمل  وعلى استمرار الحياة  الزوجية؛ لأنهم أصبحوا نافذي الصبر، لذلك فأنا أنصح الشباب.. إذا كنتم ترون أن الزواج تجربة فحاولوا أن تؤجلوا فكرة الإنجاب حتى تتقبلوا بعضكم وحتى لا نخرج للمجتمع أشخاصا غير متدنيين يخربون أسرهم لأنهم سيخرجون ما تربوا عليه، كذلك فإن (القايمة) أصبحت معضلة (كسيف خشب) جعلت الرجل يراوغ إلى أن يصل بالمرأة إلى طلب الخلع، والنتيجة أب مُتخلٍّ عن مسئولياته، وأم تجرى لتصرف على أولادها، نحن نحتاج إلى خطة لتطوير الأخلاقيات، نحتاج إلى رائدات وبخاصة فى الريف تكون من أهل القرية، تحاول نشر ثقافة حل المشكلات الأسرية من خلال التفاهم ومن خلال أساليب حل بسيطة.

• انفصلتِ عن زوجك الفنان محمود الحديني منذ عدة سنوات فهل لو عاد بك الزمن كنت تراجعتِ عن هذا القرار ؟
- فكرة الطلاق كانت فكرة فلسفية بالنسبة لي، كنت أحب أن أنفرد بنفسي، وكان قرارى هذا لم يؤثر علي أولادي؛ لأنهم  كانوا تزوجوا وأنا أديت رسالتي كاملة نحوهم، وتم التراضي التام بيني وبين زوجي دون أي أعباء مالية، والآن نحن صديقان.

• بعد هذا المشوار في الفن والكتابة ما خلاصة تجاربك  في كل من العمل والزواج والأبناء؟
- أبدأ بالزواج حيث يجب أن يعرف كل من الرجل والمرأة أن الزواج ليس بوظيفة لها راتب ومعاش، ويجب أن تحرص المرأة على أن يكون  لها دخل مستقل حتى تكون قراراتها مستقرة.  ومن خلاصة مسيرتي أقول: في  العمل (اجتهد وقدّم على قدر استطاعك). وفي تربية الأبناء (أيها الآباء أنتم لا تربوا بمفردكم فرفقا بأنفسكم). وفي الفن (حاولوا أن تكونوا لسان صدق)، وفي الحياة (إذا كان في يد أحدكم فسيلة فليزرعها).