نادين جابر: اللغة المستخدمة في المسلسل ليست لغتي

نادين جابر: اللغة المستخدمة في المسلسل ليست لغتي

بعد النجاح الكبير الذي يُحققه الجزء الثاني من مسلسل (للموت)، ليس معروفاً إذا كان هناك قرار بتصوير جزء ثالث منه بحسب ما قالته كاتبة العمل نادين جابر التي تعتبر أن القرار يعود لشركة الإنتاج والتلفزيون.
جابر تحدثت في هذا الحوار عن تفاصيل (للموت 2) واللغة المثيرة للجدل التي وصفها البعض بـ(الفظة والوقحة) المستخدَمة في المسلسل:


• هل قلتُم لحُسن الحظ إنكم صوّرتم (للموت 2) الذي تَطَوَّرَ على طريقة المسلسلات التركية التي تحافظ على أبطالها الأساسيين ثم تستعين بمجموعة أخرى من الممثلين كي تتمكن من الاستمرار؟
- لا شك في أن تقديم جزء ثانٍ من (للموت) كان قراراً صائباً، والدليل هو النجاح الكبير الذي يحققه.
ومن الطبيعي في أي جزء ثان من أيّ عمل، حتى عالمياً، أن تتم الاستعانة بشخصيات جديدة وأن يجري التطرق إلى قصص جديدة تتشابك بطريقة أو بأخرى مع القصة الأساسية لتعزيزها أكثر.

• اللافت أن اسم ليليان نمري تَصَدَّرَ (الترند) بين ممثّلات المسلسل؟
- هذا صحيح، لأن خطها في المسلسل ترك أثراً كبيراً عند الناس، وهي عدا كونها ممثلة عظيمة، فإنها أتقنت الدور بشكل رائع جداً.
الخط الذي تلعبه ليليان نمري موجع جداً ويتحدّث عن معاناة أطفال الشوارع، وهذا الخط كان وجوده ضرورياً في المسلسل لأن أبطاله هم في الأساس أطفال شوارع، ونحن في المسلسل تطرقنا إلى كيفية تربيتهم واستغلالهم.
هذا الخط أساسي جداً في (للموت) وكأنه شكّل صلة وصل مع الجزء الأول لأننا لا نلبث أن نكتشف أن خلود كانت تعيش عند (حليمة) (ليليان نمري) وكأن الثانية كانت موجودة في الجزء الأول ولكن الكاميرا لم تصوّرها بل صَوَّرَتْها في الجزء الثاني فقط.

• يبدو لافتاً التركيز على محمد الأحمد في الجزء الثاني من المسلسل، خصوصاً لناحية عدد مَشاهده مقارنةً مع الجزء الأول، إذ ان مَشاهده كانت قليلةً مع أن دوره كان أساسياً فيه؟
- هذا ما كان يجب أن يحصل لأن اللعبة أصبحت عنده، والجزء الثاني مبنيّ على انتقام (هادي) من (سحر) و(ريم) وبالعكس. الجزء الأول انتهى بوصوله إليهما، ومن الطبيعي أن يقوم بالانتقام منهما.
• في أيّ منطقة نشأتِ وأمضيت طفولتك؟
- في مدينة بيروت.

• في أيّ منطقة من بيروت؟
- في الرملة البيضاء.

• ومن أين استمددتِ اللغة الدرامية التي تستخدمينها في المسلسل والتي عدا كونها شعبية فإنها لا تخلو من الوقاحة؟
- هذا صحيح، ولكن اللغة المستخدمة في المسلسل ليست لغتي.

• ومن أين اكتسبتِ المفردات التي استخدمتِها في المسلسل لأن مَن يسمع حوارات الممثلين يظن وكأنك تَشَرَّبْتها منذ الطفولة؟
- أعيش في هذا البلد، كما أنني من الأشخاص الذين يتأملون كل ما يجري حولهم وأزور بعض المناطق وأقوم بأبحاث وأقابل أناساً، لأنه يفترض بي ككاتبة أن أتكلم بلسان شخصيات المسلسل، فإذا لم أقابل هؤلاء الناس فكيف يمكن أن أتحدث بلسانهم أو أن أتكلم بلغتهم!

• هناك الكثير من المسلسلات الشعبية، ولكنك تتميزين عن غيرك من الكتّاب بحواراتك التي لا تخلو من (القفشات) وهي تعكس سرعةَ بديهةٍ وذكاء يميّزانك كتابة؟
- وهذا أمر يُفْرِحُني. أنا ألبس (الكاراكتير) الذي أتكلم عنه وأتحدّث بلغته.

عندما أكتب لا أشعر بأن نادين جابر هي التي تكتب، بل (خلود) أو (سحر) أو (ريم) هن اللواتي يتكلّمن، وأعيش الطريقة التي تتكلم بها الشخصيات، والممثلون يعيشون الحالة التي يفترض أن يجسّدوا من خلالها الكاراكتير.
لطالما كان يُقال (لماذا لا تتحدث الدراما اللبنانية بلغتها)، وأنا كتبتُ بالطريقة التي يتكلم بها أطفال الشارع.
إلى ذلك الناس يسبّون ويشتمون ولكن ليس بإمكاننا بثّ الشتائم كما هي على الهواء، لذا لجأنا إلى تجميلها.
كلام أطفال الشوارع بذيء جداً والمفردات البديلة التي استخدمناها في المسلسل يمكن أن تمرّ.

• وهل نتوقع جزءاً ثالثاً من مسلسل (للموت) بما أن جزأه الثاني يُحقق النجاح أيضاً؟
- كل الناس يسألونني عن إمكان تصوير جزء ثالث من هذا العمل، ولكن القرار لا يعود لي، بل لشركة الإنتاج بالاتفاق مع التلفزيون. فإذا قررا جزءاً ثالثاً وطلبوا مني كتابته عندها عليّ أن أفكر ملياً قبل إعطاء الجواب النهائي.