ناشونال إنترست: 5 أخطاء مجانية ارتكبها بايدن في السياسة الخارجية

ناشونال إنترست: 5 أخطاء مجانية ارتكبها بايدن في السياسة الخارجية


كان من المتوقع أن يلقي الرئيس الأمريكي جو بايدن كلمة بارزة عن سياسته الخارجية في الأول من شباط، لكن تم تأجيلها بسبب سوء الأحوال الجوية.
لا يبدو نائب رئيس مؤسسة هيريتدج جايمس كارافانو مقتنعاً بالسبب. ففي نهاية المطاف، لا يملك بايدن الكثير ليتباهى به على مستوى السياسة الخارجية، ويظهر أنه مصمم على إعطاء الأولوية للسياسات الحزبية عوضاً عن السياسات الجيدة، وفقاً لكارافانو. وذكر الأخير في مجلة “ناشونال إنترست” خمسة أخطاء محبطة ارتكبها بايدن تُسعد اليسار المتطرف لكنها لا تبشر بالخير للازدهار والأمن الأمريكيين.

إلغاء خط أنابيب كيستون أكس. أل.
أمكن مشروع الطاقة هذا أن يضاعف واردات النفط الخام الكندي بشكل فعال وآمن واقتصادي عبر خط الأنابيب. أغلق بايدن الخط في اليوم الأول. هذه سياسة مناخية سيئة. سيتم نقل النفط عبر وسائل بديلة تضخ المزيد من غازات الدفيئة في الأجواء.
وهي سياسة اقتصادية سيئة إذ سوف يقتل قرار بايدن آلاف الوظائف ويرفع أكلاف الطاقة في الولايات المتحدة وكندا. وهي أيضاً استراتيجية سيئة لأنها تقوض أمن الطاقة الأمريكي.
علاوة على كل ذلك، يشكل قرار الإلغاء سياسة خارجية سيئة بما أنه يوجه ضربة مالية لأقرب حلفاء واشنطن. وصف رئيس وزراء ألبيرتا جايسون كيني خطوة بايدن بأنها “ضربة قاصمة».
 يرى كارافانو أنّ أفضل مرحلة انتقالية لأمريكا نحو مستقبل بيئي مستدام تكمن في بناء الاقتصاد وممارسة القيادة العالمية في مسألة الطاقة عبر القوة. قتلُ خط أنابيب كيستون أكس. أل. لا يفعل أياً من ذلك.

سياسة مناخية متهورة
قرر بايدن العودة إلى اتفاقية باريس للمناخ بعدما انسحبت منها إدارة ترامب لأن بنودها لم تقيد الصين التي تعد أكبر ملوث في العالم. في هذه الأثناء، فرضت الاتفاقية أكلافاً هائلة على الولايات المتحدة دون أن تخفض الحرارة العالمية بأي مقدار ملموس. لم يقترب أي موقّع على الاتفاقية من تحقيق الأهداف المرسومة.
تضخ الصين ضعفي كمية الغازات الدفيئة التي تضخها الولايات المتحدة اليوم وما يفوق الكمية التي كانت بيجينغ نفسها تضخها عند توقيعها على الاتفاقية. في هذه الأثناء، حققت الولايات المتحدة تطوراً بيئياً ملحوظاً عبر الاستناد إلى قوى السوق. انخفض نصيب الفرد الأمريكي من الانبعاثات الكربونية خلال العقد الماضي برقم قياسي لم تتوصل إليه أي دولة أخرى. لذلك، لا سبب وجيهاً يدعو الولايات المتحدة إلى الانضمام مجدداً للاتفاقية وفقاً لكارافانو. لكنْ ثمة خطر كبير في العودة إليها.
وضع بايدن خطة لتقليص الانبعاثات الوطنية وفقاً للاتفاقية. من المرجح أن تعتمد هذه الخطة على تدخلات حكومية مركزية لتسريع “اخضرار” أمريكا. تُحبط هذه الأنواع من التدخلات الابتكار وتسيء تخصيص أموال دافعي الضرائب، كما تنتهي غالباً بفضيحة كما حصل مع شركة سولاندرا للطاقة البديلة التي حصلت على دعم حكومي بقيمة مئات المليارات من الدولارات قبل أن تعلن إفلاسها بعد سنوات قليلة.
يشير كارافانو إلى أن الحلول المستندة إلى قواعد السوق تقود المرحلة الانتقالية بشكل أفضل نحو “ثورة صناعية خضراء” حقيقية. إن الانضمام إلى اتفاقية باريس هو سياسة لي أذرع من أجل تنفيذ أجندة سياسية راديكالية ستجعل أمريكا أقل تنافسية في عالم شديد التنافسية.

لا شيء جديداً
في ستارت الجديدة
وقعت إدارة أوباما على معاهدة مع روسيا لحظر انتشار الأسلحة النووية لكنها بالحقيقة لم تقيد الكثير من الأمور. شملت المعاهدة 45% من ترسانة بوتين النووية فقط وسمحت لروسيا ببناء المزيد من الأسلحة النووية بينما طلبت من الولايات المتحدة تقليص مخزوناتها منها. وتميزت المعاهدة بنظام تحقيق ضعيف جداً. مع اقتراب نيو ستارت من نهاية مدتها، كانت الإدارة السابقة تفاوض من أجل اتفاق أفضل. تجاهل فريق بايدن ذلك العمل.
عوضاً عن ذلك، أرادت الإدارة توقيع تمديد معاهدة أوباما لخمس سنوات. وفي وقت تتحول روسيا والصين إلى قوى نووية أكثر خطورة، أصبحت المعاهدات التي يمكن التأكد من تطبيقها أهم من أي وقت مضى. التوقيع على القديم بقدمه يرسل إشارة مروعة بأن إدارة بايدن أكثر حرصاً على احترام أخطاء حقبة أوباما وأجندة اليسار.

سياسات هجرة غير مسؤولة
وصف كارافانو سياسة الإدارة السابقة بالنجاح غير القابل للدحض لأنها أمنت مراقبة أفضل للحدود الأمريكية الجنوبية وتنفيذ قوانين الهجرة. يحاول بايدن إلغاء كل ذلك. أوقف بناء الجدار الحدودي وأدخل مشروع قانون عفو راديكالي كما بدأ يعلق أو يعكس السياسات التي شددت أمن الحدود. وتفرض سياسات الحدود المفتوحة مخاطر على صحة وأمان وازدهار جميع الأمريكيين.
أطلقت خطوة بايدن اندفاعاً جديداً من المهاجرين غير الشرعيين. يرى كارافانو أنه بوجود حدود قوية، بإمكان الولايات المتحدة البقاء دولة للمهاجرين والعمل على تعزيز اقتصادها وحماية مدنييها. لكن ما فعله بايدن هو أوضح إشارة إلى رغبته بوضع سياسات اليسار فوق مصالح الأمريكيين.

خلق تشويش
 في الشرق الأوسط
قبل مغادرتها البيت الأبيض، استطاعت الإدارة الماضية سحق داعش ومحاصرة إيران وتطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل. أنشأ ذلك أقوى أسس الاستقرار في الشرق الأوسط والذي لم يحصل عليه العالم منذ جيل. لكن عوضاً عن البناء على هذا النجاح، أطلق فريق بايدن رسائل ملتبسة ومربكة حول العودة إلى الاتفاق النووي وهو اتفاق آخر أحادي الجانب وقعه أوباما فأثرى وعزّز أكبر قوة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.
يجب على البيت الأبيض البناء على سياسات الترويج للأمن الجماعي والتعاون الاقتصادي الذي يصد إيران وروسيا والصين بشكل يريح أمريكا. عوضاً عن ذلك، يبدو بايدن أكثر حرصاً على إعادة إحياء أجندة أوباما الشرق أوسطية الفاشلة بحسب كارافانو.