ناشونال إنترست: يجب إبقاء الحرس الثوري بفروعه على لائحة الإرهاب

ناشونال إنترست: يجب إبقاء الحرس الثوري بفروعه على لائحة الإرهاب


يتصاعد الجدل حول شطب الحرس الثوري من لائحة المنظمات الإرهابية، ويبدو أن الرئيس جو بايدن قد استبعد حذفه عن اللائحة، ككل.
وتركز النقاشات الحالية حول استعداد واشنطن وطهران لحل وسط، ما يتضمن الإبقاء على تصنيف فيلق القدس، الجناح الخارجي للحرس، وشطب فروعه الأخرى من اللائحة مقابل تنازلات غير معروفة.
وكتب مدير السياسات في مؤسسة "متحدون ضد إيران نووية" جايسون برودسكي في مجلة "ناشونال إنترست" أن هذا الترتيب سيقوم على تمييز مصطنع بين فروع الحرس، ولكنه غير موجود في الواقع.

ولفت إلى أن الحرس الثوري الإيراني هو أكبر بكثير من فيلق القدس الذي يعتبر واحداً من أصغر وحداته ويضم فقط 5 آلاف ضابط ناشط، وفق تقدير وكالة الدفاع الأمريكية، رغم أن بعض التقارير تتحدث عن أرقام أعلى.
كما أن التقدير لا يضم الأعضاء في "محور المقاومة"، الذي يعمل وكيلاً وشبكة شريكة للحرس. لكن عدد عناصر فيلق القدس يبقى صغيراً جداً بالمقارنة مع القوة البرية للحرس التي تضم 150 ألفاً، والقوة البحرية التي تضم 20 ألفاً، والقوة الجوية التي تضم 15 ألفاً، واحتياط الباسيج الذي يبلغ عدده 450 ألفاً. وهكذا بينما يحظى فيلق القدس بانتباه في الغرب لدوره في رعاية الإرهاب، فإنه في واقع الأمر لا يعدو أن يكون مجرد برغي صغير في عجلة الحرس الثوري.

ويعين المرشد الأعلى علي خامنئي بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية، القادة الكبار في الحرس بمن فيهم قائد فيلق القدس.
وجرت العادة، أن يقبل خامنئي اقتراحات قائد الحرس حسين سلامي بالتعيينات المطروحة حتى على مستوى نواب القادة.
وعلى سبيل المثال، عند ترفيع نائب فيلق القدس محمد رضا فلاح زاده، فإن وسائل الإعلام الإيرانية قدمت ذلك على أنه كان بناء على اقتراح من سلامي وأن خامنئي وافق عليه، ما يظهر حجم انخراط قيادة الحرس الثوري وتحديداً سلامي، في هيكلية فيلق القدس.

وعندما كان قاسم سليماني قائداً للفيلق لاحظت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، أن "العلاقة الوثيقة مع خامنئي، أتاحت له أن يوجه النصح مباشرة وأن يتلقى الأوامر من خارج الهيكلية القيادية التقليدية".
وهذا دليل على العلاقة الخاصة بين سليماني والمرشد الأعلى، ويحتمل أن علاقة مماثلة تجمع أيضاً بين إسماعيل قاآني خليفة سليماني، وخامنئي.

ويشار إلى أن شطب الحرس الثوري من لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية والإبقاء على فيلق القدس، يذكر بالمقاربة التي تعتمدها بعض الحكومات الأوروبية، وتحديداً فرنسا والاتحاد الأوروبي، عند التمييز  بين الفرعين العسكري والسياسي لحزب الله اللبناني، في سياق العقوبات. لكن هذه المقاربة ترفضها قيادة الحزب.

وهناك بعض الذين يجادلون أن معظم أفراد الحرس يؤدون خدمة إلزامية. ومع ذلك، فإن وجود مجندين في الحرس لا ينفي دوره في توجيه الإرهاب في مختلف الفروع التي تدور في فلكه. وفي نهاية المطاف، فإن طهران تعيد السيناريو نفسه منذ عام، إذ تماطل في المفاوضات مع القوى العالمية لتحقيق تقدم في برنامجها النووي، بينما تقصر أمد خطة العمل الشاملة المشتركة، وفي الاثناء تحاول إبرام اتفاق أقوى لمصلحتها بمطالب لا علاقة لها بالنووي مثل شطب الحرس الثوري من لائحة التنظيمات الإرهابية الأجنبية.

وبدل ابتكار حلول "خلاقة" لإرضاء طهران، حان الوقت لصانعي السياسة في الولايات المتحدة وأوروبا لتقبل الحرس الثوري كما هو، تنظيماً إرهابياً، بكل فروعه.