نظمه مركز الفيفا الطبي واتحاد الكرة «عن بُعد»
نجاح كبير للمؤتمر الطبي العالمي حول تداعيات كورونا
اختتمت بنجاح أمس فعاليات المؤتمر الطبي العالمي الذي نظمه مركز الفيفا الطبي المتميز بدبي واتحاد الإمارات لكرة القدم بنظام الاتصال المرئي “عن بُعد” تحت عنوان “ الجوانب الطبية والفنية لاستئناف كرة القدم بعد توقف اضطراري استثنائي “ وذلك بمشاركة واسعة من الأطقم الطبية بمختلف الاتحادات الوطنية والأندية العالمية.
وهدفت جلسات المؤتمر الطبي إلى استعراض التجارب الناجحة حول العالم في تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية التي ساهمت بشكل كبير في عودة الحياة لبعض دوريات كرة القدم العالمية، وطرق التعامل مع الوباء العالمي من أجل العودة الآمنة لممارسة مسابقات كرة القدم التي لازال معظمها متوقفاً اضطرارياً لظروف استثنائية لم تحدث من قبل ، إضافة لاستعراض كيفية عودة التدريبات بصورة تدريجية ، والتأكيد على أن الأولوية القصوي للأطقم الطبية هي المحافظة على صحة اللاعبين وكل المنتسبين لنشاط الكرة وحيث أنه بالرغم من كل تلك الاجراءات لا يوجد ضمان بنسبة 100 % من الوقاية من الفايروس.
وعبر الدكتور مصطفي السيد الهاشمي رئيس لجنة الطب الرياضي باتحاد الكرة عن اعتزازه واشادته بتنظيم دولة الإمارات العربية المتحدة لأكبر مؤتمر طبي عالمي ضم مجموعة واسعة من المتخصصين العاملين بالأطقم الطبية بمختلف الاتحادات الوطنية الأعضاء بالفيفا والأندية العالمية ، مشيراً إلى أن المؤتمر حظي بإشادة كبيرة من جميع المحاضرين والخبراء في مجال الطب الرياضي الذين أكدوا أهمية مثل هذه المؤتمرات الحيوية لتبادل الخبرات وتوحيد الجهود الطبية والتعاون مع المؤسسات الصحية الرسمية لكل دولة .
وقدم رئيس لجنة الطب الرياضي باتحاد الكرة محاضرة عن نجاح تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة كوفيد 19 والجهود التي تبذلها القيادة الرشيدة للمحافظة على صحة المواطن والمقيم وكامل أفراد المجتمع من خلال البرامج المختلفة منها مشروع التعقيم الوطني وانشاء مراكز المسح في كافة أنحاء الإمارات إلى جانب التحفيز المستمر لخط دفاعنا الأول وكافة العاملين في المجال الصحي .
وتحدث الهاشمي عن الدور الذي لعبه اتحاد كرة القدم برئاسة الشيخ راشد بن حميد النعيمي الذي أطلق عدداً من المبادرات المجتمعية منها مبادرة بطولتنا سلامتكم التي شهدت تفاعلاً كبيراً بين افراد المجتمع الرياضي وكذلك وضع كافة منشآت ومباني الاتحاد تحت تصرف الجهات الصحية ، علاوة على عقد اجتماعات وورش عمل طبية للأندية المحلية وكافة منتسبيها .
من جهته أكد الدكتور مراد الغرايري مدير مركز الفيفا الطبي المتميز بدبي الذي أدار جلسات المؤتمر بأن صراع الطب مع فايروس كورونا يمكن تشبيهه بمباراة كرة قدم بها نواحي دفاعية وهجومية ، مشيراً إلى أهمية الجانب الطبي خلال هذه الفترة وهو الأمر الذي دعانا لعقد هذا المؤتمر ودعوة نخبة من المحاضريين العالميين للاطلاع على تجاربهم والاستفادة منها .
وتناولت أولى جلسات المؤتمر التي قدمها الدكتور كلاينفيلد المدير الطبي العام للعديد من المسابقات التي نظّمها الاتحاد الدولي لكرة القدم تجربة ألمانيا في فرض الخطوات الاحترازية لمواجهة جائحة فايروس كورونا للسيطرة على تزايد أعداد المصابين، والتي مهدت الطريق لعودة مسابقة الدوري الألماني لكرة القدم مع مواصلة جهود الأطقم الطبية للفرق بمتابعة الالتزام الكامل بالطرق الوقائية التي وجهت لها السلطات الصحية بألمانيا ، والتنبيه على اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية بالاستمرار في الالتزام خلال الحصص التدريبية والاهتمام بالصحة الشخصية واستخدام المعقمات وإجراء التحاليل الطبية بصفة دورية مستمرة نظراً لحالة التلامس البدني بين اللاعبين الناتجة عن المنافسة للحصول على الكرة خلال التدريبات والمباريات ، ومعاودة النشاط لا تعني انتهاء تفشي الفايروس ومخاطر التعرض للاصابة لازالت قائمة وعلينا الحذر.
وفي السياق ذاته ، تطرق الدكتور شافي باييه رئيس الوحدة الطبية بنادي برشلونة الإسباني في محاضرته كيفية الاستعداد بصورة سليمة قبل عودة نشاط كرة القدم المتوقف حالياً في معظم البلدان، وتناولت محاضرته تأثير عدم التدريب خلال فترة التوقف على اصابة العضلات والأوتار ، فيما تحدث الدكتور مارسيو تانوري طبيب نادي فلامنجو البرازيلي عن أهمية إجراء عملية تقييم بدني ونفسي لجميع اللاعبين خلال توقف النشاط لمعرفة تأثير التوقف على البناء العضلي للاعبين وعلى الجانب السيكولوجي، وقدم طرق لتحفيز اللاعبين على مواصلة التدريبات عن بعد.
وطالب الدكتور فرنشاك دروينيك طبيب نادي شندغو الصيني الأطقم الطبية بالأندية بضرورة تقييم وظائف الجهاز التنفسي والقلب والوعية الدموية لجميع اللاعبين قبل استئناف النشاط، وضرورة الالمام بالتاريخ المرضي لكل لاعب على حدة .
في المقابل تحدث الدكتور دارل أوسبار طبيب نادي أورلاندو سيتي الأمريكي عن كيفية تقليل ومنع حدوث اصابات الرباط الصليبي ، حيث عرض خلال محاضرته كيفية حدوثها وعوامل الخطر التي تزيد من احتمالية حدوث الاصابة ، وناقش مع المشاركين العوامل التي من شأنها تقليل نسبة حدوث إصابة الرباط الصليبي أهمها رفع اللياقة البدنية للاعبين ، تقوية العضلات ، تقوية الجهاز العصبي وتعليم اللاعبين كيفية الحركة السليمة. واختتمت جلسات المؤتمر بمحاضرة ألقاها الدكتور لويس تيل طبيب نادي موناكو الفرنسي والمدرب برونو ماريه رئيس قسم اللياقة البدنية بالنادي الفرنسي ركزت على أهمية تقييم الأضرار التي لحقت بلاعبي بعض الفرق الذين خضعوا للحجر الصحي، وأهمية الحفاظ على التدرج في الأحمال والعودة التدريجية للتدريبات ومراقبة الإرهاق واللياقة البدنية عن كثب وبدقة ، وإعداد برنامج تأهيلي لكل لاعب على حدة .
وشهد المؤتمر الرد على كافة الأسئلة والاستفسارات من قبل المشاركين منها كيفية التعامل مع الحالات الإيجابية في البلدان التي استأنفت نشاطها الرياضي ، حيث كانت الإجابة هي ضرورة الحجر الصحي للاعب أو الفريق بالكامل 7 أيام إلى 14 يوم لحين التأكد من نتائج التحاليل الطبية اللازمة وفقاً للاجراءات الاحترازية المتبعة في كل دولة . وعن وجود أي أبحاث طبية لها علاقة بتأثير الحجر الصحي وعدم ممارسة النشاط على ارتفاع عدد الاصابات و عدد الفحوصات التي يتم اجراؤها للاعبين في الدوريات التي تم استئناف النشاط بها ، تم التأكيد بعدم وجود أي بحث لهذا المحتوى خلال الفترة الحالية ، فيما يتم اجراء الفحص مرتين أسبوعياً لجميع اللاعبين بالاضافة الى إجراء الفحص في حال ظهور أي أعراض . وعن التأثير النفسي للتوقف المفاجئ لنشاط كرة القدم ، تم التأكيد على ضرورة تهيئة جميع اللاعبين نفسياً من قبل مختصين وبالأخص في ظل تأثير العوامل النفسية على إصابات اللاعبين . وفي نهاية المؤتمر اتفق جميع المحاضرين حول أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات العالمية لتبادل الأفكار واستعراض التجارب المختلفة ، موجهين شكرهم للمركز الطبي للفيفا بدبي واتحاد الإمارات لكرة القدم على تنظيمهم للمؤتمر بشكل مثالي .