رئيس الدولة والرئيس المصري يبحثان العلاقات الأخوية والتطورات الإقليمية
نجم اليمين الفرنسي الصاعد.. بارديلا يقترب من الإليزيه
رأى الكاتب السياسي المقيم في فرنسا، جوناثان ميلر، أن الوقت قد حان لأخذ احتمال تولي جوردان بارديلا منصب الرئيس الفرنسي المقبل على محمل الجد، إذ برزت نجوميته بقوة خلال تجمع نظمه حزب التجمع الوطني بمناسبة عيد العمال في مدينة ناربون، معقل اليمين الفرنسي.
كتب ميلر في مجلة سبكتيتور أن هذا التجمع مزج بين السياسة وأجواء الديسكو، في مشهد طغت عليه مشاركة الشباب الذين رقصوا أمام المنصة ولوّحوا بالأعلام الفرنسية، في حين تقلّص حضور أنصار الحزب من كبار السن الذين دعموا عائلة لوبان لأربعة عقود.
خطاب لوبان الباهت .. وفي البداية، تحدثت مارين لوبان، البالغة من العمر 56 عاماً، وحظيت بتصفيق حار، لكن خطابها بدا باهتاً، فيما عكست ملامحها إنهاكاً سياسياً، ورغم تأكيدها الاستمرار في الساحة بعد ثلاث محاولات رئاسية فاشلة، إلا أنها تواجه طريقاً مسدوداً. خلافاً لذلك، ألقى جوردان بارديلا، رئيس الحزب البالغ من العمر 29 عاماً، خطاباً حماسياً تميز بالشاعرية والصرامة، تعهد فيه بتشديد القبضة على الجريمة، وهاجم الناشطين البيئيين، وأشاد برجال الأعمال. كما وعد بترحيل المجرمين الأجانب، مع التركيز على الجزائر، التي قال إنها أهانت فرنسا برفضها استقبال مواطنيها الصادر بحقهم أوامر ترحيل. وردّ الحشد بحماس شديد.
من هو بارديلا؟.. وينحدر بارديلا من حي متواضع بضواحي باريس، حيث نشأ مع والدته التي كانت مساعدة رعاية أطفال.
والتحق بحزب الجبهة الوطنية (الذي أصبح لاحقاً التجمع الوطني) في سن السادسة عشرة، وصعد سريعاً في صفوفه.
وتولى منصب سكرتير مقاطعة في التاسعة عشرة، وانتُخب عضواً في مجلس إقليمي عام 2015، ثم أصبح متحدثاً باسم الحزب عام 2017. وفي سن الثالثة والعشرين، أصبح عضواً في البرلمان الأوروبي، وقاد الحزب في الانتخابات الأوروبية عام 2019.
وفي 2022، انتُخب رئيساً للحزب بنسبة 84.8% من الأصوات، ليكون أول زعيم للتجمع الوطني من خارج عائلة لوبان.
وفي 2024، قاد الحزب مجدداً في الانتخابات الأوروبية محققاً نسبة تاريخية بلغت 31.4% من الأصوات.
استقطاب الناخبات .. تميز بارديلا بقدرة لافتة على استقطاب الناخبين الشباب، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتابعه أكثر من مليوني شخص على تيك توك. وصورته المصقولة وشبابه ومهاراته الإعلامية عززت شعبيته، خاصة بين الناخبات، وهي الفئة التي كان الحزب يجد صعوبة في الوصول إليها.
وكشف استطلاع أجراه معهد «إيبسوس» أن نسبة النساء اللواتي صوّتن للحزب ارتفعت من 20% عام 2019 إلى 30% عام 2024، متجاوزة لأول مرة نسبة الرجال بفارق بسيط.
ورغم حرص بارديلا على عدم تحدي مارين لوبان علناً، إلا أنه ليس مضطراً لذلك. فبعد إدانتها في مارس (آذار) الماضي بتهمة تحويل أموال البرلمان الأوروبي، أعلنت السلطات عدم أهليتها للترشح للرئاسة عام 2027. وبينما تستأنف لوبان الحكم، أكد بارديلا عزمه على الترشح إذا بقي الحكم سارياً.
لطالما وُصف التجمع الوطني بالحزب المتطرف، غير أن بارديلا يهدد بتغيير هذه الصورة. وبخلاف لوبان، لا يرتبط بارديلا بالمؤسس اليميني المتطرف جان ماري لوبان. كما أنه يدفع الحزب باتجاه موقف أكثر انفتاحاً على قطاع الأعمال، بعكس السياسة الاقتصادية اليسارية التي روّجت لها مارين لوبان.
ورغم صغر سنه – إذ سيبلغ 31 عاماً عند انتخابات 2027 – يرى ميلر أن هزيمة بارديلا ستكون صعبة إذا واصل استعراض موهبته السياسية كما فعل في ناربون.