رئيس الدولة: تطوير القوات المسلحة وتحديث قدراتها وتعزيز جاهزيتها أولوية إستراتيجية
في ختام قمة الآلات يمكنها أن ترى
نهيان بن مبارك: الابتكار والقيم الإنسانية ينبغي أن تقود مستقبل الذكاء الاصطناعي
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، أن التسامح والقيم الإنسانية والشمولية، يجب أن تكون عناصر محورية في توجيه التطور السريع للذكاء الاصطناعي (AI)، بما يضمن أن تسهم هذه التكنولوجيا في إثراء حياة الإنسان بدلاً من الإضرار بها أو زعزعتها.
جاء ذلك خلال كلمته في النسخة الثالثة من قمة “الآلات يمكنها أن ترى 2025”، التي أقيمت في “متحف المستقبل” بدبي، حيث أبرز معاليه مكانة المدينة كمركز عالمي للابتكار والتعاون وتطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول.
وتُعد القمة جزءًا من “أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي 2025” الذي أقيم تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل بتنظيم مركز دبي للذكاء الاصطناعي، إحدى مبادرات المؤسسة، في متحف المستقبل،وعدد من المواقع الأخرى في دبي.
وقال معاليه: “ يسعدني أن أكون معكم في قمة “الآلات يمكنها أن ترى” لهذا العام، ويشرّفني أن يُعقد هذا المؤتمر تحت الرعاية الكريمة لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وأتقدم بخالص الشكر والامتنان إلى سموه على دعمه القوي والفعّال لجميع المبادرات المفيدة التي تعود بالنفع على المجتمع ولها قيمة إنسانية رفيعة، كما أرحب بكم جميعًا، وأشكر حضوركم ومشاركتكم أفكاركم حول الذكاء الاصطناعي في هذا المؤتمر المهم، وأتوجه بالشكر إلى مؤسسة دبي للمستقبل، ومكتب الذكاء الاصطناعي في الإمارات، وجميع الجهات المنظمة والداعمة».
وأضاف معاليه: “ من الطبيعي تمامًا أن يُعقد هذا المؤتمر في دبي. فهذه المدينة العالمية تشتهر بتبنيها للتكنولوجيا الحديثة، وهذا يتجلى من خلال دعمها ونموها للشركات والمؤسسات التي تساهم في جعل دولة الإمارات مركزًا للذكاء الاصطناعي في المنطقة والعالم. إنها مدينة تنظر إلى المستقبل بثقة، ومتحف المستقبل هذا دليل واضح على مكانتها كمدينة مستقبلية”.
وأكد معاليه أن دولة الإمارات، تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، تثمّن الإنجازات التكنولوجية، لا سيما تلك التي تخدم التعليم، والبيئة المستدامة، والرعاية الصحية، والاقتصاد، والمجتمع المنتج، والمبتكر، والمزدهر، وبدعم قوي من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، تمضي دولة الإمارات في الاستفادة الكاملة من إمكانات الابتكار والتقدم التكنولوجي".
وتابع معاليه: “ ندرك تمامًا في دولة الإمارات قوة الذكاء الاصطناعي في تسريع وتغيير الأنشطة البشرية. ونتفق مع جوهر هذا المؤتمر بأن استخدام هذه الأدوات لخدمة رفاه الإنسان يتطلب تحليلًا مدروسًا لجميع جوانب هذا الإمكان الهائل. علينا أن نكون استباقيين وبعيدي النظر في كيفية نشر الذكاء الاصطناعي وتطبيقه بأمان ومسؤولية في جميع جوانب حياتنا”.
وأضاف معاليه:" بصفتي وزيرًا للتسامح والتعايش، أعلم تمامًا أن الابتكار في الذكاء الاصطناعي لا يمس التكنولوجيا فحسب، بل يمتد إلى الاقتصاد والمجتمع، مما يبرز البُعد الأخلاقي لعملكم. إن الوصول إلى نتائج حقيقية في هذا المجال يتطلب صبرًا وجهدًا كبيرًا، وأود هنا أن أطرح بعض الملاحظات :
أولاً:“ يحلم معظم سكان العالم بالسلام والاستقرار، والأمن الاقتصادي، والكرامة الشخصية، وجودة حياة عالية، وفرص تطوير الذات. إن الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي بات أداة قوية لتحقيق هذا الحلم. ويُظهر الذكاء الاصطناعي قدرة كبيرة على مساعدة المجتمعات في مواجهة تحديات مثل التغير المناخي، والفجوة بين الدول الغنية والفقيرة، وحماية البيئة، والحد من النزاعات، وسوء الفهم بين أصحاب الأديان والثقافات المختلفة. وآمل أن يساهم هذا المؤتمر في وضع الذكاء الاصطناعي في خدمة هذه القضايا”.
ثانيًا:“ بعض تطورات الذكاء الاصطناعي تذكرنا بإمكانية استخدامه لأغراض ضارة من قبل مجرمين أو جهات خبيثة. كيف يمكننا تعظيم الفوائد وتقليل الأضرار المحتملة؟ أعتقد أننا بحاجة إلى العودة إلى قيمنا الإنسانية المشتركة، مثل التسامح، والإخاء، والرحمة، والاحترام، والرعاية بالآخرين وبالكائنات والبيئة. هذه القيم ضرورية لجعل التحول إلى الذكاء الاصطناعي أكثر نفعًا وشمولًا وأقل إضرارًا بالمجتمعات”.
ثالثًا:“ قضية تنمية الإنسان في عصر الذكاء الاصطناعي هي مسألة جوهرية. ولكي نستفيد إلى أقصى حد من الذكاء الاصطناعي، يجب أن تطبق الدولة برامج تعليمية وتدريبية كبرى تشمل تعزيز العلوم والتكنولوجيا، وتنمية مهارات التفكير النقدي والتحليلي، وفهم الموروثات الثقافية. ويجب أن يكون العاملون متمكنين في تقنيات المعلومات، ومغامرين مبدعين”.
رابعًا:“ يعتمد النجاح أيضًا على الشراكات القوية بين المؤسسات التعليمية والبحثية وبين القطاع الخاص، وعلى القدرة على تحويل نتائج البحث إلى تطبيقات تدفع التقدم الاجتماعي والاقتصادي”.
خامسًا:“التعاون الدولي شرط أساسي للنجاح. ومن خلال هذا المؤتمر، أنتم تغتنمون فرصة تبادل الأفكار والمعرفة، وآمل أن تستمروا في تعزيز هذه الفرص للتعاون الدولي”.
واختتم معاليه بقوله: “إن عملكم في الذكاء الاصطناعي يُعد منصة لتعزيز السلام والرخاء والتفاهم العالمي. وأدعوكم إلى استثمار هذه المناسبة ليس فقط لتعميق فهمكم للذكاء الاصطناعي، بل لتعزيز قدرتنا على العيش المشترك في سلام وازدهار”.
وتعد القمة من أبرز المنتديات العالمية في الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، والرؤية الحاسوبية، والروبوتات، وشارك فيها أكثر من 2000 مندوب دولي من كبار الباحثين والقادة الحكوميين.
ونُظِّم من قبل مجموعةPolynome، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، كأحد أبرز فعاليات أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي، تأكيدًا لطموحات دبي كعاصمة عالمية للذكاء الاصطناعي.
وقال معالي عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي، وتطبيقات العمل عن بُعد:" تواصل دبي ترسيخ مكانتها كعاصمة عالمية للذكاء الاصطناعي، من خلال دعم الابتكار المؤثر الذي يحسّن حياة الناس، ويعزز النمو الاقتصادي المستدام. ومن خلال استضافة فعاليات مثلMachines Can See، نؤكد التزامنا بالتعاون وجذب المواهب، ونشر الذكاء الاصطناعي المسؤول".
وشهد المؤتمر توقيع عدة اتفاقيات مهمة، من أبرزها مذكرة تفاهم إقليمية بين “أستانا هَب” (كازاخستان)، و”آي تي بارك” (أوزبكستان)، و”مركز الفارابي للابتكار” (الإمارات)، لتعزيز الابتكار العابر للحدود ونمو الشركات الناشئة. كما أطلقتGoogle Cloud مبادرتها الإقليمية لتقديم برامج تعليمية مجانية تحت عنوان “Gen-AI Leader”.
وأعرب ألكسندر خانين، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعةPolynome، عن فخره بتطور المؤتمر، قائلاً:" في غضون ثلاث سنوات فقط، أصبح مؤتمر “الآلات يمكنها أن ترى2025” منصة عالمية تجمع بين البحث العلمي الرائد والتأثير الواقعي. وقد وحدت هذه النسخة ألمع العقول في الذكاء الاصطناعي، ووضعت معيارًا جديدًا للتعاون بين العلم والصناعة والحكومات. نحن أقرب من أي وقت مضى لتحقيق ذكاء اصطناعي شفاف، أخلاقي، ومتمركز حول الإنسان".
وتضمّن المؤتمر جدولاً حافلاً بجلسات النقاش وورش العمل التقنية بقيادة خبراء عالميين في الذكاء الاصطناعي. ومن أبرز الجلسات: “الروبوتات: هل نحن مستعدون؟”، التي تناولت التطبيقات العملية للروبوتات البشرية، و”البكسلات والألوان: قماش الغد”، التي ناقشت تقاطع الذكاء الاصطناعي الإبداعي والفن الرقمي. كما قدمتAWS وNVIDIA ورش عمل عملية حول حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتحليلاتGPU المتقدمة، وإستراتيجيات النشر الآمن.
كما شهد المؤتمر جلسة وزارية رفيعة المستوى بعنوان: “مطلوب: ذكاء اصطناعي لجذب واستبقاء المواهب في الدولة”، بمشاركة وزراء من مصر، وماليزيا، وكازاخستان، وإندونيسيا، ناقشوا خلالها إصلاحات التأشيرات، وإستراتيجيات استقطاب الكفاءات، وتعزيز التعاون العابر للحدود.
ويستقطب أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي مشاركين من أكثر من 100 جنسية، ويضم أكثر من 180 متحدثًا، و150 جلسة وورشة، وأكثر من 140 نشاطًا متنوعًا، بين مؤتمرات وفعاليات مدرسية ومهرجانات تقنية وهاكاثونات. ومن أبرز الفعاليات: “ملتقى الذكاء الاصطناعي”، و”بطولة الهندسة الإبداعية”، و”مهرجان دبي للذكاء الاصطناعي”، و”أسبوع الذكاء الاصطناعي في المدارس”، و”قمةHIMSS”، و”هاكاثون الوكلاء الذكيين”.