انتخابات اسكتلندا:
نيكولا ستورجيون تمهّد الطريق لاستفتاء الانفصال...!
• انضمام اسكتلندا للاتحاد الأوروبي يتوقف على كيفية تطور العلاقة بين المملكة المتحدة والاتحاد
• فقدان التحويلات الضريبية من وستمنستر سيؤدي إلى عجز عام
• رهان هذه الانتخابات هو إعطاء الأسكتلنديين الفرصة للاختيار بين خطتين محتملتين
• خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعقّد إقامة الحدود بين اسكتلندا وإنجلترا، ويغذي الحجة الوحدوية
الحزب الانفصالي (الحزب الوطني الإسكتلندي)، الذي يتصدر استطلاعات الرأي للانتخابات العامة المقرر إجراؤها في 6 مايو، يقوم مرة أخرى بحملة للتصويت على مغادرة المملكة المتحدة والبقاء في الاتحاد الأوروبي.
هل سيتم إجراء استفتاء جديد على الاستقلال؟ في سبتمبر 2014، صوّت الإسكتلنديون بأكثر من 55 بالمائة ضد الانفصال. الا انهم في ذلك الوقت، كانوا يتمسكون أيضًا بالبقاء في الاتحاد الأوروبي. كان هذا قبل البريكسيت، الذي رفضه الإسكتلنديون جملة وتفصيلا.
وفي مملكة متحدة ما بعد البريكسيت، يجد الانفصال، الذي يغذيه شعور بإهمال الاوساط العليا لعاصمة منفصلة عن الواقع، أصداء مواتية شمال جدار هادريان. ان تنظيم تصويت جديد، ورهانات انفصال اسكتلندا، يحركان بمفردهما تقريبًا حملة انتخابات الهيئة التشريعية السادسة للبرلمان الإسكتلندي، المقرر إجراؤها في 6 مايو.
"لقد مر أكثر من عام بقليل منذ أن منح جزء كبير من استطلاعات الرأي الفوز إلى الانفصال... وهذا غير مسبوق"، تلاحظ ناتالي دوكلوس، أستاذة جامعة تولوز جان جوريس، رغم أن بعض استطلاعات الرأي الأخيرة خففت من حماس الانفصاليين. ويبدو أن الإسكتلنديين منقسمون إلى معسكرين متقاربين من حيث الحجم. الحزب الانفصالي، الحزب الوطني الإسكتلندي، بقيادة رئيسة الوزراء منذ 2014، نيكولا ستورجيون، وهو الحزب المرشح الاوفر حظا، متقدمًا على المحافظين الذين يجمعون جزءً كبيرًا من الأصوات المناهضة للاستقلال. ويجد الوحدويون التقدميون في حزب العمال (حزب العمل) صعوبة في تجاوز 20 بالمائة من نوايا التصويت.
"مخططان ممكنان لامتنا"
إن "الرهان في هذه الانتخابات، هو إعطاء الأسكتلنديين الفرصة للاختيار بين خطتين محتملتين لأمتنا"، اما دولة صغيرة مستقلة تحاول العودة إلى أوروبا، أو داخل بريطانيا بوريس جونسون ما بعد البريكسيت"، يقول باتريك هارفي، مرشح حزب الخضر، خلال مناظرة على القناة العامة القناة الرابعة، مساء الثلاثاء. أنصار البيئة، حلفاء انفصاليي الحزب الوطني الإسكتلندي في هوليرود، يشكلون الآن اغلبية البرلمان الوطني الذي تم إنشاؤه عام 1999 بفضل اللامركزية.
وتحاول نيكولا ستورجيون هذه المرة الفوز ببعض المقاعد التي تنقصها لتحقيق أغلبية مطلقة، وهي مهمة معقدة بسبب نظام انتخابي يعتمد التمثيل النسبي المختلط. يصوت الإسكتلنديون أولاً لممثلي دائرتهم الانتخابية: هناك 73 مقعدًا، بعدد الدوائر الانتخابية. ولإكمال المجلس، يتم تقديم القوائم الحزبية على مستوى منطقتهم، وتوزيع المقاعد على أساس نسبي. وبأغلبية مطلقة، يأمل الحزب الوطني الإسكتلندي في مفاجأة لندن بقوة، هي التي جففت منابع الانفصاليين في عدة مناسبات منذ عام 2016.
بلد غني نسبيًا
وبالنظر الى أن المسائل تتعلق بالدستور، يجب على وستمنستر تفويض صلاحياته مؤقتًا إلى البرلمان الإسكتلندي، وفقًا للمادة 30 من قانون اسكتلندا، الموقع عام 1998.
وفي حال الرفض، تقترح نيكولا ستورجيون تنظيم الاستفتاء في كل الاحوال، والاستفادة من الغموض التشريعي لدفع النقاش أمام المحاكم. "هذا البديل يخاطر بالتعرض الى تحدّ قانوني، وعدم اعتباره شرعيًا من قبل جميع أطراف النقاش"، تقول نيكولا مكيوين، أستاذة العلوم السياسية في جامعة إدنبرة.
غير ان خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي يعقّد إقامة الحدود بين اسكتلندا وإنجلترا، ويغذي الحجة الوحدوية التي تشير إلى عدم اليقين الاقتصادي المرتبط بالاستقلال. قدرت دراسة أجرتها كلية لندن للاقتصاد ونشرت في فبراير، أن الحواجز الجديدة أمام حركة الأشخاص والبضائع في الجزيرة -الاستقلال مع البريكسيت -ستقلل من دخل الفرد بنسبة 6 بالمائة إلى 9 بالمائة.
من جانبه، يرى معهد الدراسات المالية، في دراسة نُشرت الاثنين، أن فقدان التحويلات الضريبية من وستمنستر سيؤدي إلى عجز عام كبير. "هذا لا يعني أن اسكتلندا لا تستطيع أن تكون مستقلة، اسكتلندا بلد غني نسبيًا، لكن يجب أن تتأكد من أنها سترقى إلى مستوى إمكانياتها، بدلاً من ان تحصل على تحويلات ضريبية من بقية المملكة المتحدة"، يشرح أحد مديريها، ديفيد فيليبس، لصحيفة ذا ناشيونال.
ملف داخلي
على الذين يشيرون بأصابع الاتهام إلى هذه العواقب الاقتصادية غير المؤكدة، يرد الانفصاليون بأنهم ما زالوا يخططون للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بهدف الوصول إلى السوق الموحدة والتجارة مع الدول السبع والعشرين. "رغم أن لدي انطباع بأن هناك تعاطفًا أكبر في بروكسل اليوم مع الانفصاليين الإسكتلنديين، لكنني لا أعتقد أن الاتحاد الأوروبي ينوي اتخاذ موقف بشأن هذا الموضوع غير المؤكد. خاصةً أنه يعتبر الأمر داخليا لا ينبغي له التدخل فيه، تلاحظ نيكولا ماكيوين، ويقر الحزب الوطني الإسكتلندي، بأنه لا يملك إجابة بعد، وأن هذه المسألة ستتوقف أيضًا على كيفية تطور العلاقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ".
وفي مواجهة كل هذه الشكوك، ليس لدى الانفصاليين إجابة بعد. وتضيف ناتالي دوكلوس: "عندما نرى المدة التي استغرقتها مفاوضات البريكسيت، فكم من الوقت سيستغرق تفاوض اسكتلندا على انفصالها عن المملكة المتحدة، التي تنتمي إليها منذ ثلاثمائة عام؟".
--------------------------
• فقدان التحويلات الضريبية من وستمنستر سيؤدي إلى عجز عام
• رهان هذه الانتخابات هو إعطاء الأسكتلنديين الفرصة للاختيار بين خطتين محتملتين
• خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعقّد إقامة الحدود بين اسكتلندا وإنجلترا، ويغذي الحجة الوحدوية
الحزب الانفصالي (الحزب الوطني الإسكتلندي)، الذي يتصدر استطلاعات الرأي للانتخابات العامة المقرر إجراؤها في 6 مايو، يقوم مرة أخرى بحملة للتصويت على مغادرة المملكة المتحدة والبقاء في الاتحاد الأوروبي.
هل سيتم إجراء استفتاء جديد على الاستقلال؟ في سبتمبر 2014، صوّت الإسكتلنديون بأكثر من 55 بالمائة ضد الانفصال. الا انهم في ذلك الوقت، كانوا يتمسكون أيضًا بالبقاء في الاتحاد الأوروبي. كان هذا قبل البريكسيت، الذي رفضه الإسكتلنديون جملة وتفصيلا.
وفي مملكة متحدة ما بعد البريكسيت، يجد الانفصال، الذي يغذيه شعور بإهمال الاوساط العليا لعاصمة منفصلة عن الواقع، أصداء مواتية شمال جدار هادريان. ان تنظيم تصويت جديد، ورهانات انفصال اسكتلندا، يحركان بمفردهما تقريبًا حملة انتخابات الهيئة التشريعية السادسة للبرلمان الإسكتلندي، المقرر إجراؤها في 6 مايو.
"لقد مر أكثر من عام بقليل منذ أن منح جزء كبير من استطلاعات الرأي الفوز إلى الانفصال... وهذا غير مسبوق"، تلاحظ ناتالي دوكلوس، أستاذة جامعة تولوز جان جوريس، رغم أن بعض استطلاعات الرأي الأخيرة خففت من حماس الانفصاليين. ويبدو أن الإسكتلنديين منقسمون إلى معسكرين متقاربين من حيث الحجم. الحزب الانفصالي، الحزب الوطني الإسكتلندي، بقيادة رئيسة الوزراء منذ 2014، نيكولا ستورجيون، وهو الحزب المرشح الاوفر حظا، متقدمًا على المحافظين الذين يجمعون جزءً كبيرًا من الأصوات المناهضة للاستقلال. ويجد الوحدويون التقدميون في حزب العمال (حزب العمل) صعوبة في تجاوز 20 بالمائة من نوايا التصويت.
"مخططان ممكنان لامتنا"
إن "الرهان في هذه الانتخابات، هو إعطاء الأسكتلنديين الفرصة للاختيار بين خطتين محتملتين لأمتنا"، اما دولة صغيرة مستقلة تحاول العودة إلى أوروبا، أو داخل بريطانيا بوريس جونسون ما بعد البريكسيت"، يقول باتريك هارفي، مرشح حزب الخضر، خلال مناظرة على القناة العامة القناة الرابعة، مساء الثلاثاء. أنصار البيئة، حلفاء انفصاليي الحزب الوطني الإسكتلندي في هوليرود، يشكلون الآن اغلبية البرلمان الوطني الذي تم إنشاؤه عام 1999 بفضل اللامركزية.
وتحاول نيكولا ستورجيون هذه المرة الفوز ببعض المقاعد التي تنقصها لتحقيق أغلبية مطلقة، وهي مهمة معقدة بسبب نظام انتخابي يعتمد التمثيل النسبي المختلط. يصوت الإسكتلنديون أولاً لممثلي دائرتهم الانتخابية: هناك 73 مقعدًا، بعدد الدوائر الانتخابية. ولإكمال المجلس، يتم تقديم القوائم الحزبية على مستوى منطقتهم، وتوزيع المقاعد على أساس نسبي. وبأغلبية مطلقة، يأمل الحزب الوطني الإسكتلندي في مفاجأة لندن بقوة، هي التي جففت منابع الانفصاليين في عدة مناسبات منذ عام 2016.
بلد غني نسبيًا
وبالنظر الى أن المسائل تتعلق بالدستور، يجب على وستمنستر تفويض صلاحياته مؤقتًا إلى البرلمان الإسكتلندي، وفقًا للمادة 30 من قانون اسكتلندا، الموقع عام 1998.
وفي حال الرفض، تقترح نيكولا ستورجيون تنظيم الاستفتاء في كل الاحوال، والاستفادة من الغموض التشريعي لدفع النقاش أمام المحاكم. "هذا البديل يخاطر بالتعرض الى تحدّ قانوني، وعدم اعتباره شرعيًا من قبل جميع أطراف النقاش"، تقول نيكولا مكيوين، أستاذة العلوم السياسية في جامعة إدنبرة.
غير ان خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي يعقّد إقامة الحدود بين اسكتلندا وإنجلترا، ويغذي الحجة الوحدوية التي تشير إلى عدم اليقين الاقتصادي المرتبط بالاستقلال. قدرت دراسة أجرتها كلية لندن للاقتصاد ونشرت في فبراير، أن الحواجز الجديدة أمام حركة الأشخاص والبضائع في الجزيرة -الاستقلال مع البريكسيت -ستقلل من دخل الفرد بنسبة 6 بالمائة إلى 9 بالمائة.
من جانبه، يرى معهد الدراسات المالية، في دراسة نُشرت الاثنين، أن فقدان التحويلات الضريبية من وستمنستر سيؤدي إلى عجز عام كبير. "هذا لا يعني أن اسكتلندا لا تستطيع أن تكون مستقلة، اسكتلندا بلد غني نسبيًا، لكن يجب أن تتأكد من أنها سترقى إلى مستوى إمكانياتها، بدلاً من ان تحصل على تحويلات ضريبية من بقية المملكة المتحدة"، يشرح أحد مديريها، ديفيد فيليبس، لصحيفة ذا ناشيونال.
ملف داخلي
على الذين يشيرون بأصابع الاتهام إلى هذه العواقب الاقتصادية غير المؤكدة، يرد الانفصاليون بأنهم ما زالوا يخططون للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بهدف الوصول إلى السوق الموحدة والتجارة مع الدول السبع والعشرين. "رغم أن لدي انطباع بأن هناك تعاطفًا أكبر في بروكسل اليوم مع الانفصاليين الإسكتلنديين، لكنني لا أعتقد أن الاتحاد الأوروبي ينوي اتخاذ موقف بشأن هذا الموضوع غير المؤكد. خاصةً أنه يعتبر الأمر داخليا لا ينبغي له التدخل فيه، تلاحظ نيكولا ماكيوين، ويقر الحزب الوطني الإسكتلندي، بأنه لا يملك إجابة بعد، وأن هذه المسألة ستتوقف أيضًا على كيفية تطور العلاقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ".
وفي مواجهة كل هذه الشكوك، ليس لدى الانفصاليين إجابة بعد. وتضيف ناتالي دوكلوس: "عندما نرى المدة التي استغرقتها مفاوضات البريكسيت، فكم من الوقت سيستغرق تفاوض اسكتلندا على انفصالها عن المملكة المتحدة، التي تنتمي إليها منذ ثلاثمائة عام؟".
--------------------------