تقول إن البلاد جاهزة لجيل جديد من القيادة
نيكي هايلي.. سيدة لا تعرف الهزيمة تتحدى ترامب
تبدأ نيكي هايلي سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 كمستضعفة، لكنها تحب تذكير جمهورها بأنه من الخطأ التقليل من شـــأن امرأة لم تخسر قط حملة انتخابية. ووفق ما كتبه هنري أولسن في صحيفة “واشنطن بوست”، إن طريقها إلى انتزاع بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري صعب ولكن فرصها ليست مستبعدة على الإطلاق، وستكون هايلي مرشحة رائعة في انتخابات تمهيدية نموذجية. اكتسبت هايلي اهتماماً وطنياً ملحوظاً حين كانت حاكمة لولاية ساوث كارولاينا وسفيرة أمريكية إلى الأمم المتحدة. بنت مسيرتها على ذلك الأساس خلال السنوات القليلـــــة الماضيـــــــة، مبقية اسمها أمام أعين الجمهور مع خطابات حظيـــــــــت بتغطيـــــة إعلاميــــة جيدة.
ماذا تقول استطلاعات الرأي؟
وجد استطلاع رأي لجامعة مونموث أن نيكي هايلي حصلت على تأييد إيجابي أعلى من تأييد النائب السابق مايك بنس، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، وحاكم فرجينيا غلين يونغكين. لن تكون المفضلة بين المرشحين الجمهوريين، غير أنها بالتأكيد في المستوى الأعلى. لكن ذلك ليس تنافساً مفتوحاً حقيقياً. يبقى الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب شعبياً بين الجمهوريين. وتصاعدت شعبية حاكم فلوريدا رون ديسانتيس بشكل سريع كأبرز منافس لترامب في الاستطلاعات الوطنية. أشار استطلاع مونموث إلى أن ديسانتيس هو أكثر شعبية حتى من ترامب بين الجمهوريين، ويظهر معدل استطلاعات الرأي في ريل كلير بوليتيكس أنه يسبق بكثير منافسين محتملين آخرين لترامب. لذلك، يتوجب على هايلي تخطي فيلَين لكسب الترشيح.
تعقيدات
تتعقد مسيرتها أكثر بفعل تركيب فئوي ناشئ لدى الناخبين الجمهوريين. لن تجذب الموالين لترامب طالما أن الرئيس السابق لا يزال في السباق والهامش الصغير من المعارضين الجذريين له يفضل مرشحين مثل حاكم ميريلاند السابق لاري هوغان أو النائبة السابقة ليز تشيني.
هذا يعني، حسب الكاتب، أن هايلي بحاجة لكي تصبح المفضلة لدى الجناحين الآخرين: الحرس القديم الذي يميل لحقبة ريغان-بوش والجمهور المؤيد لشعار “ماغا” من غير المتعصبين لترامب. تحب المجموعة الأولى المواضيع والسلوكيات القديمة للجمهوريين، بينما تحب المجموعة الثانية المقاتلين الذين يضربون بقوة في القضايا الساخنة، مثل الهجرة والثقافة.
سيكون من الصعب ربط المجموعتين في تحالف مناهض لترامب.
استطلاعات أخرى
يمتلك ديسانتيس تقدماً مبكراً بين مؤيدي ماغا لأنـــــــه كسب سمعة وطنية في محاربـــــة الانتقاد الإعلامي لسياساته بشأن كوفيد-19 واتخذ مواقف بارزة في القضايا الثقافية التي تحرك الناشطين الجمهوريين. لم تحصد هايلي هذا النوع من الانتباه ولذلك أظهر اســــــــتطلاع ياهو-يوغـوف ديسانتيس يهزم ترامب بـ45 مقابل 41 نقطة مئوية في تنافــــــس ثنائي بينما سيسبق ترامب هايلي بـ54 مقابــــــــل 27 نقطة.
لكن فيديـــــــو وخطاب إعلان ترشحها يوفران مؤشرات واضحة إلى خطتها للتغلب على ذلك.
مزيج
تطرقت هالي إلى قضايا ثقافية، مثل مهاجمة اليسار للتاريخ الأمريكي باعتباره عنصرياً. وبما أنها ابنة مهاجرين هنديين وهو أمر تواظب على ذكره في مناسبات عامة، سيجد النقاد صعوبة في وصفها بالمتعصبة حين تقول إن “أمريكا ليست مثالية، لكن المبادئ في جوهر أمريكا هي مثالية.” وتسلط الضوء على خبرتها في محاربة المستبدين خلال خدمتها في الأمم المتحدة متطرقة إلى المواضيع التي يفضلها صقور الحرس القديم في الحزب الجمهوري، ويطلبها متحمسو ماغا. النتيجة هي مزيج من المواقف والأسلوب الذي قد يجذب كلا الجناحين.
ليست صدفة
تشير هايلي ضمناً إلى أنها ستعتمد أسلوب الهجوم المضاد، تقول إن البلاد جاهزة لجيل جديد من القيادة، وإن الحزب الجمهوري خسر التصويت الشعبي في 7 من أصل آخر 8 انتخابات رئاسية في انتقادات خفية لترامب. وتقترح أيضاً اختبارات كفاءة عقلية للسياسيين الذين يبلغون 75 عاماً من العمر أو أكثر. هذا ينطبق على ترامب (76) بمقدار ما ينطبق على بايدن (80). بالتأكيد ليس هذا الأمر مصادفة. ستكون هايلي جاهزة حين يأتي هجوم ترامب الحتمي.
عينها على منصب آخر؟
يقول بعض المراقبين إن هايلي مرشحة فعلاً إلى نيابة الرئاسة بالنظر إلى انخفاض احتمالات نجاحها. يوفر تجمعها تلميحاً محيراً إلى أنها قد تدرك ذلك. النائب الجمهوري الذي قدمها رالف نورمان أنهى ملاحظاته عبر الإشارة إليها بكونها “الرئيسة المستقبلية للولايات المتحدة.” يسأل أولسن: المستقبلية، لا “التالية”؟
يرجح الكاتب أن صياغة العبارة كانت متعمدة، بالنظر إلى أن نورمان عرف هايلي طوال 20 عاماً. لا تسقط الصياغة بأنها قد تفوز بالترشيح لكنها تعترف بأن تحولها إلى مرشحة ديسانتيس لنيابة الرئاسة سيجعل هايلي (51) وريثة الحزب الجمهوري.