نيوزويك: إدارة ترامب تمنح بوتين انتصارات كبرى

نيوزويك: إدارة ترامب تمنح بوتين انتصارات كبرى

رحب الكرملين بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، وسط مجموعة من التدابير التي اتخذتها الإدارة الأمريكية الجديدة، والتي قد تصب في مصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت مجلة «نيوزويك» الأمريكية، إن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية جاء في الأسبوع الذي توقفت فيه المدعية العامة بام بوندي عن جهود إنفاذ القانون الفيدرالية لمكافحة حملات التأثير السرية التي تقوم بها روسيا وغيرها من الخصوم.
وأضافت المجلة أن وزارة العدل الأمريكية تعمل أيضًا على تفكيك الجهود الرامية إلى فرض عقوبات  واستهداف «الأوليغارشيين» المقربين من الكرملين.
ومع ذلك، قد تواجه روسيا عقوبات أمريكية أكثر صرامة لدفع بوتين إلى طاولة المفاوضات، وفقًا لما ذكره مبعوث ترامب إلى أوكرانيا، الجنرال المتقاعد كيث كيلوغ.
وأشارت المجلة إلى أن عقوبات إدارة ترامب تخفف الضغوط على الرئيس الروسي، ورحب مروجو الدعاية للكرملين بالقرارات الصادرة عن الإدارة الأمريكية الجديدة، وسط تكهنات بأنها قد تخدم مصالح موسكو.
وبعد استضافة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًّا لمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية، متهمًا إياها بـ»أعمال غير مشروعة ولا أساس لها» ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.

كل القانون الدولي
وأوضحت المجلة أن المحكمة الجنائية الدولية بالإضافة إلى 79 دولة أدانت قرار ترامب، معتبرة أنه قد يؤدي إلى تآكل القانون الدولي، ويعني القرار فرض قيود مالية وقيود على التأشيرات على أي شخص يساعد في تحقيقات المحكمة ضد مواطنين أو حلفاء الولايات المتحدة.
لكن موسكو رحبت بالقرار، بحسب صحيفة «موسكو تايمز»، التي نقلت عن مسؤول رفيع المستوى في الكرملين وصفه له بأنه «أخبار عظيمة»، وأضاف أن المحكمة الجنائية الدولية «أصبحت متغطرسة للغاية، والآن وضعتها واشنطن في مكانها».
وبحسب المجلة، قال دبلوماسي روسي لم يكشف عن اسمه، إن خطوة ترامب كانت «هدية لموسكو». وأضاف أن هذه الخطوة تمنح الرئيس الروسي وفريقه وأجهزته الأمنية مزيدًا من القدرة على المناورة عند التخطيط للسفر.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة اعتقال بحق بوتين، وبعد صدور مذكرة الاعتقال، لم يسافر بوتين إلى قمة البريكس لعام 2023 في جنوب أفريقيا، وهي دولة موقعة على نظام روما الذي يحكم المحكمة.
وأصدرت بوندي، يوم الأربعاء، مذكرات سياسة قد يكون لها تأثير كبير على روسيا؛ فقد أدت إحدى المذكرات إلى تفكيك فرقة العمل المسماة «KleptoCapture» التي شكلتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن لمعاقبة الأوليغارشيين المرتبطين بالكرملين ومصادرة يخوتهم. وقالت بوندي إن السياسة التي تهدف إلى تجميد روسيا من الأسواق العالمية سيتم إعادة توجيهها الآن لمواجهة الكارتلات.
وذكرت لوكالة «رويترز»، أن فرقة العمل ستظل تحقق في القضايا، لكن عملها لن يكون مركزيًّا بعد الآن في مقر وزارة العدل، ومن المرجح أن يكون هناك انخفاض في استهداف الشخصيات الروسية.
وأوضحت المجلة أن توجيهًا آخر أصدرته بوندي سيعمل على وقف جهود إنفاذ القانون الفيدرالية لمكافحة حملات التأثير السرية التي تنظمها روسيا وغيرها من الخصوم مثل الصين، الذين يسعون لزرع الفوضى في السياسة الأمريكية، بحسب تعبيرها.
وقالت «نيوزويك» إن ليس كل الأخبار سارة بالنسبة لموسكو، إذ أشار مبعوث ترامب إلى أوكرانيا كيث كيلوغ، إلى أن إدارة ترامب قد تزيد العقوبات على موسكو لإنهاء الحرب التي بدأت، وقال لصحيفة «نيويورك بوست» إن فرض العقوبات على روسيا كان أقل بكثير مما يمكن أن يكون، وهناك مجال لتصعيدها.