رئيس الدولة ونائباه يعزون خادم الحرمين بوفاة نوف بنت سعود وهيفاء بنت تركي
لماذا تطاردهم إدارة بايدن ؟
نيوزويك: معاقبة الأثرياء الروس لن توقف الحرب
رئيس المركز الأمريكي لدراسة التحزب والآيديولوجيا ريتشارد حنانيا أن الحرب على الأوليغارشيين هي أحدث جبهة في الرد الغربي على الغزو الروسي لأوكرانيا.
رأى رئيس المركز الأمريكي لدراسة التحزب والآيديولوجيا ريتشارد حنانيا أن الحرب على الأوليغارشيين هي أحدث جبهة في الرد الغربي على الغزو الروسي لأوكرانيا. تتمحور الحرب حول منطق أن الغرب قادر على معاقبة الأثرياء لدفعهم إلى رؤية الخطأ في أساليبهم وإجبارهم على إقناع بوتين بإنهاء الحرب. تماشياً مع هذه السياسة، تمت مصادرة اليخوت والمنازل مما أثار اهتمام وضجة وسائل التواصل الاجتماعي إلى درجة أن صحيفة واشنطن بوست وصفتها بكونها “شماتة في البحر».
إذا كان الهدف من معاقبة الأوليغارشيين هو إرضاء مستخدمي تويتر الذين وضعوا أعلاماً أوكرانية على صورهم، فستكون المهمة قد حققت نجاحاً مذهلاً. لكن إذا كان الهدف تأليب الأوليغارشيين ضد الحرب، فعلى الأرجح لم تكن إدارة بايدن بحاجة إلى إزعاج نفسها في هذا الشأن.
كثر فعلوا ذلك أصلاً
يوضح حنانيا في مجلة “نيوزويك” أن العديد من الأوليغارشيين، وبالتحديد أولئك الذين يمكن للعقوبات الغربية أن تطالهم، يقفون أساساً ضد الحرب. وهذا ليس مفاجئاً؛ تعتمد النخب الثرية على التجارة والسفر لذلك هي لا تميل لأن تكون الديموغرافيا الأكثر تأييداً للحرب. بالرغم من زعم الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الأوليغارشيين يدعمون بوتين، انتقد عدد منهم غزو أوكرانيا.
بمجرد أن بدأت الحرب، كتب مؤسس تكتل روسال لصناعة التعدين أوليغ ديريباسكا رسالة تأييد للسلام ودعا إلى المحادثات كي ينتهي النزاع في أسرع وقت ممكن. وكان أوليغ تينكوف، أحد أقطاب البنوك والسلع الاستهلاكية، أكثر تأكيداً على أهمية مسار السلام: “يموت أناس أبرياء في أوكرانيا اليوم، كل يوم؛ هذا أمر لا يمكن تصوره والقبول به”. وحين أجبر رومان أبراموفيتش على بيع نادي تشيلسي لكرة القدم بفعل العقوبات، وعد بتحويل الأرباح إلى ضحايا الحرب في أوكرانيا.
سياسة فعالة؟
تابع حنانيا مقاله مشيراً إلى أن هذه السياسة بدت فعالة بالنسبة إلى بعض مؤيدي العقوبات. كتب الأستاذ في جامعة دارتماوث بروك هارينغتون مقالاً في مجلة أتلانتيك أشار فيه إلى أنه إذا كانت شخصيات مثل هذه تدعو إلى إنهاء الحرب فستكون العقوبات أكثر فاعلية بكثير من الجهود الغربية السابقة لاستهداف النخبة الروسية. وأضاف هارينغتون أن الأوليغارشيين “يوفرون دعماً عاماً للنظام لا يقدر بثمن، ويقودون شركات ومؤسسات أساسية، ويشتتون الانتباه عن ثروة الرئيس الهائلة، وبحسب بعض الروايات، يساعدون في إخفائها».
يلاحظ حنانيا أن هارينغتون ليس خبيراً في الشأن الروسي بل هو عالم اجتماع يدرس قضايا مثل عدم المساواة في الثروة والملاذات الضريبية. أولئك الأكثر دراية بنظام بوتين نفسه يتخذون بشكل موحد تقريباً وجهة نظر مختلفة حسب ما يستعرضه الكاتب.
هذه هي روسيا اليوم
ميخائيل فريدمان هو مؤسس ألفا بنك وثري آخر انتقد الحرب. يعترف فريدمان بأن العقوبات تفرض أكلافاً شخصية على رجال مثله لكنه يلاحظ أن الأوليغارشيين كأفراد “لا يملكون أي تأثير على القرارات السياسية”. وفي حين قد لا يريد البعض تصديق فريدمان، تتناسق وجهة نظر الأخير مع آراء دارسي السياسات الروسية عن كثب.
لاحظ الصحافي ماكس سيدون أنه حين دعا بوتين قادة الأعمال لمناقشة جهود الحرب، كان هنالك قلة فقط من الأوليغارشيين “بالمعنى الكلاسيكي” للكلمة أي رجال مثل ديريباسكا أصبحوا أثرياء من الصناعات الروسية التي تمت خصخصتها. عوضاً عن ذلك، كان الجزء الأكبر منهم رؤساء شركات ذوي جذور في كاي جي بي. بكلمات أخرى، روسيا اليوم هي حكومة رجل واحد ونخب من الأمن القومي يثق بها – لا نخب أوليغارشية.
من جهته، عمل دانيال فرايد كمساعد لوزارة الخارجية لشؤون أوروبا وأوراسيا في ولاية أوباما وساعد في صياغة العقوبات الأساسية على روسيا سنة 2014. يلاحظ فرايد أن الأوليغارشيين مقيدون من قبل بوتين وبإمكانه سجنهم أو قتلهم ساعة يشاء وهذا يعني أنه من الحماقة الاعتقاد بأنه يمكنهم التأثير على صناعة القرار لدى الرئيس الروسي.
يجيب حنانيا بأن الأمر ليس لغزاً في بيئة أمريكية تتعرض فيها الأعمال الروسية للتخريب وتبرز مطالبات بشجب الرياضيين الروس حكومتهم كي يتمكنوا من التنافس في المناسبات الرياضية. الأثرياء هم في الغالب كبش فداء وحين يكونون أثرياء أجانب من بلد ينزعج منه الغربيون، تصبح مهاجمتهم أمراً بديهياً. لكنْ هنالك أكلاف حقيقية لترك العواطف والديماغوجيا تقود السلوك الأمريكي.
وبالنظر إلى عدم وجود تحديد واضح لكلمة “أوليغارشي”، يبدو الأمر أقرب إلى حرب على أي روسي يملك المال، مما يساهم في تغذية جو من الكراهية الإثنية في الغرب. والأهم من كل ذلك هو أن شجب “الأوليغارشيين” هو مصدر إلهاء آخر عن فهم أسباب الحرب وكيفية إنهائها.
أين فن الحكم؟
كتب حنانيا عن زمن كان فيه القادة الأمريكيون يأخذون بجدية مخاوف الأمن القومي للدول الأخرى ويحاولون استيعابها. عوضاً عن تطوير نظريات مفصلة عن كيفية مساهمة حجز بضعة يخوت في إنهاء الحرب، خاض القادة مفاوضات حاولت إيجاد أرضية مشتركة. انفتاح نيكسون على الصين وتعاملُ بوش الأب مع نهاية الحرب الباردة هما مثلان واضحان عن ذلك. يتأسف حنانيا في الختام لأن الأمريكيين تركوا التفكير الرغبوي والديماغوجيا يحلان محل فن الحكم. يمكن رؤية نتائج هذا النهج في الهستيريا الداخلية وفي مدن أوكرانيا المحطمة.