رئيس الدولة يبحث مع الرئيس الفرنسي مسار العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين
استهداف الجنود الأمريكيين بـ72 قذيفة على الأقل منذ 2017
هجمات سوريا تعكس اضطراب السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط
شكل الهجوم بمسيّرة على قاعدة أمريكية في شمال شرق سوريا الخميس الماضي، تذكيراً جديداً بأن الولايات المتحدة لا تزال في حال حرب في سوريا، وبأن الجنود الأمريكيين في خطر.
وأسفر الهجوم بالمسيرة، التي سارعت الاستخبارات الأمريكية إلى الإستنتاج بأنها “من صنع إيراني”، عن مقتل متعاقد أمريكي وجرح ستة آخرين، بينهم خمسة جنود. ورداً على الهجوم، أمر الرئيس جو بايدن الجيش الأمريكي بشن هجمات دقيقة ضد منشآت مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، مما أدى إلى مقتل ثمانية عناصر (العدد ارتفع إلى عشرين السبت). واستمرت هذه المواجهة الجمعة، عندما أُطلق “الكثير من الصواريخ” على قاعدة أمريكية أخرى في سوريا، وهذه المرة في جنوب شرق سوريا، من دون الإبلاغ عن إصابات.
وعلق رئيس التحرير التنفيذي السابق لمجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية آدم ليون على الاشتباكات التي اندلعت في شرق سوريا بين فصائل موالية لإيران والقوات الأمريكية في الأيام الأخيرة، بأن هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الجنود الأمريكيون في سوريا-ومن المرجح ألا تكون الأخيرة. ولا تعاني القوات الأمريكية نقصاً في الأعداء في بلد واجهت فيه هجمات منتظمة منذ أن وصلت إليه قبل سبعة أعوام. وما بدأ كجهد لتغيير حكومة الرئيس بشار الأسد انتهى بمواجهة لا حدود لها- حيث حجبت المهمة الرسمية لقتال تنظيم “داعش” الإرهابي، الجهود الأمريكية لمواجهة روسيا وإيران. وهذه الأهداف الغامضة تؤكد أن الولايات المتحدة ليست قريبة من مغادرة سوريا أخطار حقيقية ويحذر الكاتب من أن الأمريكيين في سوريا يواجهون أخطاراً حقيقية. واستناداً إلى المعهد اليهودي للأمن القومي، فإن الميليشيات المدعومة من إيران قد استهدفت الجنود الأمريكيين بـ72 قذيفة على الأقل منذ 2017 (من دون حسبان الهجمات التي وقعت هذا الأسبوع)، وقد وقع 90 في المئة من هذه الهجمات في العامين الماضيين.
والجدير بالذكر أن هذه البيانات لا تشمل هجمات من الحكومة السورية أو قوات مدعومة من روسيا بما فيها مجموعة فاغنر، التي شنت هجوماً جريئاً على قوة أمريكية تضم 40 من عناصر الكوماندوس في عام 2018، مما أدى إلى مقتل ما بين 200 و300 عنصر من المهاجمين. ولا تشمل البيانات أيضاً المضايقات التي مارستها القوات الروسية بحق الأمريكيين في سوريا. والأسبوع الماضي، أبلغ قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريللا، لجنة الخدمات المسلحة بأن سلاح الجو الروسي زاد من طلعاته فوق مواقع القوات الأمريكية بطريقة “استفزازية”. كما حصل هذا السلوك في البر أيضاً، واصطدمت القوات الروسية بالقوافل الأمريكية، بينما أبلغ المفتش العام الأمريكي إلى الكونغرس عن “تزايد الانتهاكات” في مناطق خفض التصعيد المتفق عليها.
وكانت إدارة بايدن قد تعهدت مواصلة الدفاع عن 900 جندي أمريكي ينتشرون في سوريا طالما بقوا في هذا البلد-لمدة غير محددة بجدول زمني على ما يبدو رغم أن بايدن تحرك لسحب الولايات المتحدة من “حروب لا نهاية لها” في أماكن أخرى في أفغانستان والعراق. وبخلاف ذلك، يبدو أن واشنطن ملتزمة مقاتلة “داعش” والضغط على الأسد.
دمشق لم تعد معزولة
ومع ذلك، فإن واشنطن تعي بأن دمشق لم تعد معزولة كما كانت في السابق. والتقارب الإقليمي معها ماضٍ على قدم وساق.
ويأتي ذلك عقب الإتفاق الذي توسطت فيه الصين وشمل استئناف العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران، بينما يشكل التوافق السعودي-السوري مزيداً من التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. وإذا ما نجحت المساعدة الروسية في استعادة العلاقات الديبلوماسية بين الرياض ودمشق، فإن ذلك سيشكل انتصاراً آخر ملحوظاً لخصم آخر للولايات المتحدة-وكذلك للمنطقة ككل.
ولذلك، تحتاج الولايات المتحدة إلى إعادة تقويم المكان الذي يمكن لجهودها أن تحدث فرقاً إيجابياً فيه، وبأن تحدد أين تكمن مصالحها القومية الأكثر حيوية.