هجمات قرب حدود الناتو.. موسكو تبعث رسائل تحذير مزدوجة للغرب

هجمات قرب حدود الناتو.. موسكو تبعث رسائل تحذير مزدوجة للغرب


بعثت روسيا العديد من الرسائل إلى دول حلف شمال الأطلسي، بعد أن قامت بشن هجمات قرب حدود الناتو، بالتزامن مع التئام اجتماعه وعودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى صف الأوروبيين بشكل واضح. وأوضح خبراء في العلاقات الدولية أن أبرز رسائل موسكو عبر هذه الهجمات على حدود دول «الناتو»، الممثلة في بولندا، التشديد على أن أي بلد يشارك أوكرانيا في ضرب أو تهديد مصالح روسية، سترد عليه موسكو بالمثل وأكثر، وأن روسيا جاهزة لهذه الحرب بالمتغيرات كافة التي تطرأ عليها. وكانت القيادة العملياتية للقوات المسلحة البولندية قالت، أخيرًا، إن طائرات بولندية وأخرى تابعة لحلفاء أقلعت بشكل عاجل لحماية المجال الجوي البولندي، بعد أن شنت روسيا هجمات صاروخية استهدفت غرب أوكرانيا قرب الحدود مع بولندا «عضو الناتو»؛ ما استدعى تأهبًا سريعًا من جانب بولندا. وأضافت القيادة في بيان: «جرى إقلاع الطائرات التابعة لنا ولحلفائنا. هذا النشاط قد يؤدي إلى زيادة ملحوظة في حركة الطيران في أجواء المنطقة، وقد يُسمع صوت الطائرات».
 الرد الروسي
ويؤكد المحاضر الجامعي في العلوم السياسية والباحث في مركز البحوث العلمية التطبيقية والاستشارية في العاصمة الروسية موسكو، الدكتور ميرزاد حاجم، أن في صدارة الرسائل التي تريد موسكو تقديمها عبر شن هجمات قرب حدود الناتو، التأكيد على أن أي دولة تشارك أوكرانيا في ضرب أو في تهديد أي موقع أو هدف أو قوات روسية، سترد موسكو بالمثل وأكثر. وأضاف «حاجم»، في حديث مع «إرم نيوز»، أن ما أرادت موسكو التأكيد عليه، بحسب ما ظهر في الرسالة الأخيرة، جهوزيتها لهذه الحرب، وأنها اليوم ليست دولة ضعيفة، موضحة أن جميع العقوبات والحروب لم تؤثر فيها أو عليها ولم يستفد منها الأوكران والأوروبيون سوى هدر المال في ظل قضايا فساد كبيرة في كييف. وأشار «حاجم» إلى أن روسيا حتى الآن من خلال الرسالة الأخيرة تؤكد أن لديها الرغبة في السلام الاستراتيجي، وأن هذه الفرصة من الممكن ألا تتكرر من جديد».
وبحسب حاجم، فإن الهدف من الحرب الروسية واضح وصريح، إذ بدأت من أجل مهمة محددة وهي إزالة السلاح من أوكرانيا وإيقاف المد الفكري العنصري ضد الروس، مشيرًا إلى أن موسكو أعطت المهلة وصرحت أكثر من مرة أن من يدعم أوكرانيا بأي نوع من السلاح سيكون الهدف، وأن السلام أفضل من جميع الحروب، وأنه يجب الجلوس إلى الطاولة والحديث عن السلام الاستراتيجي البعيد عن التسليح والهجمات والتجييش، وفق تعبيره.
وأضاف أن روسيا عبر عدة رسائل أكدت أنها تريد السلام الشامل الاستراتيجي بعيد الأمد وليس جمرا تحت الرماد، وهو ما لم تتفهمه قوات الناتو بشكل كبير، بحسب قراءته.

رسالة إلى ترامب
بدوره، يقول الخبير في العلاقات الدولية، فتحي ياسين، إن الرسالة موجهة أيضًا في هذا الصدد إلى الرئيس الأمريكي ترامب، في ظل تحولات عملية التسليح التي أخذت باسم «الناتو»، والذي تذهب حدوده مع الدول الأوروبية إلى نقلات نوعية في التسليح داخل الأراضي الأوكرانية بشكل يهدد الداخل الروسي.
وبيّن ياسين، في تصريحات لـ»إرم نيوز»، أن الرسالة الروسية تحمل في طياتها للجانب الأمريكي أن الترتيبات العسكرية الجديدة من واشنطن التي تهدد أمن روسيا، تستطيع موسكو التعامل معها بتتبع ممزوج بالتصعيد العسكري من جانبها، تكون له درجات قادرة على الذهاب إلى الأطراف كافة، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وبحسب ياسين، فإن الرسالة المباشرة لواشنطن أن ما تقوم به عبر عمليات التسليح المتصاعدة ضمن مظلة الناتو، في ظل تفعيل الولايات المتحدة دورها ضد روسيا، والتي يظهر أبرزها أنظمة دفاع باتريوت، تأخذ شكل التهديد العسكري والاستراتيجي أكثر من كونه سياسيًا. وأفاد بأن روسيا تريد أن تقول إنه حتى مع الحضور الأمريكي التسليحي دون سقف، لن يكون هناك فرض خطط أو مسارات من جانب دول الناتو على موسكو، وإنها تستطيع أن تضع مشهدًا آخر أكثر صعوبة على هذه الحرب لن يستطيع الأوروبيون التعامل معه حتى مع رفع سقف الإمدادات والدعم الأمريكي في ظل التوافق السياسي المستجد.
وتابع ياسين أن الولايات المتحدة أرسلت 3 أنظمة باتريوت وهناك 4 أنظمة أخرى في الطريق إلى أوكرانيا، إلى جانب إرسال ثقل تسليحي من دول أوروبا في ظل قصف نقاط بعيدة في العمق الروسي، ولكن مع هذا الدعم الواضح والعلني الذي ليس لديه سقف، يظهر أن روسيا تريد تحويل ضربات إلى داخل دول الناتو، وهو ما سيكون نقطة فاصلة.