رئيس الدولة يهنئ هاتفياً رئيس أذربيجان باتفاق السلام الأذري - الأرميني التاريخي
الحرب في أوكرانيا:
هذا ما عرفته المخابرات الأمريكية قبل الغزو الروسي...!
- أبلغ جو بايدن حلفاءه بحقيقة الوضع، لكنه واجه شكوكًا واسعة النطاق باستثناء لندن
- استحضر ماكرون وشولتز التصريحات الأمريكية الكاذبة بشأن العراق، و«صمود» الحكومة الأفغانية في مواجهة طالبان
- انضمت بريطانيا ودول البلطيق إلى التحليل الأمريكي، في حين قدّرت باريس وبرلين أن روسيا ستكتفي بقضم قطعة من التفاحة الأوكرانية
- رفض زيلينسكي طلب واشنطن إبلاغ شعبه باحتمال الغزو، خوفا من سيطرة الذعر على البلاد وانهيار الاقتصاد الهش أصلا
- منذ البداية، أوضحت إدارة بايدن لكييف أن الناتو لن يتدخل أبدًا على الأراضي الأوكرانية
يخبرنا تحقيق مطول أجرته “واشنطن بوست”، أن أجهزة المخابرات الأمريكية كانت على علم جيد بنوايا فلاديمير بوتين في أوكرانيا. وبينما حذرت كييف من احتمال حدوث غزو، فقد بذلت قصارى جهدها لعدم استفزاز روسيا. أكتوبر 2021، في نهاية اجتماع أزمة جمع في المكتب البيضاوي للبيت الأبيض رؤساء الأركان، ومديرو المخابرات الوطنية، وعدد قليل من الوزراء، ورئيس الولايات المتحدة، كانت المعلومة الوحيدة التي لا تعرفها واشنطن هي التاريخ الدقيق لغزو أوكرانيا من قبل روسيا.
على الأقل هذا ما يؤكده تحقيق صحيفة واشنطن بوست، الذي نُشر الثلاثاء 16 أغسطس الجاري، ويروي بالتفصيل أشهر التوترات الدبلوماسية والعسكرية التي سبقت الحرب في أوكرانيا: المعلومات المتاحة للاستخبارات الأمريكية، والاستراتيجية المستخدمة لإبلاغ أوكرانيا دون استفزاز روسيا أو حتى رد فعل القوى الأوروبية، تمت مناقشة جميع الموضوعات، بفضل شهادات العشرات من كبار المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين والأوروبيين.
التجسس هو فن دقيق، ويبدو أن الصعوبة تكمن بشكل خاص في عدم استخلاص استنتاجات نهائية من أدلة بُذل الكثير من الجهد لجمعها. عندما قدمت الأجهزة الأمنية الأمريكية للرئيس، في ذاك اليوم من أكتوبر، صورًا التقطتها الأقمار الصناعية وشهادات مصادر موثوقة، لم يتردد الجنرال مارك ميلي في التصريح في الختام: “نعتقد أن فلاديمير بوتين يخطط لتنفيذ مهمة كبرى هجوم استراتيجي على أوكرانيا من اتجاهات متعددة في وقت واحد».
ولئن أثبتت بقية الاحداث أنه على حق، فمن المستحسن عدم الوقوع في مفارقة زمنية، من خلال الأسف على أن هذه الملاحظة المبكرة لم تساعد في منع الحرب، وعلى الأقل ستكون مفيدة في الاستعداد لها بشكل أفضل.
باستثناء عدم القدرة على التنبؤ بما يدور في راس بوتين، والذي من المحتمل أن يجعل كل المعلومات خارج الخدمة وقد عفا عليها الزمن، يبدو أن الولايات المتحدة، في نهاية عام 2021، كانت قادرة على استيعاب الموقف بوضوح تام: الهجوم الروسي سيحدث في فصل الشتاء، حتى تتمكن الدبابات من التحرك بسهولة على الطرق.
ستغزو القوات الروسية شمال أوكرانيا للاستيلاء على كييف في غضون أيام ثم تطيح بالرئيس فولوديمير زيلينسكي لتعيين حكومة دمية. من الشرق، ستعبر القوات البلاد إلى نهر الدنيبر، حيث يسيطر جنود القرم على الجنوب الشرقي. وكل ما تبقى من الدولة الأوكرانية بعد ذلك هو قطعة صغيرة احيلت إلى الغرب، مثل آخر شريط من الأرض بين الغرب والعالم الروسي.
زيلينسكي يأخذ المعلومات الأمريكية بحذر
بعد عرض هذه الحقائق، يجب محاولة الدخول في رأس فلاديمير بوتين. مهمة حساسة أوكلت إلى مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام جوزيف بيرنز، الذي كان سفيراً في موسكو بين 2005 و2008. إنه “يعرف” بوتين جيداً وبما يكفي ليؤخذ تحليله في الحسبان. يتذكر مناقشاتهما، ويقول إنه “مهووس بأوكرانيا”، وهذا يميل إلى تأكيده ما جاء، قبل ثلاثة أشهر، في مقال نشر للرئيس الروسي حول “الوحدة التاريخية بين الروس والأوكرانيين».
أرسل بيرنز إلى روسيا، وأتيحت له فرصة التحدث عبر الهاتف مع بوتين. عند عودته، أقرّ بأن “قلقه قد ازداد”، بعد أن وجد سيد الكرملين أكثر شدة وتصميمًا مما كان عليه في الماضي. التهديد خطير، وحان الوقت لإبلاغ الطرف الرئيسي المعني: أوكرانيا.
في قمة المناخ 26، التي عقدت في غلاسكو في أوائل نوفمبر، جلس وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بجوار فولوديمير زيلينسكي. كان هذا الأخير يستمع إلى ما يسرّ اليه، لكن المعلومات التي تم تسليمها تظل تخمينية، ليس فقط لأن واشنطن ترفض الكشف عن عناصر محددة، لأنها مصنّفة سرية، ولكن أيضًا لأن أوكرانيا معتادة على المراوغات الروسية.
وإذا لم تتواصل واشنطن بشكل واضح، فذلك لأنها لا تملك ثقة كبيرة في زيلينسكي، الممثل الكوميدي السابق، بدون خبرة سياسية، ويبدو ضعيفًا جدًا في مواجهة الدب الروسي الذي هو بوتين. كما أنها تخشى أن تقع المعلومات الحاسمة في أيدي الروس –وجود عملاء داخل أجهزة المخابرات الأوكرانية -مما يثير مخاوف من أن تستخدم موسكو أي وثيقة يتم الحصول عليها لتبرير التدخل في أوكرانيا “بالدفاع عن النفس».
كان على الولايات المتحدة أيضًا إعلام شركائها في الناتو، وخاصة الحكومات الفرنسية والألمانية والبريطانية، بالمعلومات التي تم جمعها. تم ذلك في نهاية أكتوبر، خلال قمة مجموعة العشرين في روما. يُبلغ جو بايدن حلفاءه حقيقة الوضع، لكن وفقًا لشهادات جمعتها واشنطن بوست، واجه شكوكًا واسعة النطاق باستثناء لندن.
استحضر إيمانويل ماكرون وأولاف شولتز التصريحات الأمريكية الكاذبة بشأن العراق، ومؤخراً، بشأن “مقاومة وصمود” الحكومة الأفغانية في مواجهة ضغوط طالبان. إن أخطاء التقييم هذه في ذاكرة الجميع، ووفقًا لبعض الخبراء، لم تعد المخابرات الأمريكية تشكل، في عالم الاجهزة السرية، مصدرًا موثوقًا للغاية. فقط بريطانيا ودول البلطيق، انضمت إلى التحليل الأمريكي، في حين قدرت باريس وبرلين أن روسيا يمكنها، على الأكثر، “قضم قطعة من التفاحة الأوكرانية».
ضمان بقاء الاقتصاد لمقاومة الغازي
لا ينبغي تصديق أن أوكرانيا ساذجة بشأن الوضع، فهي تنظر إليه فقط بطريقة شاذة، تجد قوة غربية عظمى صعوبة في فهمها. وبينما يواصل بلينكين وزملاؤه إخبار زيلينسكي بأن بلاده في خطر، يرد هذا الاخير أن هذه المعلومات لا تفيده كثيرًا طالما لم يتم إرسال مساعدة كبيرة إليه. “هل سترسلون لي طائرات؟ لا”، يرد على بلينكين بعد أكثر من تنبيه.
في ديسمبر 2021، خصصت الولايات مبلغا بقيمة 200 مليون دولار من مخزونها للأسلحة. يشكر زيلينسكي، لكنه يرفض إبلاغ شعبه بالاحتمال المتزايد للغزو، وهو ما تطلبه واشنطن مع ذلك. في الواقع، كان يخشى أن يسيطر الذعر على البلاد، وأن ينهار الاقتصاد، الهش أصلا، تمامًا مما يجعل أي مقاومة مستقبلية لروسيا أمرًا مستحيلًا. ورداً على سؤال من قبل الواشنطن بوست، يعتقد وزير الخارجية دميترو كوليبا، أن بلاده لم تكن لتقاوم كما تفعل اليوم لو تم التحذير بوقوع هجوم كبير في وقت مبكر. ان عدم إحداث فوضى قبل وقوع المحظور، دفع الناس الى تفضيل القتال على الفرار، وقد اتضح أنها خطة حكيمة.
وفي مرة أخيرة، في يناير الماضي، حاول أنتوني بلينكين أن يستطلع التفكير الروسي، بالانفراد بوزير الخارجية، سيرجي لافروف، الذي لم يرد على أي من أسئلة وزير الخارجية المقلقة.
ومع استمرار الولايات المتحدة في لعب المسار الدبلوماسي حتى النهاية، كانت تستعد لما هو ابعد. لقد زادت من وجودها العسكري في أوروبا من 74 ألفا إلى 100 ألف رجل، وأبلغت الروس أن أي غزو لأوكرانيا سيؤدي إلى “رد فعل شديد”. ومع ذلك، فمنذ البداية، أوضحت إدارة بايدن لكييف أن الناتو لن يتدخل أبدًا على الأراضي الأوكرانية، ما لم يتم ضرب دولة عضو في المنظمة. وأدرك زيلينسكي، بفتور، أن الولايات المتحدة ستحاول الإبقاء على صراع محتمل داخل أوكرانيا. ومن هناك ولدت بالتأكيد استراتيجيته المستقبلية، التي تتكون من قول وتكرار أن روسيا لا تهاجم أوكرانيا فقط، بل تهاجم أوروبا بأكملها.
- استحضر ماكرون وشولتز التصريحات الأمريكية الكاذبة بشأن العراق، و«صمود» الحكومة الأفغانية في مواجهة طالبان
- انضمت بريطانيا ودول البلطيق إلى التحليل الأمريكي، في حين قدّرت باريس وبرلين أن روسيا ستكتفي بقضم قطعة من التفاحة الأوكرانية
- رفض زيلينسكي طلب واشنطن إبلاغ شعبه باحتمال الغزو، خوفا من سيطرة الذعر على البلاد وانهيار الاقتصاد الهش أصلا
- منذ البداية، أوضحت إدارة بايدن لكييف أن الناتو لن يتدخل أبدًا على الأراضي الأوكرانية
يخبرنا تحقيق مطول أجرته “واشنطن بوست”، أن أجهزة المخابرات الأمريكية كانت على علم جيد بنوايا فلاديمير بوتين في أوكرانيا. وبينما حذرت كييف من احتمال حدوث غزو، فقد بذلت قصارى جهدها لعدم استفزاز روسيا. أكتوبر 2021، في نهاية اجتماع أزمة جمع في المكتب البيضاوي للبيت الأبيض رؤساء الأركان، ومديرو المخابرات الوطنية، وعدد قليل من الوزراء، ورئيس الولايات المتحدة، كانت المعلومة الوحيدة التي لا تعرفها واشنطن هي التاريخ الدقيق لغزو أوكرانيا من قبل روسيا.
على الأقل هذا ما يؤكده تحقيق صحيفة واشنطن بوست، الذي نُشر الثلاثاء 16 أغسطس الجاري، ويروي بالتفصيل أشهر التوترات الدبلوماسية والعسكرية التي سبقت الحرب في أوكرانيا: المعلومات المتاحة للاستخبارات الأمريكية، والاستراتيجية المستخدمة لإبلاغ أوكرانيا دون استفزاز روسيا أو حتى رد فعل القوى الأوروبية، تمت مناقشة جميع الموضوعات، بفضل شهادات العشرات من كبار المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين والأوروبيين.
التجسس هو فن دقيق، ويبدو أن الصعوبة تكمن بشكل خاص في عدم استخلاص استنتاجات نهائية من أدلة بُذل الكثير من الجهد لجمعها. عندما قدمت الأجهزة الأمنية الأمريكية للرئيس، في ذاك اليوم من أكتوبر، صورًا التقطتها الأقمار الصناعية وشهادات مصادر موثوقة، لم يتردد الجنرال مارك ميلي في التصريح في الختام: “نعتقد أن فلاديمير بوتين يخطط لتنفيذ مهمة كبرى هجوم استراتيجي على أوكرانيا من اتجاهات متعددة في وقت واحد».
ولئن أثبتت بقية الاحداث أنه على حق، فمن المستحسن عدم الوقوع في مفارقة زمنية، من خلال الأسف على أن هذه الملاحظة المبكرة لم تساعد في منع الحرب، وعلى الأقل ستكون مفيدة في الاستعداد لها بشكل أفضل.
باستثناء عدم القدرة على التنبؤ بما يدور في راس بوتين، والذي من المحتمل أن يجعل كل المعلومات خارج الخدمة وقد عفا عليها الزمن، يبدو أن الولايات المتحدة، في نهاية عام 2021، كانت قادرة على استيعاب الموقف بوضوح تام: الهجوم الروسي سيحدث في فصل الشتاء، حتى تتمكن الدبابات من التحرك بسهولة على الطرق.
ستغزو القوات الروسية شمال أوكرانيا للاستيلاء على كييف في غضون أيام ثم تطيح بالرئيس فولوديمير زيلينسكي لتعيين حكومة دمية. من الشرق، ستعبر القوات البلاد إلى نهر الدنيبر، حيث يسيطر جنود القرم على الجنوب الشرقي. وكل ما تبقى من الدولة الأوكرانية بعد ذلك هو قطعة صغيرة احيلت إلى الغرب، مثل آخر شريط من الأرض بين الغرب والعالم الروسي.
زيلينسكي يأخذ المعلومات الأمريكية بحذر
بعد عرض هذه الحقائق، يجب محاولة الدخول في رأس فلاديمير بوتين. مهمة حساسة أوكلت إلى مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام جوزيف بيرنز، الذي كان سفيراً في موسكو بين 2005 و2008. إنه “يعرف” بوتين جيداً وبما يكفي ليؤخذ تحليله في الحسبان. يتذكر مناقشاتهما، ويقول إنه “مهووس بأوكرانيا”، وهذا يميل إلى تأكيده ما جاء، قبل ثلاثة أشهر، في مقال نشر للرئيس الروسي حول “الوحدة التاريخية بين الروس والأوكرانيين».
أرسل بيرنز إلى روسيا، وأتيحت له فرصة التحدث عبر الهاتف مع بوتين. عند عودته، أقرّ بأن “قلقه قد ازداد”، بعد أن وجد سيد الكرملين أكثر شدة وتصميمًا مما كان عليه في الماضي. التهديد خطير، وحان الوقت لإبلاغ الطرف الرئيسي المعني: أوكرانيا.
في قمة المناخ 26، التي عقدت في غلاسكو في أوائل نوفمبر، جلس وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بجوار فولوديمير زيلينسكي. كان هذا الأخير يستمع إلى ما يسرّ اليه، لكن المعلومات التي تم تسليمها تظل تخمينية، ليس فقط لأن واشنطن ترفض الكشف عن عناصر محددة، لأنها مصنّفة سرية، ولكن أيضًا لأن أوكرانيا معتادة على المراوغات الروسية.
وإذا لم تتواصل واشنطن بشكل واضح، فذلك لأنها لا تملك ثقة كبيرة في زيلينسكي، الممثل الكوميدي السابق، بدون خبرة سياسية، ويبدو ضعيفًا جدًا في مواجهة الدب الروسي الذي هو بوتين. كما أنها تخشى أن تقع المعلومات الحاسمة في أيدي الروس –وجود عملاء داخل أجهزة المخابرات الأوكرانية -مما يثير مخاوف من أن تستخدم موسكو أي وثيقة يتم الحصول عليها لتبرير التدخل في أوكرانيا “بالدفاع عن النفس».
كان على الولايات المتحدة أيضًا إعلام شركائها في الناتو، وخاصة الحكومات الفرنسية والألمانية والبريطانية، بالمعلومات التي تم جمعها. تم ذلك في نهاية أكتوبر، خلال قمة مجموعة العشرين في روما. يُبلغ جو بايدن حلفاءه حقيقة الوضع، لكن وفقًا لشهادات جمعتها واشنطن بوست، واجه شكوكًا واسعة النطاق باستثناء لندن.
استحضر إيمانويل ماكرون وأولاف شولتز التصريحات الأمريكية الكاذبة بشأن العراق، ومؤخراً، بشأن “مقاومة وصمود” الحكومة الأفغانية في مواجهة ضغوط طالبان. إن أخطاء التقييم هذه في ذاكرة الجميع، ووفقًا لبعض الخبراء، لم تعد المخابرات الأمريكية تشكل، في عالم الاجهزة السرية، مصدرًا موثوقًا للغاية. فقط بريطانيا ودول البلطيق، انضمت إلى التحليل الأمريكي، في حين قدرت باريس وبرلين أن روسيا يمكنها، على الأكثر، “قضم قطعة من التفاحة الأوكرانية».
ضمان بقاء الاقتصاد لمقاومة الغازي
لا ينبغي تصديق أن أوكرانيا ساذجة بشأن الوضع، فهي تنظر إليه فقط بطريقة شاذة، تجد قوة غربية عظمى صعوبة في فهمها. وبينما يواصل بلينكين وزملاؤه إخبار زيلينسكي بأن بلاده في خطر، يرد هذا الاخير أن هذه المعلومات لا تفيده كثيرًا طالما لم يتم إرسال مساعدة كبيرة إليه. “هل سترسلون لي طائرات؟ لا”، يرد على بلينكين بعد أكثر من تنبيه.
في ديسمبر 2021، خصصت الولايات مبلغا بقيمة 200 مليون دولار من مخزونها للأسلحة. يشكر زيلينسكي، لكنه يرفض إبلاغ شعبه بالاحتمال المتزايد للغزو، وهو ما تطلبه واشنطن مع ذلك. في الواقع، كان يخشى أن يسيطر الذعر على البلاد، وأن ينهار الاقتصاد، الهش أصلا، تمامًا مما يجعل أي مقاومة مستقبلية لروسيا أمرًا مستحيلًا. ورداً على سؤال من قبل الواشنطن بوست، يعتقد وزير الخارجية دميترو كوليبا، أن بلاده لم تكن لتقاوم كما تفعل اليوم لو تم التحذير بوقوع هجوم كبير في وقت مبكر. ان عدم إحداث فوضى قبل وقوع المحظور، دفع الناس الى تفضيل القتال على الفرار، وقد اتضح أنها خطة حكيمة.
وفي مرة أخيرة، في يناير الماضي، حاول أنتوني بلينكين أن يستطلع التفكير الروسي، بالانفراد بوزير الخارجية، سيرجي لافروف، الذي لم يرد على أي من أسئلة وزير الخارجية المقلقة.
ومع استمرار الولايات المتحدة في لعب المسار الدبلوماسي حتى النهاية، كانت تستعد لما هو ابعد. لقد زادت من وجودها العسكري في أوروبا من 74 ألفا إلى 100 ألف رجل، وأبلغت الروس أن أي غزو لأوكرانيا سيؤدي إلى “رد فعل شديد”. ومع ذلك، فمنذ البداية، أوضحت إدارة بايدن لكييف أن الناتو لن يتدخل أبدًا على الأراضي الأوكرانية، ما لم يتم ضرب دولة عضو في المنظمة. وأدرك زيلينسكي، بفتور، أن الولايات المتحدة ستحاول الإبقاء على صراع محتمل داخل أوكرانيا. ومن هناك ولدت بالتأكيد استراتيجيته المستقبلية، التي تتكون من قول وتكرار أن روسيا لا تهاجم أوكرانيا فقط، بل تهاجم أوروبا بأكملها.