ستدور في مناخ محموم
هذه «الانتخابات النصفية» تلهب الولايات المتحدة...!
-- فوز الجمهوريين بغرفة واحدة على الأقل من المجلسين، سيقلّل هامش مناورة الرئيس لتمرير خططه الطموحة
-- يمكن للجمهوريين والديمقراطيين إنفاق أكثر من 9.7 مليار دولار على حملاتهم
-- الانتخابات النــصـفـيــة تبدو فعلا وكأنها استفتاء مع أو ضد ترامب
-- في رأي العديد من المحللين، يمكن لموضوع الإجهاض أن ينقذ المعسكر الديمقراطي من الانهيار
تجيء الانتخابات التشريعية النصفية في مناخ محموم. الجمهوريون مصممون على استعادة الأغلبية في الكونجرس، مع تصاعد المشاكل بالنسبة لدونالد ترامب.
رئيس سابق، دونالد ترامب، الذي لا يزال يعترض على هزيمته، تم اقتحام مقره في مارالاغو في 8 أغسطس من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، لأنه أخذ معه عشرات الصناديق من الوثائق السرية التي من المفترض أن يتم تخزينها في الأرشيف الوطني، ومجموعات تامريه قادرة على الأسوأ، بينما الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021 موضوع تحقيق مكثف من قبل لجنة برلمانية، وجو بايدن يتهم “قوات لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” بأنها ملوثة بأيديولوجية “شبه فاشية”، إن القول بأن نسخة 2022 من انتخابات منتصف المدة تجري في مناخ غير نمطي هو تلطيف... إليكم ما يجب تذكره:
■ بم يتعلق الأمر؟
بعد عامين من الانتخابات الرئاسية، يجدد الأمريكيون الكونجرس: ينتخبون 435 نائبًا لمجلس النواب و35 من أصل 100 عضو منتخب في مجلس الشيوخ. ست وثلاثون ولاية أمريكية من أصل 50 ولاية تختار أيضًا حاكمها، وستجرى العديد من الانتخابات أيضًا على مستوى محلي أكثر.
الجمهوريون مصممون على استعادة الأغلبية في الكونجرس. وتاريخيا، الحزب غير الممثل في البيت الأبيض يحصد انتصارات في “الانتخابات النصفية”. حدث هذا في 90 بالمائة من الحالات منذ عام 1860. عام 2010، خسر الديمقراطيون في عهد باراك أوباما 64 مقعدًا، وهي هزيمة وصفها الرئيس بـ “الضربة القاضية».
في الوقت الحالي، حتى لو ينطلق الجمهوريون كالأوفر حظا، فإن نوايا التصويت تمنح الحزبين نتيجة متقاربة جدا.
في منتصف يوليو، استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك منح الجمهوريين 44 بالمائة من نوايا التصويت والديمقراطيين 43 بالمائة.
موقع فايف ثيرتي ايت القياسي، يمنح الجمهوريين الأغلبية في هذه المرحلة في مجلس النواب، والديمقراطيون بفارق ضئيل جدًا في مجلس الشيوخ. بدأت تكساس الانتخابات التمهيدية في 1 مارس، وتنتهي العملية في 13 سبتمبر في ديلاوير ونيو هامبشاير ورود آيلاند.
■ كيف يعمل الكونجرس اليوم؟
يوجد حاليًا 220 ديمقراطيًا و215 جمهوريًا في مجلس النواب. يتألف مجلس الشيوخ من 50 جمهوريًا منتخبًا و50 ديمقراطيًا، ونائبة الرئيس كامالا هاريس هي التي تقرر مصير التصويت في حالة التعادل التام.
فيما يتعلق بالحكام، 27 جمهوريًا و23 ديمقراطيًا. ستكون نتائج “الانتخابات النصفية” حاسمة بالنسبة للسباق الى البيت الأبيض عام 2024 ونهاية تفويض جو بايدن. في حالة فوز الجمهوريين بغرفة واحدة على الأقل من المجلسين، سيقل هامش مناورة الرئيس لتمرير خططه الطموحة بشكل كبير.
جو بايدن هو الان في مأزق حيث يتمتع الديمقراطيون بأغلبية في كلا المجلسين. لكن بالكاد.
ويتم اتخاذ قرارات مهمة بأغلبية 60 صوتًا من أصل 100 في مجلس الشيوخ.
الديمقراطيون ممزقون أيضا بين جناح يساري راديكالي وجناح وسطي. إن سيناتورين اثنين ديمقراطيين على وجه الخصوص، جو مانشين وكيرستن سينيما، هما اللذان ساعدا حتى الآن في عرقلة مشاريع مهمة لجو بايدن.
■ سياق خاص
منذ هجوم الكابيتول، تراكمت المشاكل القانونية لدونالد ترامب. الرئيس الأمريكي الوحيد الذي خضع لمحاكمتي عزل، يواجه الآن خطر توجيه الاتهام إليه لسعيه إلى قلب نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
القرار في يد وزير العدل ميريك جارلاند. ووفقًا لـ بلومبرج، يمكن لهذا الأخير أن يقرر إعلان لائحة اتهام محتملة لترامب فقط بمجرد مرور الانتخابات، حتى لا يقال انه حاول التأثير عليها، واحتراما لقاعدة عدم التدخل خلال الستين يومًا التي تسبق الانتخابات.
من جانبها، ستقدم اللجنة الخاصة المكلفة بالتحقيق في الهجوم على مبنى الكابيتول نتائجها قريبًا، بعد الاستماع إلى أكثر من ألف شاهد، وتشريح 140 ألف وثيقة -بما في ذلك الرسائل النصية، والبريد الإلكتروني ومقتطفات الفيديو -وتنظيم جلسات استماع نقلتها القنوات التلفزيونية الرئيسية. المعسكران في حالة جمود وترقب.
■ سطوة دونالد ترامب
على الرغم من إضعافه، إلا أن دونالد ترامب، الذي وصف جو بايدن للتو بأنه “عدو الدولة”، يواصل ممارسة سلطة كبيرة على الحزب الجمهوري، الذي يشكل بالنسبة له آلة انتخابية هائلة. ولم يكن لهوسه بالطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، والحديث عن “الاقتراع المسروق” و “التزوير الشامل”، حتى الآن تأثير كبير على علاقاته بالحزب.
على العكس من ذلك: خلال الانتخابات التمهيدية، غالبًا ما ينجح المرشحون الترامبيون في الفوز ضد المعتدلين والوسطيين. لقد فهم البعض ذلك جيدًا واختاروا “الترمبنة” لتعزيز فرصهم في الانتخاب. أفراد، مثل مارجوري تايلور جرين، يغازلون كيو أنون، وينشرون نظريات المؤامرة، تمكنوا أيضًا من الترشح عام 2020، ويمكن أن تفوز شخصيات مماثلة مجددا في نوفمبر.
يواصل الرئيس السابق إثارة شبح الترشح لعام 2024 -لقد فعل ذلك مرة أخرى يوم السبت خلال تجمع حاشد في ولاية بنسلفانيا -لكن “الانتخابات النصفية” تبدو فعلا وكأنها استفتاء موضوعه مع أو ضد ترامب.
بالنسبة له، تمثل هذه الانتخابات التشريعية اختبارًا حاسمًا.
■ صعوبات جو بايدن
تضخم، فيروس، هجرة، آفة الأسلحة، والجريمة المتزايدة، وقرارات المحكمة العليا التي لا تحظى بشعبية، وتهديدات للديمقراطية: يواجه جو بايدن صعوبات متعددة، ويستمر تصنيف نسبة الرضا عنه في الانخفاض.
وأصبحت أمريكا منقسمة أكثر من أي وقت مضى. لكن في الأسابيع القليلة الماضية، ارتفع منحنى شعبيته بشكل طفيف. يتحرك جو بايدن على الميدان ويهاجم سلفه وأفكاره “المتطرفة” بمزيد من الضراوة من أجل “إنقاذ روح أمريكا».
ومن خلال القيام بذلك، فإنه يساهم أيضًا في جعل “الانتخابات النصفية” هذه بمثابة استفتاء على ترامب، سيف ذو حدين. كما أن انخفاض سعر البنزين يعيد بريقا ما لصورته. وقد تبنى الكونجرس مؤخرا قانون خفض التضخم، وهو إصلاح يتضمن برنامجًا طموحًا لمحاربة الاحتباس الحراري.
■ الموضوعات الرئيسية
في رأي العديد من المحللين، يمكن لموضوع الإجهاض أن ينقذ المعسكر الديمقراطي من الانهيار. لقد قررت المحكمة العليا إفراغ قانون رو ضد واد لعام 1973 من جوهره، ذاك الحكم الذي كفل للمرأة الحق في التمكن من الإجهاض حتى الأسبوع الثاني والعشرين من الحمل تقريبًا. منذئذ، كانت المعارك شرسة في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن أكثر من 57 بالمائة من الأمريكيين لا يوافقون على قرار المحكمة العليا، وفقًا لمركز بيو للأبحاث، و62 بالمائة يعتقدون أن الإجهاض يجب أن يظل قانونيًا. ويأمل الديمقراطيون أن يكونوا قادرين على كسب النقاط من خلال شن حملات على هذه القضية الحساسة. لكن الشاغل الأول للأمريكيين لا يزال، وهذا لا يثير الدهشة، الوضع الاقتصادي، كما يؤكد معهد غالوب.
■ المعارك الرئيسية
ولاية بنسلفانيا هي إحدى الولايات، إلى جانب جورجيا ونيفادا وويسكونسن وأوهايو، حيث يمكن تقرير السيطرة على مجلس الشيوخ. ومن هنا جاءت الرحلات التي قام بها جو بايدن ودونالد ترامب الأسبوع الماضي ليشجّع كل منهما مهره.
يواجه الديمقراطي جون فيترمان الجمهوري محمد أوز، وهو طبيب نجم تلفزيوني يدعمه دونالد ترامب، والذي على الرغم من تجاوزاته والخلافات التي يثيرها لديه فرصة للفوز بالمعركة. وإذا في وايومنغ، فشلت ليز تشيني، الصوت الرئيسي المناهض لترامب ونائب رئيس اللجنة الخاصة للتحقيق في الهجوم على مبنى الكابيتول، في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، فان هناك أيضًا بعض المفاجآت.
في ألاسكا، هُزمت سارة بالين، التي يساندها ترامب في محاولة للعودة إلى السياسة بعد أن كانت نائبًا لجون ماكين عام 2008 على البطاقة الرئاسية، هزمت من قبل المرشحة الديمقراطية ماري بيلتولا، على المقعد الوحيد في الولاية في مجلس النواب. وهذه ليست سوى انتخابات فرعية، لتعويض مرشح جمهوري توفي في مارس.
وستظل الحاكمة السابقة لألاسكا، التي استقالت عام 2009 في قلب فترة ولايتها، قادرة على الترشح مرة أخرى في 8 نوفمبر، عندما تكون جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 موضع رهان.
■ المال عصب الحرب
تعد انتخابات التجديد النصفي هذه بأن تكون مكلفة للغاية.
ووفقًا لتقديرات شركة ادانباكت، يمكن للجمهوريين والديمقراطيين إنفاق أكثر من 9.7 مليار دولار على حملاتهم، وهو مبلغ سيتجاوز الرقم القياسي البالغ 9 مليارات الذي تم تسجيله خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2020. وأكثر من ضعف الإنفاق خلال انتخابات “منتصف المدة” عام 2018.
وبينما تتظاهر الشبكات الاجتماعية بأنها تحارب المعلومات المضللة، تزداد المواقع الإعلانية للمرشحين وتتضاعف.
وفي أصل هذه الزيادة في الإنفاق، امكانية الوصول بسهولة إلى جمهور الناخبين المستقطب بشكل متزايد، وأدوات جمع التبرعات عبر الإنترنت. وحسب ادانباكت، يمكن أن يصل مجموع سباقات حكام الولايات إلى 2.43 مليار دولار، ولمجلس الشيوخ 2.37 مليار دولار.
ومن المتوقع أن يأتي نحو 1.88 مليار من المرشحين الذين يقتحمون مجلس النواب... إن صيد المترددين سيكون شرسًا.
-- يمكن للجمهوريين والديمقراطيين إنفاق أكثر من 9.7 مليار دولار على حملاتهم
-- الانتخابات النــصـفـيــة تبدو فعلا وكأنها استفتاء مع أو ضد ترامب
-- في رأي العديد من المحللين، يمكن لموضوع الإجهاض أن ينقذ المعسكر الديمقراطي من الانهيار
تجيء الانتخابات التشريعية النصفية في مناخ محموم. الجمهوريون مصممون على استعادة الأغلبية في الكونجرس، مع تصاعد المشاكل بالنسبة لدونالد ترامب.
رئيس سابق، دونالد ترامب، الذي لا يزال يعترض على هزيمته، تم اقتحام مقره في مارالاغو في 8 أغسطس من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، لأنه أخذ معه عشرات الصناديق من الوثائق السرية التي من المفترض أن يتم تخزينها في الأرشيف الوطني، ومجموعات تامريه قادرة على الأسوأ، بينما الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021 موضوع تحقيق مكثف من قبل لجنة برلمانية، وجو بايدن يتهم “قوات لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” بأنها ملوثة بأيديولوجية “شبه فاشية”، إن القول بأن نسخة 2022 من انتخابات منتصف المدة تجري في مناخ غير نمطي هو تلطيف... إليكم ما يجب تذكره:
■ بم يتعلق الأمر؟
بعد عامين من الانتخابات الرئاسية، يجدد الأمريكيون الكونجرس: ينتخبون 435 نائبًا لمجلس النواب و35 من أصل 100 عضو منتخب في مجلس الشيوخ. ست وثلاثون ولاية أمريكية من أصل 50 ولاية تختار أيضًا حاكمها، وستجرى العديد من الانتخابات أيضًا على مستوى محلي أكثر.
الجمهوريون مصممون على استعادة الأغلبية في الكونجرس. وتاريخيا، الحزب غير الممثل في البيت الأبيض يحصد انتصارات في “الانتخابات النصفية”. حدث هذا في 90 بالمائة من الحالات منذ عام 1860. عام 2010، خسر الديمقراطيون في عهد باراك أوباما 64 مقعدًا، وهي هزيمة وصفها الرئيس بـ “الضربة القاضية».
في الوقت الحالي، حتى لو ينطلق الجمهوريون كالأوفر حظا، فإن نوايا التصويت تمنح الحزبين نتيجة متقاربة جدا.
في منتصف يوليو، استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك منح الجمهوريين 44 بالمائة من نوايا التصويت والديمقراطيين 43 بالمائة.
موقع فايف ثيرتي ايت القياسي، يمنح الجمهوريين الأغلبية في هذه المرحلة في مجلس النواب، والديمقراطيون بفارق ضئيل جدًا في مجلس الشيوخ. بدأت تكساس الانتخابات التمهيدية في 1 مارس، وتنتهي العملية في 13 سبتمبر في ديلاوير ونيو هامبشاير ورود آيلاند.
■ كيف يعمل الكونجرس اليوم؟
يوجد حاليًا 220 ديمقراطيًا و215 جمهوريًا في مجلس النواب. يتألف مجلس الشيوخ من 50 جمهوريًا منتخبًا و50 ديمقراطيًا، ونائبة الرئيس كامالا هاريس هي التي تقرر مصير التصويت في حالة التعادل التام.
فيما يتعلق بالحكام، 27 جمهوريًا و23 ديمقراطيًا. ستكون نتائج “الانتخابات النصفية” حاسمة بالنسبة للسباق الى البيت الأبيض عام 2024 ونهاية تفويض جو بايدن. في حالة فوز الجمهوريين بغرفة واحدة على الأقل من المجلسين، سيقل هامش مناورة الرئيس لتمرير خططه الطموحة بشكل كبير.
جو بايدن هو الان في مأزق حيث يتمتع الديمقراطيون بأغلبية في كلا المجلسين. لكن بالكاد.
ويتم اتخاذ قرارات مهمة بأغلبية 60 صوتًا من أصل 100 في مجلس الشيوخ.
الديمقراطيون ممزقون أيضا بين جناح يساري راديكالي وجناح وسطي. إن سيناتورين اثنين ديمقراطيين على وجه الخصوص، جو مانشين وكيرستن سينيما، هما اللذان ساعدا حتى الآن في عرقلة مشاريع مهمة لجو بايدن.
■ سياق خاص
منذ هجوم الكابيتول، تراكمت المشاكل القانونية لدونالد ترامب. الرئيس الأمريكي الوحيد الذي خضع لمحاكمتي عزل، يواجه الآن خطر توجيه الاتهام إليه لسعيه إلى قلب نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
القرار في يد وزير العدل ميريك جارلاند. ووفقًا لـ بلومبرج، يمكن لهذا الأخير أن يقرر إعلان لائحة اتهام محتملة لترامب فقط بمجرد مرور الانتخابات، حتى لا يقال انه حاول التأثير عليها، واحتراما لقاعدة عدم التدخل خلال الستين يومًا التي تسبق الانتخابات.
من جانبها، ستقدم اللجنة الخاصة المكلفة بالتحقيق في الهجوم على مبنى الكابيتول نتائجها قريبًا، بعد الاستماع إلى أكثر من ألف شاهد، وتشريح 140 ألف وثيقة -بما في ذلك الرسائل النصية، والبريد الإلكتروني ومقتطفات الفيديو -وتنظيم جلسات استماع نقلتها القنوات التلفزيونية الرئيسية. المعسكران في حالة جمود وترقب.
■ سطوة دونالد ترامب
على الرغم من إضعافه، إلا أن دونالد ترامب، الذي وصف جو بايدن للتو بأنه “عدو الدولة”، يواصل ممارسة سلطة كبيرة على الحزب الجمهوري، الذي يشكل بالنسبة له آلة انتخابية هائلة. ولم يكن لهوسه بالطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، والحديث عن “الاقتراع المسروق” و “التزوير الشامل”، حتى الآن تأثير كبير على علاقاته بالحزب.
على العكس من ذلك: خلال الانتخابات التمهيدية، غالبًا ما ينجح المرشحون الترامبيون في الفوز ضد المعتدلين والوسطيين. لقد فهم البعض ذلك جيدًا واختاروا “الترمبنة” لتعزيز فرصهم في الانتخاب. أفراد، مثل مارجوري تايلور جرين، يغازلون كيو أنون، وينشرون نظريات المؤامرة، تمكنوا أيضًا من الترشح عام 2020، ويمكن أن تفوز شخصيات مماثلة مجددا في نوفمبر.
يواصل الرئيس السابق إثارة شبح الترشح لعام 2024 -لقد فعل ذلك مرة أخرى يوم السبت خلال تجمع حاشد في ولاية بنسلفانيا -لكن “الانتخابات النصفية” تبدو فعلا وكأنها استفتاء موضوعه مع أو ضد ترامب.
بالنسبة له، تمثل هذه الانتخابات التشريعية اختبارًا حاسمًا.
■ صعوبات جو بايدن
تضخم، فيروس، هجرة، آفة الأسلحة، والجريمة المتزايدة، وقرارات المحكمة العليا التي لا تحظى بشعبية، وتهديدات للديمقراطية: يواجه جو بايدن صعوبات متعددة، ويستمر تصنيف نسبة الرضا عنه في الانخفاض.
وأصبحت أمريكا منقسمة أكثر من أي وقت مضى. لكن في الأسابيع القليلة الماضية، ارتفع منحنى شعبيته بشكل طفيف. يتحرك جو بايدن على الميدان ويهاجم سلفه وأفكاره “المتطرفة” بمزيد من الضراوة من أجل “إنقاذ روح أمريكا».
ومن خلال القيام بذلك، فإنه يساهم أيضًا في جعل “الانتخابات النصفية” هذه بمثابة استفتاء على ترامب، سيف ذو حدين. كما أن انخفاض سعر البنزين يعيد بريقا ما لصورته. وقد تبنى الكونجرس مؤخرا قانون خفض التضخم، وهو إصلاح يتضمن برنامجًا طموحًا لمحاربة الاحتباس الحراري.
■ الموضوعات الرئيسية
في رأي العديد من المحللين، يمكن لموضوع الإجهاض أن ينقذ المعسكر الديمقراطي من الانهيار. لقد قررت المحكمة العليا إفراغ قانون رو ضد واد لعام 1973 من جوهره، ذاك الحكم الذي كفل للمرأة الحق في التمكن من الإجهاض حتى الأسبوع الثاني والعشرين من الحمل تقريبًا. منذئذ، كانت المعارك شرسة في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن أكثر من 57 بالمائة من الأمريكيين لا يوافقون على قرار المحكمة العليا، وفقًا لمركز بيو للأبحاث، و62 بالمائة يعتقدون أن الإجهاض يجب أن يظل قانونيًا. ويأمل الديمقراطيون أن يكونوا قادرين على كسب النقاط من خلال شن حملات على هذه القضية الحساسة. لكن الشاغل الأول للأمريكيين لا يزال، وهذا لا يثير الدهشة، الوضع الاقتصادي، كما يؤكد معهد غالوب.
■ المعارك الرئيسية
ولاية بنسلفانيا هي إحدى الولايات، إلى جانب جورجيا ونيفادا وويسكونسن وأوهايو، حيث يمكن تقرير السيطرة على مجلس الشيوخ. ومن هنا جاءت الرحلات التي قام بها جو بايدن ودونالد ترامب الأسبوع الماضي ليشجّع كل منهما مهره.
يواجه الديمقراطي جون فيترمان الجمهوري محمد أوز، وهو طبيب نجم تلفزيوني يدعمه دونالد ترامب، والذي على الرغم من تجاوزاته والخلافات التي يثيرها لديه فرصة للفوز بالمعركة. وإذا في وايومنغ، فشلت ليز تشيني، الصوت الرئيسي المناهض لترامب ونائب رئيس اللجنة الخاصة للتحقيق في الهجوم على مبنى الكابيتول، في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، فان هناك أيضًا بعض المفاجآت.
في ألاسكا، هُزمت سارة بالين، التي يساندها ترامب في محاولة للعودة إلى السياسة بعد أن كانت نائبًا لجون ماكين عام 2008 على البطاقة الرئاسية، هزمت من قبل المرشحة الديمقراطية ماري بيلتولا، على المقعد الوحيد في الولاية في مجلس النواب. وهذه ليست سوى انتخابات فرعية، لتعويض مرشح جمهوري توفي في مارس.
وستظل الحاكمة السابقة لألاسكا، التي استقالت عام 2009 في قلب فترة ولايتها، قادرة على الترشح مرة أخرى في 8 نوفمبر، عندما تكون جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 موضع رهان.
■ المال عصب الحرب
تعد انتخابات التجديد النصفي هذه بأن تكون مكلفة للغاية.
ووفقًا لتقديرات شركة ادانباكت، يمكن للجمهوريين والديمقراطيين إنفاق أكثر من 9.7 مليار دولار على حملاتهم، وهو مبلغ سيتجاوز الرقم القياسي البالغ 9 مليارات الذي تم تسجيله خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2020. وأكثر من ضعف الإنفاق خلال انتخابات “منتصف المدة” عام 2018.
وبينما تتظاهر الشبكات الاجتماعية بأنها تحارب المعلومات المضللة، تزداد المواقع الإعلانية للمرشحين وتتضاعف.
وفي أصل هذه الزيادة في الإنفاق، امكانية الوصول بسهولة إلى جمهور الناخبين المستقطب بشكل متزايد، وأدوات جمع التبرعات عبر الإنترنت. وحسب ادانباكت، يمكن أن يصل مجموع سباقات حكام الولايات إلى 2.43 مليار دولار، ولمجلس الشيوخ 2.37 مليار دولار.
ومن المتوقع أن يأتي نحو 1.88 مليار من المرشحين الذين يقتحمون مجلس النواب... إن صيد المترددين سيكون شرسًا.