رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
الحريق الأوكراني:
هذه أولوية روسيا، مهما كان الثمن...!
-- التقدم العسكري لا يعكس الحصاد الكارثي للمعارك
-- يحتاج الجيش الأوكراني إلى مزيد من الأسلحة للصمود على الأرض
-- الجيش الروسي يلقي بكل ثقله واحتياطه في معركة سيفيرودونيتسك
في اليوم 103 من الحرب في أوكرانيا، تحرز القوات الروسية تقدمًا بطيئًا على حساب خسائر فادحة في الأرواح. ويحتاج الجيش الأوكراني إلى مزيد من الأسلحة للصمود على الأرض أو القيام بهجوم مضاد.
عشرات الآلاف من القتلى، 14 مليون أوكراني أجبروا على الفرار من ديارهم، مئات المليارات من اليورو كأضرار، وخطر أزمة غذاء عالمية ... قد يكون هذا ملخصًا لأول مائة يوم من الحرب الروسية في أوكرانيا.
ومع ذلك، إذا حكمنا من خلال خرائط الوضع، فإن التقـــــدم العســـكري لا يعكس هــــذا الحصاد الكارثي.
ولسبب وجيه: بعد الفشل الواضح لهجومها الأولي، قلصت روسيا من أهدافها وجعلت الاستيلاء على دونباس، في الشرق، على رأس أولوياتها.
لن تكون هذه المرحلة الثانية من الصراع أقل دموية، لأن حرب استنزاف أعقبت الحرب الخاطفة، بخنادقها وكثرة المدفعية، حيث يتم كسب الأرض مترًا بعد متر. “ما زلنا في بداية هذه المرحلة الثانية فقط”، يقول إدوارد جولي، الباحث في معهد البحوث الاستراتيجية في المدرسة العسكرية. بالنسبة له، فإن النتيجة تتوقّف على “قدرة القوات الأوكرانية على الصمود في وجه ضربات الروس».
سيفيرودونيتسك،
ماريوبول الجديدة؟
«الجيش الروسي يلقي بكل ثقله واحتياطه في معركة سيفيرودونيتسك، أوضح السبت سيرجويتش جاودتش، حاكم إقليم لوهانسك، الذي يبقى أقل من 10 بالمائة منه تحت السيطرة الأوكرانية. هذا السيناريو، الذي يتضمن تدميرًا منهجيًا لمباني المدينة، يشبه ذاك الذي استمر قرابة ثلاثة أشهر في ماريوبول.
وبعد تقدم بطيء للغاية باتجاه الضواحي، دخل الجيش الروسي في الأيام الأخيرة وسط المدينة حيث تدور المعارك الآن.
ويؤكد إدوارد جولي: “يمكن للقوات الأوكرانية الاستفادة من هذا لأنه في المناطق الحضرية، يتطلب الأمر عادةً سبعة مهاجمين لمدافع واحد”. ان القتال اللصيق يحد أيضًا من استخدام الطيران والمدفعية، اللذين يصنعان التفوق الروسي.
الا ان موسكو قالت السبت، إن جزء من الجنود الأوكرانيين تراجع إلى بلدة ليسيتشانسك المجاورة.
وبالتالي، فإن سقوط سيفيرودونيتسك وما تبقى من لوهانسك أوبلاست بشكل عام لا يزال ينتظر. وإذا حدث ذلك، فسيكون “مهمًا لمعنويات القوات الروسية ومصداقية الكرملين”، يؤكد ديميتري مينيك، الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، حتى لو اعتبر أنه سيكون “من الصعب التحدث عن نجاح «.
سلافيانسك، الهدف التالي
يبدو أن سلافيانسك، الواقعة غربًا في دونيتسك أوبلاست، هي هدف موسكو الآخر قصير المدى. فوفق هيئة الأركان العامة الأوكرانية، تتركز 20 كتيبة قتالية تكتيكية “ما بين 15 الفا و20 ألف رجل” شمال المدينة، حيث يتسارع إجلاء المدنيين.
غير ان الروس الذين يحاولون التقدم من محورين “إيزيوم وليمان” لا يتقدمون. فقد تم صد الهجمات على قريتين محاصرتين يوم الجمعة.
ويقول إدوارد جولي: “بنى الأوكرانيون موقعًا دفاعيًا مهمًا في المنطقة بمركبات مدرعة ومشاة ميكانيكية”... مرة أخرى، تعد المعارك بأن تستمر.
هل ما زال بإمكان فلاديمير بوتين تخيّل استمرار “عمليته العسكرية الخاصة” حتى “يتم تحقيق جميع الأهداف العسكرية”، كما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة؟ “من غير المحتمل، يعتقد ديميتري مينيك، الذي يقدّر “ما بين 30 الفا و35 الفا عدد الجنود الروس على الأرجح خارج الخدمة “قتلى أو جرحى أو فارين من الخدمة”، أي حوالي 15 بالمائة من القوات المشاركة في بداية الحرب.
وسيحتاج الجيشان إلى فترات راحة عملياتية، حيث أن الايقاع الحالي لا يطاق لأي منهما”. ويلاحظ إدوارد جولي أيضًا، أن استخدام “نماذج الدبابات القديمة مثل تي-62”، يجسم مشاكل المعدات التي تواجهها روسيا، الا ان الجيش الأوكراني يصيبه نفس الشرور.
الصعوبات التي
يواجهها الأوكرانيون
«النصر سيكون لنا”، وعد فولوديمير زيلينسكي الجمعة. قبل ذلك بأيام قليلة، اعترف الرئيس الأوكراني مع ذلك بأن “ما بين 60 إلى 100 جندي يموتون كل يوم”، وأن “500 جرحوا”. علاوة على ذلك، أبرزت المرحلة الجديدة من الصراع الصعوبات التي يواجهها الجيش الأوكراني للانتقال إلى مرحلة الهجوم. ولا تزال عمليات الاستعادة شمال خاركيف أو في الجنوب محدودة، ان لم تكن في حالة توقف تام. «لا تملك ما يكفي من معدات”، يقول إدوارد جولي. إن تسليم الغرب للأسلحة الثقيلة، مثل مدافع قيصر الفرنسية أو هوتويزر الأمريكية، لم يغير ميزان القوى الذي لا يزال لصالح الروس، ان “عددها محدود للغاية”، يتابع الباحث. هذا الأسبوع، قبل جو بايدن تسليم أنظمة هيمارس، قاذفات صواريخ يبلغ مداها 80 كيلومترًا مثبتة على دروع خفيفة، إلى كييف. ويعتقد بعض المحللين أن بإمكان تلك الاسلحة تغيير مسار الحرب. ومع ذلك، لم يتم تحديد تاريخ تسليمها.
-- يحتاج الجيش الأوكراني إلى مزيد من الأسلحة للصمود على الأرض
-- الجيش الروسي يلقي بكل ثقله واحتياطه في معركة سيفيرودونيتسك
في اليوم 103 من الحرب في أوكرانيا، تحرز القوات الروسية تقدمًا بطيئًا على حساب خسائر فادحة في الأرواح. ويحتاج الجيش الأوكراني إلى مزيد من الأسلحة للصمود على الأرض أو القيام بهجوم مضاد.
عشرات الآلاف من القتلى، 14 مليون أوكراني أجبروا على الفرار من ديارهم، مئات المليارات من اليورو كأضرار، وخطر أزمة غذاء عالمية ... قد يكون هذا ملخصًا لأول مائة يوم من الحرب الروسية في أوكرانيا.
ومع ذلك، إذا حكمنا من خلال خرائط الوضع، فإن التقـــــدم العســـكري لا يعكس هــــذا الحصاد الكارثي.
ولسبب وجيه: بعد الفشل الواضح لهجومها الأولي، قلصت روسيا من أهدافها وجعلت الاستيلاء على دونباس، في الشرق، على رأس أولوياتها.
لن تكون هذه المرحلة الثانية من الصراع أقل دموية، لأن حرب استنزاف أعقبت الحرب الخاطفة، بخنادقها وكثرة المدفعية، حيث يتم كسب الأرض مترًا بعد متر. “ما زلنا في بداية هذه المرحلة الثانية فقط”، يقول إدوارد جولي، الباحث في معهد البحوث الاستراتيجية في المدرسة العسكرية. بالنسبة له، فإن النتيجة تتوقّف على “قدرة القوات الأوكرانية على الصمود في وجه ضربات الروس».
سيفيرودونيتسك،
ماريوبول الجديدة؟
«الجيش الروسي يلقي بكل ثقله واحتياطه في معركة سيفيرودونيتسك، أوضح السبت سيرجويتش جاودتش، حاكم إقليم لوهانسك، الذي يبقى أقل من 10 بالمائة منه تحت السيطرة الأوكرانية. هذا السيناريو، الذي يتضمن تدميرًا منهجيًا لمباني المدينة، يشبه ذاك الذي استمر قرابة ثلاثة أشهر في ماريوبول.
وبعد تقدم بطيء للغاية باتجاه الضواحي، دخل الجيش الروسي في الأيام الأخيرة وسط المدينة حيث تدور المعارك الآن.
ويؤكد إدوارد جولي: “يمكن للقوات الأوكرانية الاستفادة من هذا لأنه في المناطق الحضرية، يتطلب الأمر عادةً سبعة مهاجمين لمدافع واحد”. ان القتال اللصيق يحد أيضًا من استخدام الطيران والمدفعية، اللذين يصنعان التفوق الروسي.
الا ان موسكو قالت السبت، إن جزء من الجنود الأوكرانيين تراجع إلى بلدة ليسيتشانسك المجاورة.
وبالتالي، فإن سقوط سيفيرودونيتسك وما تبقى من لوهانسك أوبلاست بشكل عام لا يزال ينتظر. وإذا حدث ذلك، فسيكون “مهمًا لمعنويات القوات الروسية ومصداقية الكرملين”، يؤكد ديميتري مينيك، الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، حتى لو اعتبر أنه سيكون “من الصعب التحدث عن نجاح «.
سلافيانسك، الهدف التالي
يبدو أن سلافيانسك، الواقعة غربًا في دونيتسك أوبلاست، هي هدف موسكو الآخر قصير المدى. فوفق هيئة الأركان العامة الأوكرانية، تتركز 20 كتيبة قتالية تكتيكية “ما بين 15 الفا و20 ألف رجل” شمال المدينة، حيث يتسارع إجلاء المدنيين.
غير ان الروس الذين يحاولون التقدم من محورين “إيزيوم وليمان” لا يتقدمون. فقد تم صد الهجمات على قريتين محاصرتين يوم الجمعة.
ويقول إدوارد جولي: “بنى الأوكرانيون موقعًا دفاعيًا مهمًا في المنطقة بمركبات مدرعة ومشاة ميكانيكية”... مرة أخرى، تعد المعارك بأن تستمر.
هل ما زال بإمكان فلاديمير بوتين تخيّل استمرار “عمليته العسكرية الخاصة” حتى “يتم تحقيق جميع الأهداف العسكرية”، كما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة؟ “من غير المحتمل، يعتقد ديميتري مينيك، الذي يقدّر “ما بين 30 الفا و35 الفا عدد الجنود الروس على الأرجح خارج الخدمة “قتلى أو جرحى أو فارين من الخدمة”، أي حوالي 15 بالمائة من القوات المشاركة في بداية الحرب.
وسيحتاج الجيشان إلى فترات راحة عملياتية، حيث أن الايقاع الحالي لا يطاق لأي منهما”. ويلاحظ إدوارد جولي أيضًا، أن استخدام “نماذج الدبابات القديمة مثل تي-62”، يجسم مشاكل المعدات التي تواجهها روسيا، الا ان الجيش الأوكراني يصيبه نفس الشرور.
الصعوبات التي
يواجهها الأوكرانيون
«النصر سيكون لنا”، وعد فولوديمير زيلينسكي الجمعة. قبل ذلك بأيام قليلة، اعترف الرئيس الأوكراني مع ذلك بأن “ما بين 60 إلى 100 جندي يموتون كل يوم”، وأن “500 جرحوا”. علاوة على ذلك، أبرزت المرحلة الجديدة من الصراع الصعوبات التي يواجهها الجيش الأوكراني للانتقال إلى مرحلة الهجوم. ولا تزال عمليات الاستعادة شمال خاركيف أو في الجنوب محدودة، ان لم تكن في حالة توقف تام. «لا تملك ما يكفي من معدات”، يقول إدوارد جولي. إن تسليم الغرب للأسلحة الثقيلة، مثل مدافع قيصر الفرنسية أو هوتويزر الأمريكية، لم يغير ميزان القوى الذي لا يزال لصالح الروس، ان “عددها محدود للغاية”، يتابع الباحث. هذا الأسبوع، قبل جو بايدن تسليم أنظمة هيمارس، قاذفات صواريخ يبلغ مداها 80 كيلومترًا مثبتة على دروع خفيفة، إلى كييف. ويعتقد بعض المحللين أن بإمكان تلك الاسلحة تغيير مسار الحرب. ومع ذلك، لم يتم تحديد تاريخ تسليمها.